بقلم : د. عادل
اللقانى
خبير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
"في خطوة أثارت الكثير من الجدل على الساحة التكنولوجية والسياسية، أعلنت شركة "جوجل" العالمية عن استحواذها على شركة "ويز" الإسرائيلية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني. ورغم أن الصفقة تم تقديمها للرأى العام باعتبارها خطوة نحو تعزيز قدرات "جوجل" في مجال الحماية الرقمية ومكافحة الهجمات السيبرانية، إلا أن هناك تساؤلات مشروعة حول الأهداف الخفية وراء هذه الخطوة. هل هي حقًا مجرد صفقة تجارية تهدف إلى تحسين الأمن السيبراني السحابى، أم أن هناك أجندات غير معلنة قد تكون ذات طابع عسكري أو سياسي في منطقة الشرق الأوسط حيث يمكن استخدام تكنولوجيا "ويز" في تعزيز القدرات الدفاعية والسياسية لاسرائيل في منطقة مليئة بالتوترات؟ واذا كانت هناك دلالات او اشارات لذلك ربما يكون السؤال الاكثر أهمية الذى ينبغى أن نطرحه : ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه المنظمات الدولية والإقليمية والعربية لمنع تحويل هذه الصفقة إلى أداة للتدخل السياسي والعسكري في شؤون المنطقة ؟ "..فى هذا التقرير نستعرض لكم التفاصيل .
تعتبر صفقة استحواذ "جوجل" على شركة "ويز" الإسرائيلية المتخصصة في الأمن السيبراني من أبرز الصفقات التكنولوجية في السنوات الأخيرة، حيث تقدر قيمتها بحوالي 32 مليار دولار. هذا الاستحواذ خرج باهداف معلنة انه جاء ليعكس الاتجاه العالمي المتزايد نحو تعزيز الأمن السيبراني، خاصة في ظل تصاعد الهجمات الإلكترونية والتهديدات التي تتعرض لها الشركات والحكومات في مختلف أنحاء العالم .
دعونا بداية نتعرف على شركة "ويز" (Wiz) فهي شركة ناشئة تم تأسيسها في الكيان الإسرائيلى عام 2020، وتمكنت من جذب انتباه الشركات الكبرى بفضل حلولها المبتكرة في مجال الأمن السيبرانى، وتقدم أدوات متقدمة لحماية السحابة الإلكترونية وتحليل الثغرات الأمنية، ورصد المخاطر المتصلة بالأنظمة السحابية بشكل غير تقليدي وفى الوقت الفعلى بدون تأثر الاداء معتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي .ورغم أن "ويز" تأسست في عام 2020، إلا أنها سرعان ما اكتسبت شهرة في مجال الأمن السيبراني، وجذبت استثمارات ضخمة، كما انها استطاعت ان تتنافس بقوة أكبر الشركات في مجال الأمان السحابي مثل "Palo Alto" Networks" "و"Check Point" و"Cloudflare" .
وتتلخص أهمية الصفقة من وجهة نظر المعلنيين عن الصفقة فى تعزيز الأمن السيبراني السحابى فى ضوء الانتقال الكبير للعديد من الشركات إلى الخدمات السحابية حتى أصبح تأمين هذه الخدمات أمرًا بالغا الأهمية. ويعد استحواذ "جوجل" على "ويز" خطوة استراتيجية مهمة لتعزيز قدرتها على تقديم حلول أكثر قوة لحماية الأنظمة السحابية وإضافة كبيرة لها في سباقها مع الشركات الأخرى مثل "أمازون" و"مايكروسوفت" ، وهو ما يتماشى مع رغبة "جوجل " فى التوسع في خدمات السحابية من خلال "جوجل كلاود" حيث اصبح الاستثمار في الأمن السيبراني السحابي أكثر أهمية من أي وقت مضى، وقد تتمكن "جوجل" من تقديم حلول أمنية مبتكرة لمستخدميها في عالم الحوسبة السحابية .
من جهة أخرى هذا الاستحواذ سيمكن ايضا لشركة جوجل من التوسع الاستراتيجي في السوق وتعزيز مكانتها بشكل كبير في سوق الأمن السيبراني العالمي وتقديم حلول مخصصة تحمي المؤسسات من التهديدات ومواكبة التحديات المعقدة والمتزايدة .
اذا الصفقة هى صفقة اقتصادية بامتياز باهدافها المعلنة وقد يكون لها تداعيات كثيرة على المنافسين لجوجل وتغيير ميزان القوى لصالحها في سوق الأمن السيبراني السحابي حيث تتنافس مع كل من" أمازون" و"مايكروسوفت" في مجال الحوسبة السحابية، ولذا فإن هذه الصفقة قد تتيح لها ميزة تنافسية إضافية، خاصة في فئة الحلول الأمنية وتقديم خدمات أمنية متكاملة من خلال منصتها السحابية مما يجعلها لاعبًا أقوى خلال الفترة المقبلة في مجال الأمن السيبراني السحابي .
من ناحية السوق العالمى فانه بدا من الوهلة الاولى للاعلان أن لديه عدد التخوفات من هذا الاستحواذ يرى المحللون من أبرزها :
انه من الممكن أن يؤدي دمج التقنيات التي تقدمها "ويز" مع منصات "جوجل " السحابية إلى تعزيز التفوق الكبير لجوجل في هذا المجال مما يحد من قدرة الشركات المنافسة مثل "أمازون ويب سيرفيسز" ، و"مايكروسوفت أزور". وهناك قلق متزايد لهؤلاء المحللين الاقتصاديين من أن استحواذ "جوجل" قد يؤدي إلى إنشاء "بيئة احتكارية" في السوق وهيمنة لشركة جوجل في هذا القطاع ، وهو الامر الذى يستدعى الرقابة الحكومية فى عدد من الدول وتدقيقًا من قبل الجهات التنظيمية بشأن مكافحة الاحتكار وحماية المنافسة. وهناك قلق اخر بخصوص حماية البيانات والمخاوف من أن تسيطر جوجل على بيانات الأمن السيبراني لشركات أخرى ، وهناك اخيرا المخاطر المتعلقة بأن الشركات فى السوق العالمى قد تجد نفسها أكثر اعتمادًا على "جوجل" ليس فقط في مجال الحوسبة السحابية، بل أيضًا في الأمن السيبراني.
ولكن يتطرق الان فى الاذهان سؤالا مهما : هل لايوجد مثيل لشركة "ويز" على المستوى العالمى والاسلامى والعربى ؟
في الواقع، على الرغم من أن هناك العديد من الشركات العالمية التي تقدم حلولًا مشابهة مثل Palo Alto Networks و Cloudflareو Fortinet و check point وفى المنطقة العربية والاسلامية مثل شركة "الركيزة" ، "نوافذ "، و"كوميسا " و " سيكور هيلث" و"توب فورت" و " داركو " و" شيف سيكيورتى " فى دول مثل السعودية ومصر والبحرين والامارات وتركيا لكن هناك عدة عوامل فى نظر المحللين تجعل "ويز" - بما لديها من مزايا تنافسية واضحة - كانت الاختيار الامثل أمام "جوجل " وتحديدًا تميزها من ناحية الابتكار والابداع في حلول الأمان السحابى فشركة "ويز" لديها مقدرة ابداعية في معالجة الأمن السحابي بأسلوب مبتكر ومرن هو ما جعلها تبرز بقوة بين منافسيها. ثم ياتى الاستفادة من خلفية مؤسسسيها الذين عملوا سابقًا في شركات مثل سايمنتك وCheck Point وهذه الخبرات التقنية العميقة في الأمن السحابي جعلت الشركة مؤهلة لتقديم حلول مبتكرة ومؤثرة مما يميزها عن العديد من الشركات الأخرى، ويلى ذلك النمو السريع والسمعة الممتازة فرغم أن "ويز " شركة ناشئة الا انها استطاعت تحقيق نمو كبير في فترة قصيرة جدًا مما يدل على قدرتها العالية على التكيف مع التغيرات وتلبية احتياجات السوق المتزايدة للأمن السيبراني السحابي وجذب الاستثمارات ،وتوسيع قاعدة عملائها في فترة زمنية قصيرة .فى المقابل يرى المحللون ان الشركات المنافسة جاءت ربما اقل فى موضوع الابتكار وانها تركز بشكل أكبر على الأمان العام للبنية التحتية الرقمية وليست متخصصة الى حد كبير فى الحلول الموجهة للأمان السحابي كما هو الحال مع "ويز" ، كما ان الاخيرة حصلت على سمعة عالمية في مجال الأمان السحابي بفضل تقنياتها الحديثة واستخدام نظم الذكاء الاصطناعى ونجاحها في جذب الاستثمارات الكبرى هذا فضلا عن سرعة انتشارها.
يمكننا اذا القول بانه قد تلاقت الاستراتيجية السحابية ل "جوجل" فى تحسين حلول الأمان السحابي الخاصة بها والتى بحاجة إلى تطوير إضافي - لتنافس امازون ومايكروسوفت - مع شركة" ويز" دون غيرها سواء اقليميا او عالميا . ويمكن القول أيضًا أن "جوجل" قد اختارت "ويز" بسبب حاجتها الى تكامل تقني طبيعي مع منصتها السحابية "جوجل كلاود" وبما يمنحها قدرة على التميز عن منافسيها وتقديم حلول أمنية متكاملة للعملاء الحاليين.
اذا نتطرق الان الى اهمية هذه الصفقة الى الكيان الاسرائيلى ودعونا نرى تاثيرات الصفقة على اسرائيل سواء الاقتصادية والتكنولوجىة والسياسية وفيما يلي أبرزها :
اولا- التأثير الاقتصادي : يتمثل فى تعزيز مكانة إسرائيل في مجال التكنولوجيا والابتكار خاصة في مجال الأمن السيبراني ، ويسلط الضوء على قدرة الشركات الإسرائيلية على تقديم حلول مبتكرة في القطاعات التقنية الرائدة. وبالتالي، فإن هذا الاستحواذ سيساهم في تعزيز سمعة إسرائيل كمركز عالمي للابتكار التكنولوجية وضخ اموال كبيرة في الاقتصاد الإسرائيلي و تعزيز قطاع التكنولوجيا المحلي بعد ركوده فترة من الوقت خلال الحرب على غزة .
ثانيا - التأثير التكنولوجى : قد تتحسن قدرة إسرائيل على التفاعل مع الشركات العالمية في تطوير تقنيات حماية البيانات وستعزز القدرات الدفاعية السيبرانية الإسرائيلية لأن التقنيات التي تقدمها "ويز" ستكون جزءًا من الحلول التي تقدمها "جوجل "عالميًا. اضافة الى انه سيمكن اسرائيل من لعب دورًا محوريًا في التحكم في أمن السحابة وحمايتها وسيكون لديها تأثير أكبر في تقنيات الأمان السحابي التي تعتمد عليها العديد من الشركات العالمية، وهو ما يعزز نفوذ إسرائيل في قطاع حيوي ومتزايد.
ثالثا - التأثير السياسي :الصفقة تمثل أيضًا علامة بارزة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والولايات المتحدة، حيث أن "جوجل" هي واحدة من أكبر الشركات الأمريكية، ويمثل استحواذها على "ويز" علامة على التعاون بين الجانبين في مجال التكنولوجيا و الأمن السيبراني. هذا قد يعزز من العلاقات السياسية والاقتصادية بين إسرائيل والولايات المتحدة.
الا انه يدورفى الكواليس ان هذه الصفقة لها مغزى سياسى وعسكرى اهم من هذا كله وهو دعم اسرائيل فى هيمنتها على المنطقة وفى حرب غزة حيث يرى بع المحللين والمراقبين ان الصفقة جاءت فى وقت حاسم بالنسبة لاسرائيل فى اطار حربها على غزة من حيث الانهاك الواضح لاقتصادها وخسائرها الكبيرة الاقتصادية فى هذا الشان ، كما انها فقدت الكثير من سمعتها العالمية كواحة للديموقراطية وحقوق الانسان وهى الصورة الوهمية التى صدرتها للعالم كله على مدار عقود مضت ، هذا فضلا عن ان كثير من الشركات التكنولوجية الكبيرة اصبحت تفكر جديا فى نقل انشطتها منها الى دول اخرى اكثر استقرارا وامنا.هذا فضلا عن دعم امريكى واضح لاسرائيل فى حربها على غزة ودول اخرى فى المنطقة سياسيا وعسكريا .
اذا هناك شكوك كبيرة ومغزى سياسي محتمل وربما عسكرى للصفقة فالمعروف أن عالم التكنولوجيا والأمن السيبراني له تأثير كبير في الصراعات السياسية والعسكرية ، حيث يُعتبر أداة أساسية في الحروب الرقمية و الحروب الحديثة. في هذا السياق يمكن أن تكون الصفقة بين جوجل و"ويز" ليست مجرد صفقة اقتصادية بحتة، بل قد تحمل أيضًا دلالات سياسية واخرى عسكرية سأحاول توضيح بعض السيناريوهات التي قد تفسر هذا المغزى :
اولا - تعزيز القوة التكنولوجية الإسرائيلية في المنطقة : هذه الصفقة تعزز من قدرتها على هيمنة المجال السيبراني في المنطقة وتوسيع نفوذها. في الوقت الذي تزداد فيه أهمية التكنولوجيا الحديثة في الحروب الرقمية تتيح الصفقة لإسرائيل أن تكون في الصدارة من حيث القدرة على فرض تأثير على الأنظمة الإقليمية. وفى ظل الحرب الحالية على غزة والصراعات الإقليمية الأخرى التى تقودها اسرائيل على جبهات متعددة أصبحت الهجمات السيبرانية جزءًا أساسيًا من الحروب الحديثة ، والاستحواذ على شركات مثل "ويز" سيجعل بالتاكيد إسرائيل أكثر قدرة على حماية نفسها في فضاء الإنترنت وحماية المعلومات العسكرية الحساسة وتصدير تقنياتها إلى أسواق عالمية والتحكم في المعلومات والبيانات.
ثانيا - تعزيز القوة الدفاعية لاسرائيل : تعتبر الأسلحة السيبرانية أداة فعالة في تحقيق أهداف استراتيجية على الأرض ،ومن خلال هذه الصفقة يمكن أن يتم تكامل التكنولوجيا التي توفرها "ويز" مع التقنيات الأخرى التي تستخدمها إسرائيل في الحروب الإلكترونية مما قد يعزز من قدرة إسرائيل على التعامل مع التهديدات السيبرانية في زمن الحرب ، ويمكن لإسرائيل أن تعزز قدراتها الدفاعية في مناطق مثل الهجمات السيبرانية على البنية التحتية أو الأنظمة الحساسة. قد يكون هذا النوع من التعاون خطوة نحو زيادة السيطرة على الأمن السيبراني في المنطقة. والاستفادة من تقنيات الحرب السيبرانية في الحروب الحديثة بما في ذلك الحرب على غزة، بما في ذلك تعطيل الأنظمة أو تشويه الحقائق .
ثالثا – تعزيز دور التكنولوجيا كأداة سياسية ودعائية لاسرائيل : قد يكون لتقنيات الأمن السيبراني دورا كبيرا فى تسويق قدرة إسرائيل على حماية البيانات و أمن الإنترنت، مما يعزز صورة إسرائيل في العالم على أنها دولة قادرة على الابتكار والتفوق التكنولوجي، الأمر الذي يمكن أن يؤثر في العلاقات الإقليمية والدولية.
اذا مالذى يجب على الدول والمنظمات خاصة العربية والاسلامية ان تفعله لمواجهة خروج هذه الصفقة عن الاهداف المعلنة لها ، أو استخدام هذه الصفقة فى أى صراع سياسى اوعسكرى حاليا اومستقبلا ؟
يجب أن تكون هناك استراتيجية واضحة ومتقدمة لدى الدول العربية والإسلامية لمواجهة أي تداعيات سلبية قد تنجم عن استخدام هذه الصفقة في الصراع السياسي والعسكري في المستقبل. هذه الاستراتيجية يجب أن تشمل مجموعة من الخطوات السياسية و التقنية و التعاون الإقليمي والدولي. فيما يلي بعض التدابير التي يمكن اتخاذها:
اولا - الاستثمار في الأمن السيبراني : إذا كان الاستحواذ على "ويز" سيعزز من قدرة إسرائيل على مواجهة الهجمات السيبرانية وحماية بنيتها التحتية الرقمية، فإنه من الضروري أن الدول العربية والإسلامية تتبنى استراتيجيات مشابهة في مجال الأمن السيبراني على المستوى المحلى والعربى والاقليمى مع الاستثمار في بناء قدرات الأمن السيبراني المحلي على مستوى الحكومات أو القطاع الخاص وتطوير منظومات حماية البيانات التحصين الرقمي للبني التحتية الحيوية.
ثانيا - إقامة مراكز أمن سيبراني إقليمية: لتعزيز التعاون بين الدول العربية والإسلامية في مواجهة التهديدات السيبرانية . هذه المراكز يمكن أن تساعد في تنسيق الردود المشتركةعلى الهجمات السيبرانية وضمان حماية المعلومات الحساسة.
ثالثا - الشراكة مع شركات تكنولوجيا متقدمة: من المهم إقامة شراكات استراتيجية مع شركات عالمية في مجال الأمن السيبراني لتطوير تقنيات محلية تعمل على حماية البيانات والأنظمة الرقمية من أي تهديدات قد تنشأ نتيجة لصفقات مماثلة.
رابعا - تعزيز التعاون الإقليمي والدولي : اقامة تحالفات مشتركة تضم المؤسسات الحكومية و القطاع الخاص و المؤسسات البحثية لدعم الابتكار في التكنولوجيا و الأمن السيبراني. هذا التعاون سيحسن قدرة الدول على مواجهة أي تدخلات تكنولوجية معادية.
خامسا - الشراكة مع قوى عالمية: يجب على الدول العربية والإسلامية بناء علاقات مع قوى عالمية أخرى في مجال التكنولوجيا مثل الصين و روسيا،وايران وتركيا للحصول على تقنيات و حلول دفاعية ضد الهجمات السيبرانية المحتملة.
سادسا - إدارة المخاطر السيبرانية : من خلال تحديد المخاطر المحتملة التي قد تطرأ بسبب هذه الصفقة، يمكن إعداد خطط استجابة استراتيجية للتعامل مع هذه المخاطر في حال حدوثها واعداد استراتيجيات دفاعية فعالة لمواجهة الهجمات السيبرانية مثل التحصين الرقمي ، و إعداد سياسات للمكافحة في حالة حدوث انتهاكات للبيانات أو التجسس السيبراني.
سابعا : مراقبة الاستخدام السياسي للتكنولوجيا: يجب على الدول العربية متابعة الاستخدام السياسي للتقنيات التي يتم استحواذ الشركات عليها مثل "ويز" من أجل فهم تأثيراتها السياسية والعسكرية المحتملة. إذا ثبت أن هذه التقنيات تُستخدم في تحقيق أهداف سياسية أو عسكرية يجب أن تكون هناك خطط للرد بشكل مناسب.
ثامنا - الاستفادة من التكنولوجيا المحلية : تطوير تكنولوجيا محلية يمكن أن يكون وسيلة فعالة لمواجهة تأثيرات الهيمنة التكنولوجية من قبل إسرائيل والشركات العالمية الكبرى مثل "جوجل" .
تاسعا - دعم الشركات الناشئة في مجال الأمن السيبراني: يمكن للدول العربية والإسلامية تشجيع الشركات المحلية المتخصصة في التكنولوجيا والأمن السيبراني على الابتكار و التوسع، لتقليل اعتمادها على الشركات الغربية أو الإسرائيلية. هذه الشركات يمكن أن تساهم في تحقيق الاستقلالية التكنولوجية.
عاشرا - تسليط الضوء على الأبعاد السياسية لهذه الصفقة : من المهم أن تقوم الدول العربية والإسلامية بإبراز الأبعاد السياسية لهذه الصفقة على الساحة الدولية بما فى ذلك توجيه رسائل دبلوماسية لعرض المخاوف من أن الصفقة قد تؤدي إلى استغلال التكنولوجيا في تعزيز الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة، خاصة إذا كانت هذه التقنيات تُستخدم في الصراع السياسي والعسكري مع تنظيم حملات توعية عالمية حول التداعيات المحتملة لهذه الصفقة على حقوق الإنسان و الخصوصية و الأمن السيبراني في المنطقة.
" فى الختام تبرز صفقة استحواذ جوجل على "ويز" الإسرائيلية كحدث محوري في عالم الأمن السيبراني، لكنها أيضًا تشكل نقطة مفصلية في المشهد السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط . رغم الأهداف التجارية المعلنة التي تهدف إلى تعزيز الابتكار في تقنيات الحماية الرقمية الا انه لايمكن إغفال الجوانب العسكرية والسياسية المحتملة التي قد تنشأ . ومن الضروري أن تظل الدول العربية والمنظمات الإقليمية في حالة يقظة وتنسيق مستمر لضمان أن هذه الصفقة لا تُستغل لأغراض تتعارض مع مصالح المنطقة أو تؤثر على الأمن الإقليمي او الحرب على غزة او غيرها من الدول الاخرى "