«مخاطر الشائعات».. حرب المعلومات في العصر الرقمي يحتل النصيب الأكبر منها

  • تحقيق : أمين قدري 

     

    في عصرنا الحالي تسود وسائل التواصل الاجتماعي وتتدفق المعلومات بكميات هائلة؛ حيث باتت الشائعات تنتشر بسرعة البرق، محدثةً أضرارًا جسيمة بالمجتمعات والأفراد، وتطور حرب الشائعات أصبح خطيرا، نظرا للتنوع الكبير في أنواع الشائعات وأساليب إطلاقها وكذا معدلات ونوعيات الاستهداف مع الرصد الدقيق لمردود تلك الشائعات.

     

    وتتسلل هذه الشائعات إلى عقولنا، وتؤثر على قراراتنا، وتزرع الفتنة والشكوك. لذا، أصبح من الضروري التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، والعمل على مكافحة الشائعات وحماية المجتمع من آثارها السلبية.

     

    - أسباب انتشار الشائعات

     

    وفي هذا الإطار، يقول الدكتور "محمد المرسي"، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، لـ" عالم رقمي ": أن حرب الشائعات لها أهداف خطيره سياسيا واجتماعيا وتستهدف البلبلة مع التشكيك المتواصل لكل مايتم إنجازه، هذا بالإضافة إلى استهدافه لطبقات واسعه من المجتمع، مضيفا أن حرب الشائعات علي مصر مستمره لمحاولة النيل من استقرار الدولة المصرية سياسيا واقتصاديا بل وتحاول هذه الشائعات إحداث بلبلة حول قدرة للتغلب على جزء كبير من الأزمة الاقتصادية التى أصابت العالم كله.

     

     

    وتابع: هناك أعداد كبيرة من المواقع والصفحات تابعة لمؤسسات وأجهزة وممولة لها توجهات وأهداف وأجندة تسعي لتحقيقها وفرض أهدافها وتعتمد التضليل ونشر الشائعات منهجا، وربما يشير ارتفاع نسبة الأخبار الكاذبة المضللة علي مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص إلى حقيقة أن هذه المواقع ليست مصدرا للأخبار الموثوق فيها وإلى أهمية الحذر في التعامل والتأكد من مصدر وحقيقة أي خبر ينشر من خلالها.

     

    وأضاف أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: أما النتائج الخاصة بأن مستخدمي المواقع في مصر هم الأكثر سهولة في التعرض للخداع فهي نتائج في حاجة إلى إعادة نظر؛ حيث إن واقع التعامل الحالي يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى نمو وتعاظم نسبة الوعي والحذر في التعامل مع مثل هذه الأخبار مع الأخذ في الاعتبار استهداف مصر وبتخطيط مسبق من قبل كتائب إلكترونية ممولة لضرب الاستقرار في مصر بنشر الأخبار المضللة والشائعات، وبالتالي ما قد نراه شائعا علي مواقع التواصل الاجتماعي لا يعبر بشكل دقيق عن حقيقة تعامل المصريين مع مثل هذه الشائعات والأخبار الكاذبة المضللة.

     

    ومن جانبه قال الدكتور مصطفى أبوزيد، الخبير الاقتصادى ومدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن الشائعات تتزايد عندما تتحول الدول إلى بناء حقيقى لاقتصاداتها عبر تحول فى هيكلها الاقتصادى بما يحقق مستهدفات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، و هنا تبرز الشائعات التى تحاول بجهد مستميت فى عرقلة هذا التحول الايجابى فى بنية الاقتصاد، منوها بأن استمرار التنمية الاقتصادية تتطلب حذرا كبيرا عند التعامل مع الشائعات المرتبطة بالاقتصاد.

     

     وأوضح في تصريح ل" عالم رقمي" أن الرد على بعضها خاصة المرتبطة بالجانب الاقتصادي ربما يسهم في انتشار الشائعات على نطاق واسع في وسائل الإعلام عبر قيام الأشخاص بالبحث عن الشائعة وتداولها والتعمق في أسباب الرد أو التعامل معها مما يفتح مجالا للتأويلات الصحيحة وغير الصحيحة بشأن التعامل حولها، ولكن في حال استشعار المؤسسة لخطورة الشائعة وتأثيراتها السلبية على المجتمع وتنميته الاقتصادية فإنه يتطلب تعاملا سريعا لتوضيح ما يتداول في وسائل التواصل الاجتماعي للرأي العام وعدم الإدلاء لأي وسيلة إعلامية بنشاط إعلامي بشأن الشائعة إلا بعد التأكد من حيثياتها ودراسة الرد عليها.

     

    وأكد على أهمية الإسراع في تفعيل منظومة الرصد والتحليل في مختلف الجهات الحكومية المرتبطة بالتنمية الاقتصادية لرصد وتحليل الشائعات المتداولة بشأنها والتواصل سريعا عبر دوائر الإعلام والتواصل في تلك المؤسسات لتزويدها بالمعلومات المتداولة لتوضيح حقيقة ما يتداول للراى العام، وإذا نظرنا للشائعات المتعلقة بالجانب الاقتصادى سنجد الاهتمام بتشويه المشروعات ذات العائد الانتاجى التى تساهم فى زيادة حجم الناتج المحلى الاجمالى وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة والترويج أنها بلا عائد واستنزاف لأموال دافعى الضرائب، مما يكون له تأثير على جاذبية تلك المشروعات من جانب المستثمرين.

     

     

     

    وفي نفس السياق قال الدكتور هشام عناني، رئيس حزب المستقلين الجدد، أن محاولة استهداف طبقات معينة من المجتمع وإحداث حالة من البلبلة والقلق أصبح هدفا لهذه الشائعات، وتستخدم في ذللك كل الأساليب الإلكترونية المباشرة والغير مباشرة، مشددا أن مجابهه تلك الشائعات ورصدها لا تتحمله الدوله بمفردها ولكنها تحتاج وعي كل فرد وإدراك جيد لمستهدفات تلك الشائعات فى محاول للتشكيك في هدف وبرنامج الدولة لحماية المواطن المصرى والحفاظ على مكتسباته السياسية والاقتصادية.

     

    وأضاف قد يدفع البعض إلى نشر الشائعات لتحقيق مكاسب مالية من خلال زيادة زيارات المواقع الإلكترونية أو قنوات التواصل الاجتماعي، مضيفاً أن تطور حرب الشائعات تتطلب المواجهة والوعى الفكري والتصدي لها بشكل حاسم.

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن