بقلم : سامر حسن
محلل أول لأسواق المال في XS.com
تعرض الذهب لبعض التراجعات بعد الساعة 12:30 ، بتوقيت جرينيتش مساءً يوم الاربعاء الماضى ، مع صدور قراءة شهر يوليو لمؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة.
جاء الضغط على الذهب على الرغم من التباطؤ غير المتوقع للتضخم على أساس سنوي وتسارع نمو الأسعار الشهري. فيما أعتقد أن أرقام اليوم وحجم المفاجئة لم تكن تلك التي كانت ستغذي فرضية الخفض الطارئ بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر أو المخاوف حول سلامة الاقتصاد الأمريكي. بمعنى آخر، فإن فرضية المعدلات الأعلى لفترة أطول قد حصلت على بعض من الانتعاش اليوم وهذا ما قد يبرر الأداء الباهت للذهب وارتفاع عوائد السندات.
فبعد أن كانت ترجح الأسواق الخفض بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر باحتمالية وصلت إلى 70%، تراجعت اليوم إلى 41% في مقابل 59% للخفض بربع نقطة مؤية، وفق CME FedWatch Tool.
في البيانات اليوم، فقد تباطئ التضخم إلى 2.9% في يوليو على أساس سنوي مقابل التوقعات بثباته عند القراءة السابقة، 3.0%. هذا الانحسار إلى ما دون 3% كان الأول منذ العام 2021. أما على أساس شهري، فقد عاد نمو الأسعار إلى التسارع مجدداً بنسبة 0.2% سواء للقراءة الرئيسية أم الأساسية التي تستثني بنود الغذاء والطاقة. في حين ارتفعت أسعار الغذاء بنسبة 0.2% على أساس شهري وبقيت أسعار الطاقة (ومن ضمنها الغازولين) دون تغيير في يوليو، وفق مكتب احصائيات العمل.
المنسوب المرتفع من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط يبقي للذهب قدرته على الاحتفاظ بمستوياته المرتفعة نسبياً وذلك مع عدم تسجيل أي اختراق في مسار وقف إطلاق النار ووقف التصعيد. هذا يأتي في ظل ترقب الرد من إيران وحزب الله على إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر.
فيما أن هذا الأسبوع من الأسابيع الحاسمة في مسار الصراع الدائر في الشرق الأوسط وعلى مختلف الجبهات. حيث من المقرر أن تبدأ جولة جديدة من المفاوضات غداً في قطر في مسعى للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة. في حين أن التوصل إلى اتفاق في غزة من شأنه أن يفتح الباب نحو خفض التصعيد في الإقليم، وفق The Wall Street Journal.
إلا أن تحقيق اختراق جوهري في المفاوضات قد يواجه العديد من العراقيل. حيث يواجه رئيس الوزراء بناميين نتنياهو ضغوطاً من تحالف اليمين المتطرف لمنعه من إيقاف الحرب والدفع نحو "نصر كامل" على حماس. بينما تطالب حماس بضمانات لوقف الحرب في غزة وهذا ما يرفضه وزراء اليمين المتطرف في إسرائيل بدورهم، علاوة على رفض قيام الدولة الفلسطينية، وفق The Journal أيضاً. كما يُتهم نتنياهو بتقويض جهود التوصل لوقف إطلاق النار مع تهديد تحالف اليمين المتطرف بإسقاط الحكومة في حال وقف الحرب، وفق CNN.