بقلم : محمد حنفي
أستكمل معكم ، ما تناولته هنا الأسبوع الماضي ، من سيناريو المكالمة الهاتفية مع صديقي ،منذ أيام الدراسة ، المهندس الخلوق الذكي المجتهد حسن إسماعيل الذي دائما يقدم يد العون للجميع والذي تعرض لحيلة خادعة من قبل أحد زملائه الفاسدين .
بدأنا بجمع معلومات عن عماد فوزي ومحروس المورد ومن يعمل في شركة محروس، استخدمنا بعض الطرق لمعرفة الأحداث أو الأماكن التي حضروها سويا أو الصور والفيديوهات التي تجمعهم كان واضح أنهم تجمعهم صداقة قوية خارج نطاق العمل.
وجدنا أيضا بروفيل لسيدة شابة واضح أن هناك ميلا شديدا من قبل عماد فوزي لها، كان ذلك واضحا من تعليقاته على كل منشوراتها أو أي صورة معمول لها فيها تاج لها ولم يكن هناك تفاعل من جهاتها.
استخدمنا إيميل أحد أصدقاء عماد فوزي في إرسال رسالة له يطلب من فتح اللينك الموجود في الرسالة لأن به صور عن تلك السيدة، استخدمنا نفس الأسلوب الذي يتحدث به الصديق على منشورات عماد على الفيس بوك.
كان حسن مندهشا من كمية المعلومات وسهولة الحصول عليها، وازدادت دهشته بمعرفة إمكانية إرسال بريد الكتروني من البريد الشخصي لأي شخص إلى آخر.
وضعنا في الرسالة لينك لصفحة تشبه تماما صفحة الفيس بوك، كانت الساعة قاربت على الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، وكان عماد فوزى اون لاين. ولم تمر دقائق حتى دخل عماد على الصفحة المزورة التى تشبه الفيسبوك ووضع معلومات الدخول وأصبح معنا كلمة السر لصفحتة الخاصة على الفيس بوك.
كنا نخشى أن يكتشف اللعبة، ولكن الحمد لله لم يكتشفها، انتظرنا حتى أصبح أوف لاين. ودخلنا على حسابه في الفيس بوك والماسينجر.
وجدنا خطوات الترتيب والاتفاق على المؤامرة على صديقى حسن مع محروس المورد ومدير الأمن. وجدنا شبكة من العلاقات والمصالح تجمع رئيس الشركة ومدير الأمن وعماد فوزي.
صدمتنا رسالة من عماد فوزي إلى رئيس الشركة بيقول له فيها "بكرة نهاية المهندس حسن" ورد الرئيس بعلامة إعجاب.
تناقشت كثيرا أنا وحسن هل رئيس الشركة ضالع في المؤامرة ولماذا؟ أم عماد فوزي يتلاعب به ويفهمه أن حسن مرتشي، على كل الأحوال كان صعب الاعتماد على كشف الرسائل بين عماد فوزى ومحروس ومدير الامن على رئيس مجلس الادارة.
وبعد تفكير وضعنا خطة للإيقاع بعماد، فقمنا بإرسال رسالة من عند عماد بنفس لهجته وطريقة كلامه وأخطائه الإملائية إلى محروس ، نقول له فيها "موضوع حسن حصل فيه جديد الولا بقى معانا، انا عاوزك بكرة تروح للمحقق فى الشركة الساعة عشرة بالضبط وتقول له انك اضغط عليك علشان تتهم حسن بالزور من مدير الأمن"، كان محروس اون لاين وبدأ فى الرد "أنا مش فاهم حاجه، مش وجيه بيه مدير الامن ده معانا"، فكان ردنا "فى حجات كتير حصلت حفهمهالك بكره باذن الله، بعد ما تخلص المحقق تعالى الى مكتبى وبلاش تتصل بى قبل كده" وبعد العديد من الرسائل المتابدله اخيرا اقتنع محروس، فرد "انت تأمر يا باشا"
كانت ثانى خطوة فى الخطة اعداد موبايل متصل بالانترنت بسرعة جيدة وعليه تطبيق الفيس بوك ومفتوح عليه حساب الفيس بوك لعماد فوزي، ومعد للتحكم فيه عن بعد، وكان على حسن اخفائه في مكتب عماد فوزي قبل زيارة محروس له، وذلك ليتم بث اللقاء على الهواء بدون علمهم.
كانت الجلسة مع حسن ممتعة جدا سهرنا حتى الصباح وضعنا سيناريوهات عديدة، وكان السؤال المهم هل ما نراه الأفلام ونقرأه في القصص ممكن ان نصنعه ويكون حقيقة، هل ممكن ان نرسم خطة وتنفذ من غير مفاجآت غير متوقعة، في النهاية جهزنا الموبايل وعملنا عليه اختبارات عدة، حاولنا جاهدين ان تكون الخطة محكمة، داعين المولى التوفيق.
ذهب حسن إلى الشركة صباحا ودخل مكتبه وفتح الموبايل ليتفقده وبجهز نفسه لتنفيذ الخطة ودسه فى مكتب عماد فوزي، في تلك الأثناء دخل عليه عماد فوزي ومحروس ومدير الأمن كان عماد ثائر هائج يسبه بأقذر الألفاظ "بقى أنت يا .... عاوز توقعنا ده انت والمهندس صاحبك شوية عيال ولاد ....، انا حاسجنك وأشردك انت وعيالك"، لم يستطع حسن الكلام من هول الصدمة فالخطة انكشفت، وأكمل عماد فوزي "احنا كنا حنمشيك بس من الشركة بس بعد اللى عملته احنا حنسجنك، انت مش عارف انت بتلعب مع مين، اوعى تكون فاكر انك بتلعب معايا لا يا بنى ده بيزنس كبير والكبير مشارك فيه، الشركة دى بتاعتنا، احنا اللى بنيناها، احنا اللى نقول حنشغل مين ومين بره مش انت".
رد حسن" يا أستاذ عماد مش انا اللى بقول، ده السيستم"، فرد عماد "انت تخرس خالص، احنا النظام احنا اللى بنعمل السيستم علشان يخدمنا مش علشان يقف قدام مصالحنا ...." في تلك الأثناء دخل احد الموظفين محاولا جاهدا ايقاف عماد فوزى دون جدوى فصرخ بأعلى صوته "انت على النت يا باشا، كل اللى بتقوله بيتم بثه صوت وصورة على صفحتك على الفيس بوك، كل الناس في الشركة سامعه كلامك"، أدرك عماد فوزي أن الموبايل في يد حسن، فالعناية الإلهية لعبت دورها وجعلت حسن يضغط على زر بث الفيديو من غير تخطيط منه وانتبه لذالك بعد لحظات فوجه كاميرة الموبيل لعماد ومن معه، فألجمت الصدمة عماد وخرج هو ومن معه بعد وعيد وتهديد لحسن.
علم الجميع المخلص من المغرض، واستمر المنتفعون في تبرير موقف عماد وباقي الشلة، فهاجر حسن الى شركة أخرى.