- تريفور مارتن: خلال 10 أعوام سنتمكن من علاج كل الأمراض الجينية
- عبدالناصر بن كلبان: نعيش في عصرٍ سريع التحولات يجعل من استشراف المستقبل ضرورةً استراتيجية للشركات والاقتصادات
- جوليو تونوني: العالم بانتظار تأثير الذكاء الاصطناعي الكلّي على مستقبل الإنسانية
- أنيل سيث: مستقبل الذكاء الاصطناعي لم يكتب بعد بل هو في تطور دائم
- باتريشا ماجواير: الجامعات لن تكون قائدة الابتكار بعد الآن بل محفزاً له
- ميكيل ماجنو: المعاهد والجامعات ستنتقل من مجرد العمل على الأبحاث إلى التعاون مع مختلف القطاعات لفهم التحديات التي تواجهها
- نانلي لندرو: دور القطاع الحكومي سيكون أساسياً في تمكين ابتكارات المستقبل وصلة الوصل بين المؤسسات الأكاديمية والقطاعات المستقبلية
كتب :محمد عصام
المستقبل سيكون للشركات والمؤسسات والمجتمعات التي توظف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات لضمان استدامة النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل وتصميم فرص واعدة جديدة للأجيال الصاعدة، بحسب الخبراء المحليين والعالميين الذين تحدثوا في جلسات رئيسية أمام جمهور "منتدى دبي للمستقبل 2025"؛ أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل ومؤسساته الدولية من حوالي 100 دولة في "متحف المستقبل" بدبي.
وأجمع المتحدثون على أهمية امتلاك منظومة متكاملة لاستشراف مستقبل الاقتصاد والصحة، وتعزيز الوعي الجمعي الإنساني بأهمية التعاون والعمل المشترك في تصميم مستقبل مستدام ومزدهر للجميع، وتحفيز ابتكارات لخدمة البشرية.
صناعة الاقتصاد
وسلط عبدالناصر بن كلبان، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، في جلسة رئيسية بعنوان "دور القطاعات الصناعية في دفع مستقبل الاقتصاد"، الضوء على أهمية القطاع الصناعي في توفير فرص جديدة وفتح آفاق تنموية أوسع، في عصرٍ يشهد تحولاتٍ سريعة، تجعل من استشراف المستقبل ضرورةً استراتيجية للشركات والاقتصادات.
كما عرض أهمية التفكير الذي يستشرف المستقبل في تصميم الاستراتيجية، وتحقيق المرونة والنمو المستدام، مشدداً على الدور الحاسم للقيادات في تعزيز التخطيط طويل الأمد، ودور القطاع الخاص في قيادة صناعاتٍ مرنة جاهزة للمستقبل تُسهم في تحقيق تنمية اقتصادية نوعية.
وأشار عبد الناصر بن كلبان إلى أهمية تكامل الكفاءات البشرية مع الكفاءة التشغيلية والإنتاجية، لافتاً إلى أن التفكير المستقبلي يساهم في الاستعداد لكل ما هو قادم بأعلى مستويات المرونة والتكيف.
وأضاف: "في عالم دائم التغير لا يمكن للشركات أن تزدهر بالاقتصار على التفكير قصير المدى. ونحن في الإمارات العالمية للأمنيوم تبنينا مبكراً مبادئ الثورة الصناعية الرابعة، والجيل الرابع من الصناعة، بما فيها من تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتوأمة الرقمية، وتحليل البيانات الضخمة."
ولفت إلى أنه وبفضل الابتكار نعزز الإنتاجية ونحسن الكفاءة، أصبحت الإمارات العالمية للأمنيوم أول شركة في دولة الإمارات وأول شركة في قطاع الألمنيوم عالمياً تُصنّف كـ "منارة للثورة الصناعية الرابعة" من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي في يناير 2025."
صحة أفضل
وفي جلسة بعنوان "هل المستقبل مكتوب في جيناتنا أم نصنعه بأنفسنا: ما بعد الحمض النووي" عرض الدكتور تريفور مارتن، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة ماموث للعلوم الحيوية، الإمكانات التحويلية للتقنيات الناشئة في تشكيل مستقبل صحي أفضل بالاستفادة من التقدم العلمي في أبحاث الجينات والحمض النووي.
وتوقع مارتن أن يتمكن الطب الجيني من تسهيل علاج مختلف أمراض الدم والكبد خلال السنوات الخمس المقبلة، وخلال 10 أعوام سنتمكن من علاج كل الأمراض الجينية البالغ عددها 4,000، وبعد أكثر من عقد من الزمن سيكون للناس خيار اختيار نقاط قوتهم الجينية لصحة أفضل.
وأشار مارتن إلى فرص مستقبلية واعدة للاستفادة من التقدم العلمي والمعرفي والبحثي وتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ابتكار حلول طبية جديد وتحليل البيانات الطبية لتخطي التحديات الصحية للجينات التي نرثها أو الظروف التي نولد فيها، من أجل الحصول على مستويات صحة أفضل.
وقال مارتن: "الجينوم يشبه وثيقة فيها نحو 2 مليار سطر، يمكن إجراء تحسينات صحية عليها ترتقي بمستوى الصحة والعافية. وهو ما يفتح آفاقاً جديدة لمكافحة طيف واسع من الأمراض."
وعي إنساني
وفي جلسة بعنوان "رحلة إلى أعماق العقل هل نستطيع هندسة الوعي الإنساني؟" ناقش الدكتور جوليو تونوني، من معهد ويسكنسون لدراسات الوعي، والدكتور أنيل سيث، المؤلف وعالم الأعصاب، التقاطع المتصاعد بين علم الأعصاب والتكنولوجيا، وعلاقته مع الذات والطب والأخلاق والقيم، والاحتمالات التي يفتح آفاقها لمستقبل الإنسان.
وأكد الخبراء على أهمية الاستفادة من التكنولوجيا الحالية والصاعدة ومن التطورات العلمية الحاصلة في علم الأعصاب لفهم ماهية الوعي، وكيفية نشوئه، وما إذا كان من الممكن قياسه وتعزيزه بطرق أحدث وأكثر تأثيراً على تعزيز المعارف الإنسانية والاستفادة من تراكم الخبرات البشرية.
وقال الدكتور تونوني: "الوعي هو كل المعنى في وجودنا كبشر ومن دونه لا معنى للحياة. وتكامل حواسنا هو ما يشكل كل لحظات حياتنا وتجاربنا الإنسانية، لكن الذكاء الاصطناعي الكلّي الذي يطلّع على كل النتاج المعرفي للبشرية والبيانات والمعلومات قد يشكل أزمة وجودية للإنسانية."
بدوره، أكد الدكتور أنيل سيث أن الدماغ يشبه آلة استشراف تتخيل وتتوقع وتصمم احتمالات وأفضل السيناريوهات المستقبلية لتحقيق أفضل تجربة معيشية بناء على المدخلات التي يتلقاها من الحواس. وأشار سيث إلى أهمية تصميم تجارب علمية تميّز مستقبلاً بين مختلف نظريات الوعي، لا سيما نظرية كون الدماغ أداة تنبؤ بالمستقبل.
وقال سيث: " هنا في هذا الحدث في دبي ندرك أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لم يكتب بعد بل هو في تطور دائم ليساعدنا كامتداد لوعينا الإنساني." ودعا سيث إلى عدم الانجرار إلى التشبيه السائد للدماغ بجهاز الحاسوب، موضحاً أهمية عدم محاكمة الذكاء الاصطناعي بنفس معايير الوعي البشري التي قد يتدخل فيها التحيّز أحياناً.
ابتكارات للبشرية
وبالتزامن مع تكريم الفائزين بجائزة "حلول دبي للمستقبل – ابتكارات للبشرية" على منصة "منتدى دبي للمستقبل 2025" في أول أيامه، ناقش البروفيسور ميكيل ماجنو، رئيس مركز التعلّم القائم على المشاريع في إدارة تقنية المعلومات والهندسة الكهربائية في جامعة ETH زيوريخ الحكومية بسويسرا، وتاديو بالداني كارافييري، مدير برنامج "ابتكارات للبشرية" بدبي، ونانلي لندرو، الشريك المؤسسة لمبادرة أوكسارا، والبروفيسورة باتريشا ماجواير، مديرة معهد الاستكشاف في كلية دبلن الجامعية، أهمية تقييم وقياس الأثر المستدام لمشاريع الابتكار الحالية والمستقبلية ضمن جلسة بعنوان "ابتكارات للبشرية: ماذا لو ركزت الابتكارات على الأثر الملموس في حياة الناس؟"
ودعا الخبراء إلى تحويل الاكتشاف والبحث إلى نمو مؤثر تستفيد منه الأجيال القادمة، مشديين على ضرورة ربط الأبحاث المتطورة بالتطبيقات العملية الهادفة لتصميم المستقبل المنشود، وتوفير الدعم لإنشاء منظومات تعزز النماذج الجديدة للعمل والإبداع والابتكار والبحث والتطوير، بالاستفادة من تقدم العلوم، وبتفعيل التعاون بين القطاعات لاستشراف المستقبل وتسريع التقدم البشري.
وقالت البروفيسورة ماجواير: "الجامعات لن تكون قائدة الابتكار بعد الآن بل محفزاً له في المستقبل. لا سيما في مجال توفير رعاية صحية تلبي الاحتياجات الشخصية للأفراد، خاصة للنساء والأطفال في عالم تفقد فيه امرأة حامل حياتها كل 60 ثانية بسبب عدم تكافؤ فرص الرعاية الصحية الاستباقية والوقائية.
بدوره، اعتبر البروفيسور ماجنو أن المعاهد والجامعات يجب أن تنتقل من مجرد العمل على الأبحاث إلى التواصل المباشر مع مختلف القطاعات لفهم التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجهها والتعاون معها في تصميم وابتكار حلول نوعية لها.
من جانبه، اعتبر نانلي لندرو أن دور القطاع العام أساسي في تمكين ابتكارات المستقبل بحيث يكون صلة الوصل بين المؤسسات الأكاديمية من جهة والقطاعات المستقبلية الحيوية للاقتصادات والمجتمعات من جهة ثانية.








