بقلم : فريد شوقي
نحدثنا الاسبوع الماضي ، في هذا المكان نفسه ، عن أبرز 5 توقعات للتوجهات التكنولوجية التي ربما تؤثر في العديد من الصناعات التي رصدتها أكاديمية " علي بابا دامو " ، المبادرة العالمية للأبحاث التابعة لمجموعة علي بابا، نستكمل في السطور التالية الحديث عن أهم 5 تكنولوجية التي سيمتد تاثيرها العديد خلال السنوات القادمة وأولها "الهيكل القابل للتنبؤ على أساس التعاون بين الحافة والسحابة " حيث إن الهيكل القابل للتنبؤ هو نظام ربط ذو تصميم مشترك للشبكة المضيفة مدفوع بالتطورات في الحوسبة السحابية، ويهدف إلى تقديم خدمات شبكة عالية الأداء. كما يعد اتجاهاً محتوماً مع تقارب قدرات الحوسبة والشبكات الحالية تدريجياً مع بعضها البعض. ومن خلال الابتكار الشامل للبروتوكولات المحددة بالسحابة والبرامج والرقاقات والأجهزة والبنى والمنصات، من المتوقع أن يؤدي الهيكل القابل للتنبؤ إلى إلغاء بنية الشبكة التقليدية القائمة على بروتوكول التحكم في الإرسال وأن يصبح جزءاً من الشبكة الأساسية في مراكز بيانات الجيل التالي. وتؤدي التطورات في هذا المجال أيضاً إلى اعتماد الهيكل القابل للتنبؤ من شبكات مراكز البيانات إلى شبكات العمود الفقري السحابية واسعة النطاق.
ويتمثل التوجه الثاني في "التصوير الحسابي " إذ إن التصوير الحسابي هو تقنية ناشئة متعددة التخصصات. وعلى عكس تقنيات التصوير التقليدية، يستخدم التصوير الحسابي النماذج الرياضية وقدرات معالجة الإشارات، وبالتالي يمكنه إجراء تحليل متعمق غير مسبوق لمعلومات مجال الضوء. وتُستخدم هذه التقنية بالفعل على نطاق واسع في التصوير بالهاتف المحمول والرعاية الصحية والقيادة الذاتية. وسيستمر التصوير الحسابي مستقبلاً في إحداث ثورة في تقنيات التصوير التقليدية، وسيؤدي إلى ظهور تطبيقات مبتكرة وخيالية مثل التصوير بدون عدسة، والتصوير من دون خط البصر.
أما التوجه التقنى الثالث فهو " الرقاقات الصغيرة " حيث إن التصميم المستند إلى الرقاقة الصغيرة يسمح للمصنعين بتفكيك «النظام على رقاقة» إلى رقاقات صغيرة متعددة، وتصنيع هذه الرقاقات الصغيرة بشكل منفصل باستخدام عمليات مختلفة، ومن ثم دمجها في «النظام على رقاقة» من خلال التوصيلات والتغليف. ويتم توحيد معايير توصيل الرقاقات الصغيرة في معيار واحد، مما يؤدي إلى تسريع عملية تصنيع الرقاقات الصغيرة. وبالاعتماد على تقنيات التغليف المتقدمة، قد تحدِث الرقاقات الصغيرة موجة جديدة من التغيير في عملية البحث والتطوير للدوائر المتكاملة وتعيد تشكيل صناعة الرقاقات.
في حين ان التوجه التكنولوجي الرابع " المعالجة في الذاكرة " تقنية المعالجة في الذاكرة هي عبارة عن دمج وحدة المعالجة المركزية والذاكرة على رقاقة واحدة، وهو ما يسمح بمعالجة البيانات مباشرة في الذاكرة. ومن المتوقع مستقبلاً أن تُستخدم رقاقات الحوسبة في الذاكرة في تطبيقات أقوى مثل الاستدلال السحابي. وسيؤدي ذلك إلى التحول من البنية التقليدية المتمحورة حول الحوسبة إلى البنية المتمحورة حول البيانات، والتي سيكون لها تأثير إيجابي في صناعات عدة مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
وأخيرا فإن " التوائم الرقمية الحضرية واسعة النطاق " أصبح مفهوم التوائم الرقمية الحضرية نهجاً جديداً لتحسين حوكمة المدن. وأحرزت التوائم الرقمية الحضرية واسعة النطاق حتى الآن تقدماً كبيراً في سيناريوهات مثل إدارة حركة المرور، والوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها، وبلوغ ذروة الكربون وتحقيق الحياد الكربوني. وستصبح التوائم الرقمية الحضرية واسعة النطاق مستقلة ومتعددة الأبعاد بدرجة أكبر في المستقبل.