اليورو/ الدولار ..وتاثير السياسة النقدية للبنك المركز الاوروبى

  • بقلم : رانيا جول

    محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com

     

    انخفض زوج اليورو/الدولار قليلا خلال تعاملات الخميس ، الماضي ،  ليتداول عند 1.0925، وحتى الآن تعتبر الخسائر هامشية قبيل صدور قرار السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، حيث إن احتمالات خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة اليوم كانت ضعيفة للغاية في ظل سياسة مستقرة، وتشير تعليقات كبار المسؤولين إلى أن خفض أسعار الفائدة سوف يتم بوتيرة مدروسة. ويبدو من المرجح أن تحافظ الرئيسة لاجارد على نهج "يعتمد على البيانات" في التعامل مع توقعات السياسة، وهو ما قد يبدو متشدداً بعض الشيء في ظل ضغوط التضخم المرتفعة نسبياً في قطاع الخدمات، وهذا مايدعم قوة اليورو بشكل واضح.

     

    فقد استعاد زوج العملاتEUR/USD أغلب خسائره بعد أن هبط إلى 1.0920 في صباح اليوم من أعلى مستوى له في أربعة أشهر بالقرب من 1.0950 أمس. حيث انتعش زوج العملات الرئيسي بعد أن أعلن البنك المركزي الأوروبي عن قرار اجتماعه للسياسة النقدية في يوليو. وأبقى أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير، كما كان متوقعًا. وظل سعر الفائدة الرئيسية وسعر تسهيل الودائع ثابتين عند 4.25% و3.75% على التوالي.

     

    ومن وجهة نظري، كان قرار البنك المركزي الأوروبي بتجنب تقديم وعود بتخفيضات لاحقة في أسعار الفائدة، حيث امتنع المسؤولون عن الالتزام بمسار محدد مسبقا لخفض أسعار الفائدة وسط مخاوف بشأن التضخم الثابت في قطاع الخدمات، والذي من شأنه أن يعكس عملية الانكماش في وتيرة التضخم.

     

    لذا أعقد أن السبب وراء تخفيف موقف السياسة المتشدد للمركزي الأوروبي خلال الشهر الماضي هو الثقة العميقة لدى المسؤولين في أن المخاطر التي تهدد التضخم والاقتصاد متوازنة بشكل جيد وأن ضغوط الأسعار ستعود إلى المعدل المطلوب وهو 2%مع الوقت.

    وفي الوقت الحالي، تتوقع الأسواق المالية أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام، وربما يكون ذلك في سبتمبر،  فقد قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد في بيان السياسة النقدية : "إن مجلس الإدارة لا يلتزم مسبقًا بمسار سعر فائدة معين". وأضافت لاجارد أن التضخم العام من المتوقع أن يكون أعلى بكثير من المعدل المرغوب فيه حتى منتصف العام المقبل. وفيما يتعلق بتوقعات أسعار الفائدة، قالت لاجارد: "سنستمر في اتباع نهج يعتمد على البيانات واجتماعًا تلو الآخر لتحديد المستوى المناسب ومدة التشديد".

    لذا من رأيي ستبقى التوقعات على المدى القريب لزوج اليورو/الدولار  قوية مع بقاء الدولار الأميركيعرضة للخطر. ويبدو مؤشر الدولار الأميركي(DXY)، ضعيفاً بالقرب من أدنى مستوى له في أكثر من ثلاثة أشهر عند 103.70.

    وأعتقد أن الدولار قد يشهد مزيدًا من الانخفاض وسط توقعات قوية بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة اعتبارًا من اجتماع سبتمبر. وقد عززت التوقعات المتفائلة بخفض أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي تخفيف ضغوط التضخم وتبريد ظروف سوق العمل. وأظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر يونيو أن الضغوط التضخمية السنوية الرئيسية والأساسية تباطأت بوتيرة أسرع من المتوقع.

    كما شهدت الشركات الأمريكية نموًا معتدلاً وتباطؤًا في الطلب على العمالة من أواخر مايو حتى أوائل يوليو. كما أظهرت بيانات التوظيف الأخيرة أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.1%، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2021.وعززت أرقام التضخم الأخيرة ثقة المسؤولين في الفيدرالي في أن التضخم سيعود إلى مسار الهدف البالغ 2%.

    حيث أعرب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر عن ثقته في الاعتدال في سوق العمل والتضخم. وعندما سئل عن خفض أسعار الفائدة، قال والر: "أعتقد أننا نقترب من الوقت الذي يصبح فيه خفض أسعار الفائدة مبررًا".

    وأخيراً باعت وحدة تابعة لشركة بلاك روك ما قيمته 2.5 مليار دولار من السندات الأمريكية ذات الدرجة الاستثمارية يوم أمس الأربعاء للمساعدة في تمويل جزء من عملية استحواذ الشركة على شركة بيانات الأسواق الخاصة بريكوين بقيمة 3.2 مليار دولار . مما تسبب في هبوط عوائد السندات وبالتالي ضعفت قوة الدولار الأمريكي مقابل اليورو والعملات الأخرى في المدى القريب والمتوسط.

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن