بقلم : فريد شوقي
رغم أن عدد مستخدمى الانترنت تجاوز أكثر من 5.6 مليار مسنخدم على مستوى العالم ويتوقع أن يتزايد هذا العدد خلال السنوات القليلة القادمة بنحو 260 مليون مستخدم سنويا ، حيث مازال هناك نحو 3 مليار انسان محروم من الانترنت غالبيتهم فى الدول النامية ، إلا انه ما زال الانترنت الآمن على أولادنا يشكل هاجسا نفسيا لدى الكثير من الاسر ومصدر قلق للكثير من الأباء حول الاثار السلبية للانترنت وخطورتها على التربية والتنشئة السليمة للاطفال وما يمكن ان يحصلون عليه من معلومات خاطئه ونوعية التهديدات والمخاطر التى يمكن أن يتعرضوا لها أثناء استخدمهم للعالم الافتراضى خاصة فيما يتعلق بمفهوم غرف الدردشة المنتشرة حاليا عبر كثير من منصات وتطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي والتى لا يتقيد فيها المشاركون بالأعراف والموانع الاجتماعية والأدبية المتعارف عليها .
وفى محاولة للتخفيف من تلك الهواجس تستعد نحو 100 دولة لتنظيم فاعليات " اليوم العالمي للإنترنت الآمن " ، هذا الأسبوع ، وهو بمثابة دعوة لجميع أصحاب المصلحة للانضمام معًا والقيام بدور من أجل تهيئة إنترنت أفضل للجميع، خاصًة بالنسبة للمستخدمين الصغار ،وذلك بمشاركة العديد من المؤسسات والمنظمات العالمية والاقليمية والمحلية المعنية بالتنمية التكنولوجية وتهذيب سلوك الاطفال والمراهقين عند استخدام الانترنت ، بهدف تسلسط الضوء علي اهمية تبادل الخبرات والاراء والمقترحات الخاصة بكيفية تعظيم إيجابيات إستخدام الإنترنت والعمل على تحجيم سلبياتها على المجتمعات وكافة المستخدمين ولاسيما الأطفال وصغار السن خاصة مع تزايد الدور الذى باتت تلعبه فى حياتنا منصات ومواقع التواصل الاجتماعي والتى يتجاوز عددها المئات من المنصات والتطبيقات والمواقع المتنوعة والمتخصصة والشاملة .
ووفقا لدراسة قام بها فريق البحث يوحدة أبحاث الانترنت بجامعة لانكاشاير المركزية الامريكية أوضحت أن غرف الدردشة على منصات التواصل الاجتماعي بدأت تفقد إقبال العديد من الأطفال بشكل عام الا انه هناك تزايد فى غرف الدردشة التي تؤدي في النهاية إلى إجراء لقاءات شخصية مع الاخذ فى الاعتبار أن المتوسط العالمي لما يقضيه مستخدمى الانترنت يصل الى 7 ساعات يوميا على الشبكة علاوة على ان ان 60 % من حركة المرور على مواقع الانترنت باتت تتم عبر اجهزة الهواتف الذكية المتاحة حاليا فى ايدى اطفالنا وشبابنا .
وأكدت الدراسة التى تم عرضها فى هذه المناسبة أن نسبة كبيرة من المخاوف تتركز حول تأثير غرف الدردشة على الاطفال وأنه تتيح لهم اقامة علاقة ما أناس يجهلون هويتهم مما قد يعرضهم فيما بعد الى مخاطر غير معلومة ، فهناك اكثر من 1.97 مليار موقع الكترونى ونحو 600 مليون مدونة تضمها حاليا شبكة الانترنت ، لاسيما وأن غالبا ما تسفر المحادثة فى تلك الغرف عن اجراء مقابلات شخصية بين المتحدثين الامر الذى دعى أغلب الجمعيات الاطفال الى ضرورة مقاطعة الاطفال لغرف الدردشة التى يجهلون فيها المتحدثين وقيام الاسرة بدور أكبر فى مجال الرقابة الواعية على استخدام أبنائها للانترنت .
ونتصور أن الطريقة المثلي في تغيير سلوك هؤلاء الأطفال ليست في محاولة منعهم من استخدام غرف الدردشة لأن هذه الطريقة قد تأتي بنتائج سلبية وتجذبهم أكثر إلى استخدام هذه الغرف بدلا من تجنبها ونشارك الدراسة فى ضرورة قيام الآباء بمشاركة أطفالهم فيما يفعلونه على الإنترنت لاسيما وأن الآباء يشاركون الأبناء في صداقاتهم التي يصنعونها خارج نطاق الانترنت وبالتالى فهم بحاجة إلى نفس الرعاية فيما يخص أصدقائهم على الإنترنت أيضا .
كذلك من المهم أن يكون هناك نوع من الرقابة الوعية من جانبين القائمين على غرف الدردشة لمنع حدوث أى تجاوزات بين المشاركين والتأكد من صحة بعض المعلومات التى يقدمونها وأهمها السن وطرح الموضوعات الى تتناسب مع تفكير تلك الفئة العمرية .
فى النهاية نؤكد أن الانترنت كغيرها من وسائل نشر المعلومات " المرئية والمسوعة والمكتوبة " لها إبجابيات وسلبيات ودورنا ليس الدعوى لتجاهل الانترنت وعزوف ابناءنا عنها ولكن العمل على ارشادهم الى الطريقة المثلى والآمنة للاستفادة من الانترنت وتعزيز الاستخدام الآمن والإيجابي للتكنولوجيا الرقمية للأطفال والشباب بالاضافة الى تسليط الضوء على الاستخدامات الإيجابية للتكنولوجيا واستكشاف الدور الذي يمكن أن يقوم به الجميع من أجل المساعدة في خلق مجتمع إنترنت أفضل وأكثر أمانًا.