التكنولوجيا المتهم البرىء : هوس التجميل يتحول إلى فخ قاتل

  • كتب : غادة حلمي

    في عالم متسارع، لم تعد إجراءات التجميل رفاهية أو وسيلة لتحسين المظهر، بل تحوّلت في بعض الحالات إلى فخ قاتل، خصوصاً حين تُمارَس خارج الأطر القانونية، وعلى يد غير المختصين وفي واقعة مأساوية أثارت الجدل بمصر، توفيت شابة كانت تستعد لحفل زفافها إثر خضوعها لحقن فيلر في مركز تجميل شهير بالتجمع الخامس. وتبيّن لاحقاً أن من أجرى لها الحقن صيدلي منتحل صفة طبيب، ما تسبب في تدهور حالتها ووفاتها نتيجة جلطة بالشريان الرئوي، بحسب التقارير الطبية.

    أكدت الدكتورة سارة جمال، استشارية أمراض الجلدية والتجميل، أن الطبيب البشري وحده هو المخول قانونياً ومهنياً بإجراء أي تدخل تجميلي، نظراً لحصوله على شهادات أكاديمية معتمدة ودراسته الدقيقة لتشريح كل عضو في الجسم وأوضحت أن أي عملية تجميلية قد تتوقف في لحظتها، إذا تبيّن وجود عدوى أو التهاب لدى المريض، وهو ما قد يعرض نجاح الجراحة للخطر.

    أرجعت انتشار المراكز غير المتخصصة في مجال التجميل إلى السعي المحض وراء الأرباح المالية، بعيداً عن معايير الأمانة والمهنية. وأضافت: "تروج الدعاية العالمية المكثفة لفكرة الجمال، لدرجة أن البعض أصبح يرفع شعار: الجمال قبل الطعام والشراب، وهو بالطبع مفهوم خاطئ يستوجب التصحيح".

    كما شددت على أهمية فرض رقابة صارمة على عيادات ومراكز التجميل، مؤكدة أنها لا تعارض هذا النوع من العمليات إذا تم في إطاره الصحيح، لأنه في كثير من الحالات يسهم في تعزيز ثقة الشخص بنفسه، شريطة أن يُنفذ وفق ضوابط واضحة، دون تعريض حياة المريض لأي مخاطرة.

    من ناحيتها، أوضحت المحامية نهى الجندي أن أزمات أخطاء التجميل باتت شائعة بكثرة، خاصة من قبل المراكز غير المتخصصة التي ذاع صيتها، وحققت شهرة عبر منصات التواصل الاجتماعي موضحه أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، إذ سبقتها أحداث مشابهة تم التدخل فيها بصورة رسمية، مثل إغلاق أحد المراكز الشهيرة قبل أشهر طويلة، بسبب انتحال "محاسب" صفة "طبيب"وقيامه بإجراءات الحقن والتجميل داخل المركز.

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن