لمّحت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "ديب سيك" إلى أن الصين ستمتلك قريبًا رقائق ذكاء اصطناعي من "الجيل القادم" محلية الصنع خاصة بها.

وعند إطلاق إصدار "V3.1" المُحدث لأحد نماذجها اللغوية الكبيرة يوم الخميس الماضي، ذكرت "ديب سيك" أن صيغة الدقة "UE8M0 FP8" للإصدار مصممة خصيصًا للرقائق المصنعة محليًا من الجيل القادم والتي سيتم إطلاقها قريبًا.

و"FP8" هي صيغة لمعالجة البيانات يُمكن أن تُعزز كفاءة الحوسبة في تدريب وتشغيل نماذج التعلم العميق الكبيرة، بحسب تقرير لقناة "سي إن بي سي"، اطلعت عليه "العربية Business".

والتعلم العميق هو فرع من الذكاء الاصطناعي يعتمد على الشبكات العصبية الاصطناعية التي تحاكي طريقة عمل المخ البشري.

وقد يُشير ذكر "ديب سيك" لرقائق الجيل القادم المقبلة في الصين إلى خططٍ للتعاون بشكل أوثق مع منظومة رقائق الذكاء الاصطناعي الناشئة في الصين في مواجهة القيود التي تفرضها واشنطن على تصدير أشباه الموصلات المتقدمة، وفي ظل سعي بكين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الرقائق.

يأتي تلميح "ديب سيك" هذا بعد أسبوعين من حثّ بكين مُطوّري الذكاء الاصطناعي الصينيين على استخدام بدائل محلية لوحدات معالجة الرسومات من "إنفيديا" التي تُستخدم في تدريب الذكاء الاصطناعي.

وبينما يقول المحللون إن شركات تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي المحلية في الصين متأخرة عن "إنفيديا" من حيث التقدم التكنولوجي والحجم، فإن شركات مثل "هواوي" تُحرز تقدمًا ملحوظًا.

ولم تكشف "ديب سيك" عن الرقائق التي استخدمتها لتدريب الإصدار "3.1"، أو عن الرقائق المحلية التي قد تتوافق مع صيغة "UE8M0 FP8".

وأحدثت "ديب سيك" ضجة في عالم التكنولوجيا في وقت سابق من هذا العام بعد إصدارها نموذج الاستدلال "R1"، الذي أظهر قدرات تُضاهي قدرات المنافسين الغربيين مثل "OpenAI"، على الرغم من قيود التصدير التي تفرضها واشنطن والتي تمنع "ديب سيك" من استخدام رقائق تدريب الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا من "إنفيديا".

وقبل ذلك، في ديسمبر، أصدرت الشركة الصينية نموذج "V3"، الذي قالت إنه تم تدريبه على حوالي 2,000 شريحة من رقائق إنفيديا الأقل تقدمًا.

وبعد الضجة التي حققتها "ديب سيك" في هذا المجال، شددت الولايات المتحدة قيود التصدير في أبريل، مما أدى فعليًا إلى حظر رقائق "H20" من "إنفيديا"، والتي صُممت خصيصًا لتلبية قيود التصدير السابقة للصين.