بقلم / خالد حسن
تشير تقديرات منظمة اليونسكو إلى أن ما ينفق على المواطن العربي في مجال البحث العلمي سنويا لا يزيد على 14 دولارا، بينما ينفق على المواطن الأمريكي والأوروبي أكثر من 1200 دولار سنويا وانعكس ذلك على حجم الإنتاجية ونمو الدخل القومى للدول فى علاقة طردية مع زيادة الاستثمارات فى البحث العلمى .
ولا شك أننا نواجه حاليا صعوبات عديدة، وأحد أهم الأولويات هى كيفية انعاش الاقتصاد لوطننا ، بعد نجحت بلادنا فى تجاوز سلسة الاضطرابات السياسية فى السنوات الاخيرة منذ 2011 ، وذلك من خلال بناء دول العلم ودعم البحث العملى وتشجيع وتوطين ثقافة الابداع التكنولوجى بما يساعدنا على تطوير حلول مصرية ابتكارية للكثير من المشاكل التى نواجهها فى مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية فالإبداع يعد المحرك القوي لتحقيق التنمية الشاملة .
ومؤخرا زار وزارة الاتصالات وفد صيني ، رفيع المستوى من وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية MIIT وأكاديمية الصين لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات(CAICT) ومعهد الصين لتقييس الإلكترونيات ةاستعراض أنشطة عمل أكاديمية الصين لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومعهد الصين لتقييس الإلكترونيات، كما طرح الجانب الصيني آلية عمل لتنفيذ مذكرة التفاهم تتضمن تشكيل مجموعة عمل مشتركة، وعقد اجتماع سنوي يتم خلاله استعراض ما تم إنجازه ووضع تصورات لمجالات التعاون في الفترة القادمة كما بحث الجانبان أيضا أوجه التعاون المستقبلي في مجال بناء القدرات في تصميم وصناعة الإلكترونيات، والإنترنت فائق السرعة، وتأمين الشبكات خاصة لمجال الذكاء الاصطناعي كما شهدت زيارة الوفد الصيني عقد عدد من الاجتماعات مع الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات والشركة المصرية للاتصالات.
ولعله من المهم الاشارة الى انه تم بحث مقترحات التعاون في مجال بناء القدرات في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وسلسلة الكتلة حيث طرح الجانب الصيني تقديم برامج تعليمية للكوادر المصرية الشابة في 7 جامعات متخصصة في الصين ولديها برامج مميزة للتعليم في مجالات الذكاء الاصطناعي، وسلسلة الكتل، وإنترنت الأشياء كما طالب الجانب المصري من الوفد الصيني التعاون في تنفيذ برنامج تدريبي للخريجين في علوم البيانات في مجالات متنوعة، وكذلك برنامج مشترك للبحث والتطوير، فضلاً عن تبادل الخبرات في هذا المجال ووعد الجانب الصينى بارسال وفد من الشركات الصينية المتخصصة فى مجال الذكاء الاصطناعى لزيارة القاهرة قريبا لدفع سبل التعاون فى هذا المجال تحديدا .
وهنا نتطلع الى الدور الصينى فى هذا الشأن ، لاسيما فى ظل نجاح التجربة الصينية فى تعزيز مفهوم البحث العملى واهتمام المؤسسات الصينية بمفهوم الابداع ، ومد يد المساعدة لمصر لدفع الانتعاش الاقتصادي من خلال توسيع استثماراتها فى مجال البحث العلمى وتوطيد حجم شراكتها العلمية مع مصر بالاضافة لتقديم المساعدات المالية والقروض الميسرة لدعم عملية إنشاء صناعة داخل مصر والاستفادة منهم في مجال البحوث والدراسات في الصناعة والتجارة وتعليم نوعي للإلكترونيات والتصنيع التكنولوجى خصوصاً أن الصين قوى عظمى من الممكن أن تضع استثمارات في مصر فى ظل قيام رجال أعمال مصريين يتجهوا للاستثمار في الصين ناهيك عن تزايد اهتمام الصين بأفريقيا كالسودان وأوغندا وصخ استمارات تقدر بمليارات الدولارات في قطاع البترول والغاز.
وفى الحقيقة نود التركيز على الشراكة الكنولوجية بين البلدين حيث أصبحت الصين احد اهم اللاعبين الرئيسيىن فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والالكترونيات على مستوى العالم ، سواء على مستوى الابداع التكنولوجى او الانتاج والتصنيع الالكترونى ، كما باتت بمثابة مصنع العالم لتصنيع كافة مكونات الكمبيوتر والأجهزة الالكترونية الأمر الذى دفع بكافة الشركات العالمية المصنعة لتلك المنتجات بالإضافة لمعدات وشبكات الاتصالات إلى إقامة تحالفات إستراتيجية مع الشركات الصينية سواء فى مجال تطوير أو تصنيع أو توزيع وتسويق المنتجات التكنولوجية بما يؤدى إلى الحفاظ على القوة التنافسية لتلك الشركات فى الأسواق العالمية.