دراسة إس إيه بي كونكر : 4 توقعات حول مستقبل سفر الأعمال لعام 2025

  • كتب : باكينام خالد

     

     

    استعرضت اليوم شركة إس إيه بي كونكر، وعلى لسان تشارلي سلطان، رئيس وحدة "كونكر ترافيل" لدى الشركة أبرز التوقعات المتعلقة بمشهد سفر الأعمال للعام الحالي، ومدى مطابقة الواقع لهذه التوقعات حتى الآن.

     

    وقد أشارت التوقعات المتعلقة بالقطاع في مطلع عام 2025 إلى استقرار التضخم، والخطوات الحذرة لاعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتعميق التعاون مع الإدارة التنفيذية العليا، إلى جانب استمرار موجة الاندماج بين شركات إدارة السفر. ومع وصولنا إلى النصف الثاني من العام، أصبح من الواضح ما هي التوقعات التي ثبتت أو التي تغيرت، الأمر الذي أدى إلى إيجاد مجموعة من الفرص والتحديات أمام قادة سفر الأعمال والقطاع المالي.

     

    وتشمل الآثار الناتجة عن ذلك بالنسبة لمدراء السفر تحسين البرامج والارتقاء بتجربة المسافرين، بينما يحاول الرؤساء التنفيذيون للشؤون المالية الموازنة ما بين ضبط التكاليف والاستثمار في التقنيات الجديدة وأولويات المهام المختلفة.

     

    وجاءت التوقعات الخاصة بالسفر المؤسسي والشؤون المالية في المؤسسات وتأثيرها على مسارات السفر المؤسسي على الصعيد العالمي على النحو التالي:

     

    التوقع الأول: تباطؤ التضخم سيسهم في زيادة فرص السفر

     

    أسفرت ضغوط التضخم التي بدأت عام 2023 عن زيادة الإنفاق خلال عام 2024، وأظهرت بيانات النفقات تنامي مستويات السفر الدولي بنحو 6%، كما ازدادت معاملات النفقات الإجمالية بنسبة 13% على أساس سنوي. بالمقابل أشارت التوقعات إلى أن تراجع التضخم في عام 2025 سيؤدي إلى زيادة فعالية ثبات الميزانيات.

     

    ولا زال متوسط مبالغ المعاملات ثابتاً إلى الآن أو سجل انخفاضاً على امتداد معظم الفئات. وكان الاستطلاع السنوي السابع للسفر التجاري العالمي قد خَلُص إلى أنه وعلى الرغم من تواصل حالة عدم اليقين الاقتصادي والتحديات الجيو-سياسية، فإن معظم الشركات تتوقع استقرار ميزانيات السفر أو ارتفاعها، الأمر الذي ينعكس في توقعات الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية ومدراء السفر ومسافري الأعمال على حد سواء. وبالنظر إلى المستقبل، أشار تقرير التوقعات العالمية لسفر الأعمال الصادر عن شركتي "سي دبليو تي" و"جي بي تي إيه" إلى المزيد من استقرار الأسعار خلال الأشهر الـ18 المقبلة، ما يوفر للمشترين المؤسسيين قدرة أكبر على تحسين البرامج وتحقيق قيمة أعلى.

     

    التوقع الثاني: الحذر المبكر سيعزز الثقة في الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أكبر

     

    أشارت التوقعات إلى أن مطلع عام 2025 سيشهد حالة من الشك الصحي بخصوص الذكاء الاصطناعي في مجالي السفر والمالية. ويرى المحللون أنه على الرغم من احتمال قبول استخدام الذكاء الاصطناعي في تقديم التوصيات أو كشف الانحرافات، فإن مسافري الأعمال سيترددون في السماح للذكاء الاصطناعي بالتعامل مع الحجوزات أو إعداد تقارير عن النفقات.

     

    لكن التحوّل كان أسرع من المتوقع إذ كشف استطلاع الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية لعام 2025 أن الفرق المالية تقوم حالياً بأتمتة مهام مثل مراقبة عمليات الاحتيال والنسخ وتصميم نماذج التسعير، وبمستويات اعتماد تفوق بكثير ما كانت عليه في العام الماضي. وتراجع الشك كذلك في صفوف مدراء السفر، إذ كان نحو ثلثهم يعتقدون في عام 2024 أن سفر الأعمال يحتاج إلى عنصر بشري، وهي نسبة انخفضت خلال العام الجاري إلى 24%. وبالنسبة لمسافري الأعمال، فإن نحو 9 من 10 منهم يشعرون بالارتياح تجاه بعض أوجه الأتمتة المعززة بالذكاء الاصطناعي في حال تم ضمان أمن بياناتهم وتوافر التدريب اللازم وتقديم ضمانات ضد أوجه التحيز.

     

    التوقع الثالث: تعاون القادة الماليين مع جميع أفراد الإدارة التنفيذية العليا بهدف نشر التكنولوجيا الناشئة

     

    توقع المحللون مستويات أعلى من التعاون بين إدارات المالية وتكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية خلال عام 2025، لا سيما في مجالات الأمن السيبراني والتحول الرقمي والاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة. وأظهرت الأدلة حدوث تقدم إذ يقول 96% من الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية بأنهم أصبحوا أكثر قدرة على توفير الدعم متعدد الوظائف، بينما يتفق نحو 9 من 10 من قادة تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية على أن الإدارات المالية تؤدي دوراً قوياً في التواصل. بالإضافة إلى ذلك، فقد أصبح الأمن السيبراني والاستدامة من الأولويات، إذ يصنف 60% من قادة الشؤون المالية الأمن السيبراني على أنه أبرز مجالات الاستثمار، بينما يركز 48% منهم على معايير الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة، في ارتفاع عن نسبة 30% المسجلة العام الماضي 2024.

     

    وعلى الرغم من ذلك لا يزال التنفيذ غير متوازن، إذ يخطط واحد فقط من بين كل خمسة رؤساء تنفيذيين للشؤون المالية لتعميق التعاون مع إدارة تكنولوجيا المعلومات في مجال الأمن السيبراني، فيما يقول أكثر من نصف قادة الموارد البشرية أن محدودية مشاركة البيانات لا تزال تشكل العقبة الأكبر. وبالرغم من التقدم الذي يشهده التعاون، لكن الفجوات في التكامل تشير إلى أنه لا زال أمام قادة الشؤون المالية الكثير من العمل الواجب القيام به من أجل تحويل هذا التوافق إلى أثر ملموس.

     

    التوقع الرابع: الاندماج الذي يشهده السوق ومعايير الحجز الجديدة ستعيد رسم ملامح سفر الأعمال

     

    تشهد كبرى شركات إدارة السفر عمليات اندماج حيث تغير الصفقات مثل اندماج "أمكس جي بي تي" و"سي دبليو تي" مشهد المنافسة. وفي ذات الوقت تدفع شركات الطيران نحو اعتماد قدرات التوزيع الجديدة (NDC)، وهو نظام مصمم لتقديم تسعير مستمر وعروض مخصصة. إلا أنه وعوضاً عن تبسيط الأمور، فقد أدى ذلك إلى جعل العديد من الوكالات تعمل عبر منصات حجز متعددة، ما أدى إلى زيادة مستويات التعقيد والتكلفة.

     

    بالإضافة إلى ذلك، يسير سلوك المسافرين بعكس التوقعات، إذ بدلاً من التراجع، أخذت شعبية مفهوم السفر لأغراض العمل والترفيه (bleisure) الذي يضيف أياماً شخصية إلى رحلات العمل خاصة في صفوف الموظفين الأصغر سناً، تشهد تزايداً ملموساً. وعلى الرغم من قيام بعض الشركات بتشديد السياسات، إلا أن أكثر من ربع المسافرين يقومون بتمديد فترات رحلاتهم من أجل توفير المال وزيادة المرونة.

     

    نظرة مستقبلية

     

    تتمثل الأولوية مع اقتراب نهاية عام 2025 في تحويل الظروف المتغيرة للسوق إلى نتائج قابلة للقياس، الأمر الذي يعني بالنسبة لمدراء السفر الاستفادة من استقرار الأسعار من أجل إبرام صفقات أفضل مع الموردين، وتحديث السياسات لكي تعكس الكيفية الحقيقية لسفر الموظفين بدلاً من كيفية تصور الشركات له. ويعني هذا الأمر بالنسبة للرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية استخدام بيانات السفر لتتبع الأداء الأوسع للأعمال، بدءاً من مشاركة الموظفين ووصولاً إلى مستويات التعرّض للمخاطر، مع الحرص في ذات الوقت على ضمان دعم اعتماد الذكاء الاصطناعي بحوكمة تحمي الميزانيات والثقة على حد سواء. ولا تكمن القيمة الحقيقية في مدى دقة التوقعات، بل في مدى فعالية استجابة المؤسسات لها، الأمر الذي يجعل برامج السفر أكثر مرونة وأقل تكلفة وأكثر توافقاً مع الأهداف المؤسسية.

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن