كشف بحث جديد أن الذكاء الإصطناعي يحسن نتائج مرضى سرطان الحنجرة، وتوصل الخبراء في جامعة "نيوكاسل" فى بريطانيا أن برامج الذكاء الإصطناعي يمكن أن يلعب دورا ثوريا في توجيه علاج سرطان الحنجرة .. وفي أول بحث من نوعه حول سرطان الحنجرة المتقدم إستفاد الدكتور "عمار راجور" وفريقه في جامعة نيوكاسل من قوة الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأشعة المقطعية للمرضى، والذي يهدف إلى التنبؤ بفرص البقاء على قيد الحياة.
ويعمل برنامج الذكاء الاصطناعي على تشغيل صورة تلو الصورة، مما يكشف عن أنماط مخفية داخل الورم الخبيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ... ويمكن أن يكون هذا بمثابة "عينة إفتراضية" ويوفر مزيدا من الأدلة بشأن سلوك الورم السرطاني ومدى إنتشاره.
وقال راجور إخصائى أنف وأذن وحنجرة، فى حديثه عن النتائج المتوصل إليها إنه "يمكن اعتبار علم الإشعاع بمثابة عدسة مكبرة فائقة القوة للصور الطبية، مثل الأشعة المقطعية.. فهو يفحص بعناية كل التفاصيل الدقيقة، حتى تلك التي من الصعب رؤيتها، ومن خلال القيام بذلك، يمكنها العثور على أنماط ومخالفات لا يمكن للإنسان رؤيتها أو قد يتم تفويتها".
ويكشف البحث الحالى ، والذى نشرت نتائجه فى مجلة "طب الأنف والأذن والحنجرة"، عن علامتين مهمتين للتصوير، الاولى الشكل وعدم إنتظام المستوى الرمادى فى حال كانت هذه العلامة مرتفعة، مما يشير إلى أن المريض ترتفع لديه فرص الوفاة فى غضون فترة وجيزة .. كما كشفت النتائج أيضا أن علامات التصوير هذه قامت بعمل أفضل في التنبؤ بالبقاء على فرص البقاء على قيد الحياة مقارنة بالطريق التقليدية التي يستخدمها الأطباء حاليا، والتى تأخذ فى الإعتبار عامل العمر، والمرحلة المتقدمة التى عليها الورم.
وهناك عدد من الدراسات التي تم إجراؤها، فى هذا الصدد، لتحليل جميع أنواع سرطانات الرأس والرقبة، ومع ذلك، فإن هذه الدراسات لم تكن دامغة بالقدر الكاف، أو ذات صلة سريريا حيث أن بعض أنواع سرطان الرأس والرقبة تتصرف بشكل مختلف تماما، ومن وجهة نظر الأطباء، لا ينبغي دمجها في مجموعة واحدة للتحليل.
وشدد الباحثون على أن هذا البحث يلعب دورا كبيرا في توجيه العلاج، ويضمن حصول المرضى على العلاج المناسب لهم ، بناء على شكل الورم لديهم".