بقلم : فريد شوقي
من حسن الحظ أن تأتي فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمعرض ومؤتمر القاهرة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والأقمار الاصطناعية " Cairo ICT 2019 " بعد أن شهدت مصر حدثين غاية في الأهمية في مجال الاتصالات والإنترنت وتكنولوجيا المعلومات حيث سيتمكن المشاركون في المؤتمر المصاحب للمعرض من تسليط الضوء على أهم نتائج هذه الفعاليات .
ولعل الحدث الأول هو استضافة مصر لفعاليات المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية والمقام " WRC 19 " بشرم الشيخ بمشاركة أكثر من 3500 خبير دولي متخصص في مجال الاتصالات والإنترنت يمثلون نحو 140 دولة وهو أكبر تجمع في تاريخ الاتحاد الدولي للاتصالات وما تموله من قضايا غاية في الأهمية منها وضع اللوائح التنظيمية لتقنيات الجيل الخامس للاتصالات المحمولة وتقنيات تنظيم مدارات الأقمار الصناعية وغيرها من الاتجاهات التكنولوجية الحديثة والتي ستؤثر بقوة على مستقبل قطاع الاتصالات .
وتمثل الحدث الثاني في إطلاق مصر للقمر الصناعي الأول للاتصالات " طيبة 1 " وما يمثله من طفرة حقيقية في مستوى خدمات الاتصالات والإنترنت لتضاهي الخدمات العالمية .. ناهيك عن التوسع في التغطية الجغرافية لتشمل ليس الأراضي المصرية كلها وإنما منطقة شمال أفريقيا ودول حوض النيل وهو إنجاز غير مسبوق .
وعلى مدار 22 عاما نجح معرض ومؤتمر " كايرو اي سي تي " أن يكون بمثابة المرأة الحقيقية التي تعكس كل ما يجري في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مدار عام كامل مضى والاتجاهات المستقبلية في العام القادم .. ناهيك عن دوره في تسليط الضوء على كل الملفات والقضايا المتعلقة بتنمية وتطوير قدرات هذا القطاع .
وعلى مدار هذه السنوات بات المعرض يشكل أحد أهم الفعاليات المعنية بالتنمية التكنولوجية والتوجه نحو العالم الرقمي ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى الإقليمي والأفريقي ، فهو يعد ثاني أكبر حدث تكنولوجي في منطقة الشرق الأوسط ، بعد جايتكس دبي ، وتضعه جميع شركات التكنولوجيا العالمية على أجندتها السنوية والأول على مستوى القارة الأفريقية ، وذلك من واقع حجم المشاركة في المعرض من الشركات المحلية والإقليمية والعالمية .. ناهيك عن مستوى زوار المعرض من متخذي القرار بمؤسسات الأعمال ، سواء مديري التكنولوجيا أو الرؤساء التنفيذيين ، وبالتالي فإنه من المهم بل ومن الضروري أن تتكاتف الجهود لإنجاح الدورة القادمة للمعرض في استعراض وإلقاء الضوء على ما تم ويتم في مجال التحول الرقمي .
ولعله من المهم أن نشير هنا أن تخصيص قاعدة كاملة ، من ضمن الـ 4 قاعات الخاصة بالمعرض ، للجهات الحكومية يمكن أن تكتشف وجود دعم حكومي لا محدود للمعرض في محاولة للتأكيد على الهوية الجديدة لوطننا مصر من كونها دولة تركز بقوة على الإبداع بصورة عامة في كل المجالات الاقتصادية وأنها تدعم عملية التحول إلى اقتصاد المعرفة عن طريق تبني ودعم الأفكار الابتكارية ،سواء من الداخل أو الخارج ، وأنها دولة جاذبة للعقول البشرية المتميزة التي تبحث عن حضانات أعمال للنجاح والتقدم .
ومن المتوقع ان يلاحظ زائر Cairo ICT " كم التواجد الكبير والمتنوع الذي تحرص عليه سنويا كل الجهات والأجهزة الحكومية سواء لعرض خدماتها التي تم بالفعل تطويرها باستخدام حلول تكنولوجيا المعلومات أو من خلال إطلاق مبادراتها ومشروعاتها الجديدة التي تعكس رؤيتها المستقبلية ليس لمجرد مواكبة موجة التحول إلى "حكومة ذكية " ولكن للتأكيد على أن مصر في 2030 تريد أن تكون على قمة المؤشر العالمي للتحول للاقتصاد الرقمي ومن ثمة نريد أن نرى صورة مشابهة لذلك وتواجد مكثف للجهات الحكومية لعرض خدماتها في إطار التحول نحو الحكومة الإلكترونية وتعريف زوار المعرض بها وفي نفس الوقت عرض خططها المستقبلية لتعزيز استخدام التقنيات الحديثة لتطوير خدماتها .
فى النهاية نؤكد نجاج الدورة القادمة لمعرض " Cairo ICT 2019 " في وضع مصر على الخريطة العالمية للدولة المنتجة للتكنولوجية وجذب استثمارات جديدة والترويج للفرص المتاحة بالسوق المصرية بل وجذب السائحين من مختلف دول المنطقة يجب ان يعتمد على تكاتف والتنسيق بين كل الكيانات المعنية بالتنمية التكنولوجية ووجود دعم حكومي واضح ومشاركة ، وليس تمثيلا ، من جانب الجهات المدنية المعنية بالتنمية التكنولوجية وكذلك تقديم التسهيلات فيما يتعلق بالسماح بإدخال الأجهزة والحلول التي تخص الشركات العارضة بالمعرض مع تظيم وزارة السياحة لعرض متكامل بالتنسيق مع الشركة المنظمة للمعرض " تريد فيرز " لمن يريد ان يزور معرض مصر للتكنولوحيا من خارج مصر والترويج لذلك باستخدام التسويق الإلكتروني .