كتب : وائل الحسينى
كشفت شركة "فوجيتسو" (Fujitsu) عن إجراء تصفية سريعة لكامل حصتها في وحدة تصنيع مكيفات الهواء فوجيتسو جنرال "" (Fujitsu General) للمساعدة في تبسيط عملياتها، ولا تفكر في بيع جزئي للوحدة، حسبما أفاد الرئيس التنفيذي للشركة.
كانت شركة التقنية اليابانية، التي صنعت في ذروة تألقها كل شيء، من أجهزة الكمبيوتر المحمولة والعملاقة إلى الرقائق والهواتف المحمولة والأجهزة المنزلية، قد باعت الكثير من مجموعة منتجاتها الاستهلاكية للتركيز على أعمال أنظمة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
تحذو "فوجيتسو" حذو شركتي "هيتاشي" و"توشيبا"، اللتين ارتفعت ثرواتهما خلال فترة الازدهار الاقتصادي في اليابان بعد الحرب.
تبيع الشركة عملياتها غير الأساسية، وتشمل هذه المساعي بيع حصة "فوجيتسو جنرال"، البالغ قيمتها حوالي 140 مليار ين (1.1 مليار دولار).
من جهته قال تاكاهيتو توكيتا الرئيس التنفيذي لشركة فوجيتسو : "حددنا معايير معينة لعملية البيع، ونهدف إلى بيع حصتنا البالغة 42%، بالكامل".
رفض توكيتا التعليق على المفاوضات بشأن الوحدة التي تصنع أنظمة التبريد للمنازل والشركات، لكنه قال إنه "سعيد بوجود أطراف مهتمة بالشراء".
تلبي أعمال "فوجيتسو" حالياً بشكل مستمر عدداً متزايداً من الشركات اليابانية التي تتبنى المزيد من أنظمة العمل الرقمية لمواكبة التحولات التكنولوجية. وتتوقع "فوجيتسو" أن ترتفع أرباحها التشغيلية بـ83% لتصل إلى 400 مليار ين بالسنة المالية المنتهية في مارس 2023. يتوقع المحللون، في المتوسط، أن تحقق الشركة أرباحاً تبلغ 359 مليار ين.
عندما كشفت "فوجيتسو" عن النتائج ربع السنوية في أكتوبر الماضي، قالت الشركة إنها تدرس بيع حيازات في الشركات التابعة غير الأساسية، بما في ذلك "فوجيتسو جنرال"، ومصنع البطاريات "إف دي كيه كورب" (FDK Corp) و"شينكو إليكتريك إندستريز" (Shinko Electric Industries)، التي تصنع مواد التعبئة والتغليف لأشباه الموصلات. منذ نهاية سبتمبر الماضي، بلغت حصة "فوجيتسو" نحو 59% في "إف دي كيه" و50% في "شينكو إليكتريك"، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
قال توكيتا إن المحادثات حول بيع حصة "فوجيتسو" في "شينكو إلكتريك" في خضم "مناقشات تتمحور بشكل أنشط حول الأمن الاقتصادي وتتضمن اتصالات أوثق مع الجهات المعنية من أصحاب المصالح"، بما في ذلك الحكومة اليابانية. وأوضح أن المناقشات المتعمقة ضرورية، ليس على أساس المنطق الاقتصادي فحسب، ولكن أيضاً على أساس الأمن الاقتصادي.
أوضح أشباه الموصلات باتت محور اهتمام صانعي السياسات حول العالم الذين يتنافسون حالياً من أجل السيطرة على التقنيات الرئيسية ذات التطبيقات العسكرية. يأتي ذلك في الوقت الذي تتعرض اليابان، التي تحتضن العديد من معدات إنتاج أشباه الموصلات وصانعي المواد من "طوكيو إلكترون" (Tokyo Electron) إلى "شين- إيتسو كيميكال" (Shin-Etsu Chemical)، لضغوط من جانب الولايات المتحدة للمساعدة في الحيلولة دون تدفق تكنولوجيا الرقائق إلى الصين.
الجدير بالاشارة حدد توكيتا أكبر المخاطر التي تواجه "فوجيتسو" في التوترات الجيوسياسية بشأن تايوان، فضلاً عن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كوفيد -19". ونظراً للتوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين واعتماد "فوجيتسو" بشكل كبير على المكونات من تايوان، بما في ذلك أشباه الموصلات، قال توكيتا إن الشركة بدأت في تخطيط سيناريو يهدف إلى الحفاظ على سلاسل التوريد والعمليات، مضيفاً بالقول: "من الأهمية بمكان الاستعداد لأي ظرف طارئ".