اصبح الكمبيوتر من اهم الأدوات استخداما فى مجال تنمية مهارات الفرد الطبيعى كما ان التكنولوجيا باتت لها دورا إيجابيا ومؤثرا في زيادة درجة التفاعل لذوي الاحتياجات الخاصة وتحدى الاعاقة للاندماج في كل نواحي الحياة بصورة وهو ما يتسق مع الحديث عن إتاحة الفرصة لابنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في عملية التنمية الشاملة كأمر ضروري وحيوي للسماح لتلك الفئة لتكون جزءا من نسيج المجتمع تتفاعل معه وتؤثر فيه .
ومن المؤكد أن جهود حكومة أى دولة " مهما كانت غنية ولديها إمكانياتها المالية " لا يمكن وحدها فقط أن تتمكن من معالجة كل المشاكل والتحديات التي يواجهها أبناؤنا من متحدى الاعاقة ومن ثمة فإن الحديث عن دور أكبر لمؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الأعمال أصبح مطلبا ضروريا لضمان تحقيق العدالة والعيشة الكريمة لكل فئات المجتمع .
ومن هنا تاتى اهمية ما اعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسى من ضرورة دمج ابنائنا من ذوى الاحتياجات الخاصة، من ذوى المستوى الاول من الاعاقة ، فى التعليم العام بما بعمل على كسر الحاجز النفسى لدى هؤلاء وأنهم قادرين على الانخراط فى كافة النواحى التعليمية والعلمية وممارسة حياتهم الاجتماعية بصورة طبيعية تؤدى اضافة قوة منتجه ومفكرة للمجتع تساهم فى تطويره وليس النظر اليهم باعتبارهم عباء على المجتمع .
وبالطبع اعلان الرئيس تخصيص 500 مليون جنيه لدعم وانشار مراكز طلاب ذوى الاعاقة يشكل خكوة مهمة جدا لدعم ابنائنا من متحدى الاعاقة باعتبار هذه المراكز ستكون نواة لتقديم الاستشارات والخدمات المتعلقة بالطلاب ذوى الإعاقة ولأولياء الأمور لتسهيل حصول ولى الأمر على الخدمة المطلوبة بشكل بسيط وسهل مع العمل على تعظيم الاستفادة من الحلول التكنولوجية فى تنمية مهارات هؤلاء الطلاب .
ولعل هذه الخطوة تتسق مع ما قامت باتخاذه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، منذ عدة سنوات ، بالتعاون مع غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يعد نموذجا ايجابيا يستهدف توفير فرص عمل لذوى الإحتياجات الخاصة والبدء بالفعل في إجراءات تدريب لنحو عدة مئات ،على مرحلتين، الأولي يتم التدريب علي وظائف إدارية (سكرتارية ، حسابات ، شئون افراد ، مدخل بيانات) ، وتسويقية (التسويق والبيع عن طريق الهاتف) وتم أختيار ذوي الأعاقات الحركية للوظائف الإدارية وذوي الأعاقات البصرية للتسويق على حين ان المرحلة الثانية للتدريب علي وظائف فنية مثل كاتب تقني Technical writer ومبرمج ومختبر برامج كما تقوم الوزارة بدعم رواتب ذوي الأعاقة بنسبة تزيد عن 75 % لمدة ستة أشهر كاملة علي الأقل من خلال جمعيات أهلية يتم الأتفاق معها حالياً وسيتم البدء في تعيين المتدربين بالشركات المشاركة بالمشروع من بدايةً من شهر أكتوبر 2012.
نتطلع فى ظل توفير التمويل من مؤسسة الرئاسة ان يتم التوسع فى مثل هذه البرامج ومضاعفة اعدد المستفدين من عدة مئات الى عدة الالاف مع تعميم وتوفير برامج " Virgo " في كل المحافظات والنوادي التكنولوجيا ، التابعة لوزارة الاتصالات ، لقراءة الشاشة للمكفوفين وضعاف البصر باللغة العربية " برايل – ناطق – مكبر " إذ يعتبر هذا البرنامج أول نظام قارئ شاشة عربي صمم ليجعل التعامل فى بيئة ويندوز العربية ممتعا وسهلا للمكفوفين وضعاف البصر ويقوم بمهمتين الأولى قراءة وتحليل المعلومات المرسلة إلى الشاشة من نوافذ ونصوص ومفاتيح وقوائم وصور والثانية تحويل هذه المحتويات والمعلومات إلى برايل وصوت فيتمكن المستخدم من التعامل مع الكمبيوتر مثله مثل البصير تماما كما يتضمن قارئ شاشة برايل بعدة لغات أهمها العربية والإنجليزية وقارئ شاشة ناطق بعدة لغات أهمها العربية والإنجليزية ومساعد متصفح الإنترنت للتمكن من التعامل مع الإنترنت بشكل سهل ومرن بالإضافة إلى مكبر شاشة لضعاف البصر يصل إلى 48 ضعفا مع العديد من مزايا التحكم والوصول .
نتوقع في ظل تزايد الدعاوى للعدالة الاجتماعية والمساواة في حقوق المواطنة ، أن يكون لمؤسسات الأعمال وكذلك جمعيات المجتمع المدني دور أكثر وضوحا في مجال تقديم الرعاية التكنولوجية لأبنائنا من متحدى الاعاقة اذ تؤكد بعض الدراسات الاجتماعية ان لدينا ما لا يقل عن 10 - 12 مليون مواطن مصرى من متحدى الاعاقة وهو مجال يحتاج بالتأكيد لاهتمام وتركيز من كل فئات المجتمع سواء حكومية أو مدنية ونتطلع أن يكون لشركات تكنولوجيا والاتصالات دور رائد في مجال إعادة تأهيل هذه الفئة من أبنائنا ليصبحوا قوة منتجة لها بصماتها في المجتمع بدلا من أن تكون عالة أو عبئا ثقيلا على مسيرة التنمية .
نؤكد أن مساهمة قطاع المعلومات والاتصالات في توفير الحلول المناسبة لعلاج العديد من القضايا المجتمعية سيكون له تأثيره الإيجابي على قبول المواطن العادي للشركات العاملة في هذا القطاع واقتناعه بصورة أكثر بقيمة ما يقوم بدفعه نظير الحصول على خدمات هذا القطاع الاستراتيجي كما نتمنى أن يأتي سريعا اليوم الذي يستطيع فيه جميع أبنائنا "متحدى الاعاقة" من استخدام الكمبيوتر بما يؤدى لتحسبن مهاراتهم