بقلم : رانيا جول
محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
تراجعت أسعار الذهب خلال الساعات الأولى من ، الأربعاء الماضى ، ليتداول السعر عند 2329 دولار، تزامناً مع استيعاب السوق لتعليقات رئيس الفيدرالي جيروم باول في منتدى البنك المركزي الأوروبي في البرتغال. حيث تحول إلى موقف متساهل بعض الشيء، لكن عائدات سندات الخزانة الأمريكية بقيت ثابتة. وتقلب الدولار الأمريكي لكنه بقي ضمن مستويات طبيعية. وكان باول قد علق على استئناف عملية خفض التضخم، لكنه أشار إلى أنه يرغب في رؤية المزيد من الأدلة على استمرار تباطؤ التضخم قبل خفض أسعار الفائدة.
كما كشفت بيانات الوظائف الأميركية أن الوظائف الشاغرة ارتفعت بشكل مفاجئ فوق التقديرات، مما يعكس قوة سوق العمل في ظل أسعار الفائدة المرتفعة التي حددها الفيدرالي بين 5.25% و5.5%K، ومن المتوقع صدور المزيد من البيانات يوم الأربعاء، ومحضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية(FOMC)، إلى جانب مؤشرات مديري المشتريات لقطاع الخدمات منS&P Global، وستكون الأسواق الأمريكية مغلقة يوم الخميس بمناسبة عيد الاستقلال. وبحلول يوم الجمعة، ستترقب الأسواق تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر يونيو، وهي بيانات مهمة جداً لتحديد مسار التضخم وبالتالي قرارات خفض الفائدة المستقبلية.
ومن وجهة نظري تجاهلت الأسواق الإغلاق الإيجابي في وول ستريت أمس. كما جاء مؤشر مديري المشتريات الخدمي الصيني أضعف من المتوقع مما أثار مخاوف النمو الاقتصادي وأضر بالمعنويات حول الأسهم المحلية. وأعتقد أن التحول السلبي يساعد في الحد من انخفاض الدولار الأمريكي مع إبقاء سعر الذهب في وضع ضعيف بعض الشيء.
ومن رأيي، لا يزال الاتجاه الهبوطي لأسعار الذهب محدودا، حيث تستمر عائدات سندات الخزانة الأميركية في التأثر بالتعليقات التي أدلى بها رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمس في منتدى البنك المركزي الأوروبي بشأن البنوك المركزية في سينترا. فانخفضت عائدات سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات إلى 4.43% بعد موجة من أكبر مكاسبها اليومية في بداية الاسبوع.
ورغم ترحيب باول ببيانات التضخم الأخيرة، التي تشير بوضوح إلى مسار انكماشي، إلا أنه أضاف سريعا أنه يريد أن يرى المزيد قبل أن يكتسب الثقة الكافية لبدء خفض أسعار الفائدة.
وعليه رفعت الأسواق توقعات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر بشكل طفيف بعد أن أقر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باول بإحراز تقدم في خفض التضخم، حيث اعتبروا تعليقاته اشارة لاقتراب التيسير النقدي. وفي الوقت الحالي، ترى الأسواق احتمالات بنسبة 67% لخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في سبتمبر، وهي نسبة أعلى قليلاً من نحو 63% التي شوهدت قبل تعليق باول.
ومن وجهة نظري، قد تستمر توقعات الاحتياطي الفيدرالي المتساهلة المتجددة في توفير الطلب على شراء الذهب، كما أظهر أحدث تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي شراء البنوك المركزية 10 أطنان من الذهب في مايو. وذكر تقرير مجلس الذهب العالمي أن البنك الوطني البولندي كان أكبر مشتر للذهب في مايو، حيث أضاف 10 أطنان من الذهب إلى احتياطياته.
وأعتقد الىن أن الأنظار تتجه إلى تقريرADP لتغيرات التوظيف في الولايات المتحدة بعد أن أظهر مسح الوظائف الشاغرة و (JOLTS) أمس أن الوظائف الشاغرة ارتفعت إلى 8.14 مليون وظيفة في نهاية مايو، وهي زيادة من 7.92 مليون وظيفة شاغرة في أبريل. ومن المتوقع أن تظهر بياناتADP زيادة قدرها 160 ألف وظيفة في القطاع الخاص الأمريكي الشهر الماضي، مقابل زيادة قدرها 152 ألف وظيفة في مايو.
ومن رأيي ستبقى أسعار الذهب في حالة من الجانبية الواضحة لحين صدور محضر اجتماع السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي يومي 11 و12 يونيو، والذي قد يلقي المزيد من الضوء على توقعات البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة والتضخم، مما سيكون له تأثير كبير على قيمة الدولار الأمريكي وسعر الذهب.