بقلم : رانيا جول
محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
مدد زوج الباوند دولار GBP/USD خسائره على مدى يومين متتاليين بعد أن وصل الزوج إلى أعلى مستوى له في أسبوعين عند 1.2288 لكنه فشل في اختراق مستوى المقاومة الرئيسي عند 1.2300. حيث أثرت الأخبار الأساسية والمخاطر الجيوسياسية على قوة الجنيه الإسترليني، ويتداول الزوج حالياً عند مستوى 1.2082 منخفضًا بنسبة 0.35% خلال تعاملات اليوم الخميس.
وأعتقد أن النفور من المخاطرة يستمر في دفع الأسواق المالية للانخفاض مقابل الدولار بعد أن كشفت وكالات أنباء أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجهز جيشه لهجوم بري، وأوصى المدنيين في غزة بالتوجه جنوباً. وأضاف أنه لن يذكر تفاصيل وسيتم التوصل إلى موعد الغزو بالإجماع، لكن حسب رأيي الشخصي لا أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث قريباً.
كان هذا تزامناً مع استمرار البيانات الاقتصادية الأمريكية في اظهار مرونة وقوة الاقتصاد، فقد أعلن مكتب الإحصاء الأمريكي أن مبيعات المنازل الجديدة كانت أعلى من أرقام أغسطس، مع ارتفاع مبيعات سبتمبر بنسبة 12.3%، مقارنة بالانخفاض السابق بنسبة -8.2%. ولا يزال الباوند دولار في حالة تراجع بعد أن ذكرت الوكالة أن مؤشر مديري المشتريات التصنيعي لا يزال في منطقة الركود، في حين تشير بيانات التوظيف إلى تراجع سوق العمل. مما زاد التوقعات بأن بنك إنجلترا (BoE) سيبقي أسعار الفائدة دون تغيير عند 5.25٪ في اجتماع 2 نوفمبر المقبل على الرغم من تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسياسته النقدية.
ومن رأيي يمكن أن يمتد انخفاض زوج GBP/USD في خسائره نحو مستوى 1.20203، حيث ستتضمن الأجندة الاقتصادية في الولايات المتحدة الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث وطلبات السلع المعمرة ومطالبات البطالة. فإذا جاء الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي أعلى من التوقعات فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الانخفاض في زوج الباوند دولار بسبب قوة الدولار.
كما فقد الجنيه الاسترليني قوته مقابل الدولار خلال الساعات الأخيرة بعد أن ارتفعت أرقام الأجور في المملكة المتحدة بوتيرة أبطأ من المتوقع وتحسن سوق الوظائف بشكل طفيف. فقد ارتفعت الأجور في المملكة المتحدة على الرغم من أنها لا تزال مرتفعة، بوتيرة أبطأ مما كان متوقعا في أغسطس مما زاد من توقعات السوق بأن بنك إنجلترا قد يرفع أسعار الفائدة للمرة الأخيرة. في حين ارتفع معدل البطالة بشكل طفيف من 4.3% إلى 4.2% ولكن البيانات شهدت تراجعًا ملحوظًا في سوق العمل وهو ما يعد عادةً علامة على أن السياسة النقدية المتشددة تعمل من خلال الاقتصاد الحقيقي وتؤثر على ضغوط الأسعار.
ومع ترقب الأسواق لصدور بيانات أمريكية ذات أهمية كبيرة يتوقع المراقبون المزيد من الانخفاض في الزوج نظرًا لعدم وجود عوامل تدعم قوة الجنيه الاسترليني. حيث أظهرت البيانات الأمريكية أرقام إيجابية مفاجئة مؤخراً، وبالتالي فإن مفاجأة أخرى اليوم أو غداً يمكن أن تحفز قوة الدولار وتتسبب بضعف الباوند.
وأرى إن المشاعر تجاه اقتصاد المملكة المتحدة والسياسة النقدية لبنك إنجلترا تجعل زوج الباوند دولار يستمر في اتجاه هابط بشكل عام، وسيكون الأمل الوحيد في الانتعاش مرتبطاً بأرقام المؤشرات الاقتصادية الأمريكية الأضعف من المتوقع وأرقام التضخم الضعيفة خلال الساعات المقبلة مما ستخفف بعض الخسائر على المدى القريب ويمكن أن توجه الزوج لتصحيح صاعد متواضع.