بقلم : سامر حسن
محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
يتجه الذهب إلى بعض المكاسب اليوم بنسبة 0.25% تقريباً ويتماسك أعلى مستوى 2310 دولاراً للأونصة عند الساعة 7:30 صباحاً بتوقيت غرينيتش وذلك بعد الخسائر الطفيفة الممتدة منذ يومين.
تأتي تحركات الذهب تحت تأثير جملة من العوامل المختلطة وعلى رأسها التفاؤل حول مسار السياسة النقدية هذا العام مع إمكانية تحقيق خفضين لسعر الفائدة هذا العام. في المقابل تعود عوائد السندات للارتفاع وذلك مع المخاوف الناتجة عن عدم إمكانية تحقيق مستهدفات الفيدرالي للتضخم مع النشاط الاقتصادي القوي علاوة على الانحسار التدريجي لعلاوة التوترات الجيوسياسية الناتجة عن الحرب في الشرق الأوسط.
فيما تتفاءل الأسواق بإمكانية تحقيق خفضين لسعر الفائدة هذا العام بما قد لا يتجاوز 50 نقطة أساس بدءاً من سبتمبر القادم الذي لا تتوقع الأسواق فيه إحتمالية لإبقاء المعدلات الحالية دون تغيير بأكثر من 35%، وفق CME FedWatch Tool.
إلا أن هذا التفاؤل قد يبقى هشاً مع النشاط الاقتصادي المتسارع والذي قد يدفع التضخم إلى المزيد من التسارع غير المتوقع بما يبعده عن مستهدفاته وهذا ما يحذر منه مسؤولي الفيدرالي بالفعل. هذه السردية دفعت عوائد السندات لأجل عشرة أعوام إلى المزيد من الارتفاع لأعلى من مستوى 4.5%.
كما أن العوائد الحقيقة لهذه السندات أخذة في الارتفاع واستعادة اليوم مستوى 1% وهو ما لا يبعد كثيراً عن أعلى المستويات لهذا العام عند 1.25% تقريباً، وهذا بدوره لا يساعد الذهب على الاحتفاظ بمكاسبه مع زيادة جاذبية الأصول المدرة للعائد المرتفع نسبياً.
بالفعل، هذا ما تراه وول ستريت وتستمر في التخلص من الذهب والذي شهدته كبرى صناديقه المتداولة المادية صافي تدفقات خارجة بحوالي 4 مليار دولار منذ بداية هذا العام وذلك على الرغم من التفاؤل حول خفض المعدلات وتسارع وتيرة شراء البنوك المركزية للسبائك والمخاوف من تفاقم الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط.
الصراع في الشرق الأوسط كان بالفعل من أهم العوامل الداعمة لسعر الذهب والتي انتشلته من مستويات 1800 دولاراً للأونصة في أكتوبر من العام الفائت.
فيما أعتقد أن جبهة الشرق الأوسط قد تتجه الهدوء بشكل أو بأخر وهذا ما قد يتحقق فعلاً خلال الأيام القادمة خلال الرغم من التقلب الحاد للمشهد مؤخراً. في كل الأحوال، فأعتقد أن احتمالية الانجرار إلى حرب إقليمية واسعة لم تعد مرجحة وأن الصراع لن يخرج من نطاقه الحالي وهذا بدوره ما قد يفقد الذهب أحد أهم دعاماته مع تناسي الأسواق هذه المخاوف شيئاً فشيئاً.
عليه، فإنه يحتاج على المزيد من الأرقام الاقتصادية الضعيفة من الولايات المتحدة إضافة إلى استمرار تسارع حيازات البنوك المركزية من السبائك.