وزير الخارجية الألمانى يثمن جهود مصر الكثيفة من أجل تحقيق الاستقرار فى المنطقة وحل نزاع غزة

  • ثمن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول ، الجهود الكثيفة للوساطة التي تبذلها مصر من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة وحل النزاع في قطاع غزة، مؤكدا ضرورة التزام كافة الأطراف وانخراطها في تطبيق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع وتسليم باقي رفات المحتجزين وأن تتحسن عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

    وقال فاديفول، في كلمة له خلال مؤتمر صحفي مشترك ببرلين اليوم الثلاثاء مع وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي، الذي يزور ألمانيا حاليا، إن “نزع سلاح حركة حماس يظل الشرط المحوري من أجل مستقبل أفضل في غزة، وأن موقف المجتمع الدولي واضح، وعلى حماس أن تفهم أن سلطتها في غزة قد وصلت لنهايتها وعليها أن تنزع السلاح لكي تتقدم الحياة في غزة”.

    وطالب إسرائيل بضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار وبشكل خاص أن تسمح بدخول المساعدات بشكل أكبر، وذلك ما تطالب به ألمانيا دوما خلال الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي.

    وبشأن العلاقات مع مصر، أكد حرص ألمانيا على تعميق الشراكة والصداقة مع مصر وهي أساس نعول عليه للتعاون، مضيفا أنه سيتم تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة من شأنها أن تعطي العلاقات الاقتصادية بين البلدين زخما إضافيا.

    وأشار إلى التعاون المشترك في مجال هجرة العمالة الماهرة بشكل وثيق، لافتا إلى أن أكثر من نصف مليون طالب مصري يتعلمون اللغة الألمانية، كما تتزايد المدارس المصرية الألمانية وأصبح هناك جامعتان ألمانيتان في مصر، وكل ذلك حجر أساس لزيادة التعاون بين البلدين.

    وأكد الوزير أن “مجلس الأمن يضع إطارا للخطوات التالية وعلينا كمجتمع دولي تنفيذه على أرض الواقع وليس شفهيا فقط كي تتمكن الهيئات الانتقالية التي تمت تفويضها، ومنها قوة الاستقرار الدولية المزمع تأسيسها من القيام بعملها في غزة”.

    وقال فاديفول “نواصل المحادثات بشكل كثيف، ونركز على حل النزاع في أوكرانيا ولكن في الوقت نفسه نركز أيضا على نزاع غزة، وسأتحدث مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، الذي سيأتي إلى برلين لأعرف رأيه عن كيفية بث الحياة في المؤسسات الأخرى”.

    وأضاف أنه يجب أن يتم نزع سلاح (حماس) وأن يتم تدريب الشرطة الفلسطينية، ونحتاج إلى قوات في قوى الاستقرار الدولية التي تصل إلى المكان المحدد لتضمن الأمن، مؤكدا أنه لا يجب أن نبقى مكتوفي الأيدي وذلك لأمان ومستقبل الفلسطيينين والفلسطينيات.

    وتابع “نتعاون بهذه الروح بشكل وثيق فيما بيننا وهدفنا حل الدولتين، وأنا ممتن لاستعداد مصر لعقد مؤتمر إعادة الإعمار في غزة وألمانيا مستعدة لدعم ذلك، فنحن ملتزمون بهذه العملية ونشجع مصر على الدعوة لهذا المؤتمر”.

    وأوضح الوزير الألماني أنه ناقش الوضع المأساوي في السودان وخطة الوساطة الرباعية التي تشارك فيها مصر، مؤكدا أن هذا هو الطريق نحو السلام والحكومة المدنية، كما قمنا في الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات لمحاسبة مليشيات قوات الدعم السريع على جرائمها الفظيعة، ويتعين عليهم بشكل أساسي الآن الالتزام بوقف إطلاق النار الذي أعلنوه.

    وأشار إلى أنه من أجل تخفيض عدد ضحايا الجوع والعطش على طريق الهروب والفرار، رفعت ألمانيا مجددا مساعدتها الإنسانية الطارئة بإجمالي 16 مليون يورو حيث يعد هذا استثمارا للإنسانية وأيضا للمصالح الألمانية، لافتا إلى أن ألمانيا تعمل بشكل كثيف مع مصر لضمان التزام الطرفين بوقف إطلاق النار والانتهاء من هذه المعاناة المأساوية للشعب السوداني.

    وقال الوزير الألماني “إنه لم يتطرق اليوم إلى المشكلة الأمنية الأكثر إلحاحا لنا في أوروبا وهي الحرب الروسية على أوكرانيا”.. مشددا على أن مصر بالنسبة لألمانيا تعد شريكا استراتيجيا في منطقة الشرق الأوسط وأيضا بوابة عبورها نحو إفريقيا.

    وأعرب فاديفول عن امتنانه لهذه العلاقات الوطيدة ورغبته في توثيقها وتعميق التفاهم المشترك فيما بين البلدين، وتحقيقا لذلك قررت ألمانيا اليوم إنشاء حوار استراتيجي والعمل على تفعيل هذا الحوار وتعزيز التعاون الوثيق بين مصر وألمانيا.

    وردا على سؤال حول تحسين العلاقات المصرية الألمانية، أكد وزير الخارجية الألماني أن العلاقة الألمانية المصرية ممتازة ودوما هناك إمكانية لتحسينها، ويجب الاستفادة واغتنام الفرص لذلك، كما يجب تكثيف التعاون في المجال الاقتصادي وزيادة حجم الاستثمارات الألمانية في مصر.

    وقال “ليس هدفنا أن نبقى خلف المستثمرين الأوروبيين أو الصينيين بل هدفنا أن نكون رقم واحد، وناقشنا أيضا جذب السياح الألمان إلى مصر الذي يزداد، وكلنا أمل أن يحدث العكس من مصر إلى ألمانيا”.

    وأضاف أن لمصر دورا هاما في القارة الإفريقية لأنها بالفعل لها أهمية مصيرية في المستقبل، فإذا تطورت إيجابيا فستسفيد منها ألمانيا، وإذا تطورت سلبيا يضر ذلك برلين، بما يتعلق بالجوع والفساد والحروب والتي إذا ازدادت ستزداد معاناة ألمانيا تباعا.

    وحول العلاقات الألمانية الأمريكية، أشار وزير الخارجية الألماني إلى أن الولايات المتحدة هي شريك استراتيجي أمني مهم في الناتو، ويطلعون بهذا الدور بشكل متواصل، لافتا إلى أنه ناقش مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف مواصلة العلاقات الوثيقة بين الحكومة الأمريكية والألمانية.

    وتساءل وزير الخارجية الألماني حول استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للقدوم إلى طاولة المفاوضات والالتزام بوقف إطلاق النار في أوكرانيا وإنهاء تلك الحرب، لافتا إلى أن هناك توافقا عالميا بينه وبين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لوقف إطلاق النار.

    وأشار إلى وجود مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا بشكل فعال، وهناك حاجة إلى زيادة الأمان في أوكرانيا وأوروبا، وعند ذلك نكون وصلنا لحل مستدام نستطيع التعويل عليه لسلام مستدام في أوروبا بالتنسيق مع جمهورية ألمانيا الاتحادية والحكومة الأمريكية بشكل وثيق.

    ردا على سؤال حول الدور الذي تضطلع به ألمانيا فيما يتعلق بالجهود في غزة، أكد الوزير أن بلاده منخرطة بقوة في الجهود الدولية المتعلقة بغزة.

    وأوضح أن بلاده تشارك في مركز التنسيق المدني-العسكري بثلاث وحدات من الجيش الألماني وثلاثة مسئولين من وزارة الخارجية ومسئول من وزارة التنمية، بما يعكس “أهمية التعاون القائم على الخبرة والدعم الفني”.

    وأشار الوزير الألماني إلى أن بلاده تدعم كلا من بعثتي EUPOL COPPS وEUBAM Rafah، موضحا أن مجلس وزراء الخارجية الأوروبي شجع على فتح محادثات مع إسرائيل بهدف توسيع نطاق عمل البعثتين، مؤكدا استعداد بلاده للمساهمة في هذا المسار.

    وأكد وزير الخارجية الألماني أن جمهورية ألمانيا الاتحادية تدعم جهود الوساطة الرباعية بشكل صريح لإنهاء النزاع في السودان، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني هناك “مروع” ويجب إيجاد حل سريع لإنقاذ حياة المدنيين.

    وقال “إن ألمانيا تتواصل مع جميع الأطراف المتصارعة، إلى جانب الشركاء الإقليميين مثل مصر والإمارات، لتسريع وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية”.

    وفيما يخص الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، قال الوزير الألماني “إن ألمانيا وأوروبا ستواصلان جهود الوساطة وتشجعان على التفاوض”، مشيدا بجهود الولايات المتحدة في هذا الصدد، وأكد أن ألمانيا ملتزمة بشكل واضح بدعم أوكرانيا، وأن الإسراع في إيجاد حل سياسي سيكون في مصلحة السكان ويحد من المعاناة الإنسانية.

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن