عواصف غبارية تحوم في القطب الشمالي للمريخ

  •  

    تراقب بعثة الاستكشاف الفضائية «مارس إكسبريس» التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية العواصف الترابية المحلية والمناطقية التي تتطور في القطب الشمالي من الكوكب الأحمر خلال الشهر الماضي، وتشاهدها وهي تنتشر باتجاه خط الاستواء المريخي.

    تُعد العواصف المحلية والمناطقية التي تستمر لبضعة أيام أو أسابيع وتقتصر على منطقة صغيرة حدثًا شائعًا على سطح المريخ، لكن في أشد حالاتها قد تكتسح الكوكب بأسره، كما حدث في العام الماضي في عاصفة كوكبية دارت حول الكوكب لعدة شهور.

    حل فصل الربيع في نصف الكرة الشمالي من المريخ، وكثيراً ما تُلاحظ السحب المائية الجليدية وأحداث صغيرة لارتفاع الأتربة  على طول حافة الغطاء الجليدي المتراجع موسميًا.

    ترسل العديد من المركبات الفضائية في المريخ تقارير الطقس اليومية من المدار أو من سطح الكوكب، ما يوفر معلومات عامة ومحلية عن الظروف الجوية المتغيرة. رصدت بعثة مارس إكسبريس ما لا يقل عن ثماني عواصف مختلفة على حافة الغطاء الجليدي بين 22 مايو و10 يونيو، وهي تتشكل وتتلاشى بسرعة كبيرة خلال يوم إلى ثلاثة أيام.

    راقبت الكاميرتان على متن المركبة الفضائية- الكاميرا عالية الدقة ستيريو وكاميرا المراقبة المرئية- العواصف خلال الأسابيع الماضية. وسجلت الصورة المأخوذة بكاميرا ستيريو عالية الدقة في 26 مايو، عاصفة ترابية على شكل حلزوني، يتناقض لونها البني مع الجليد الأبيض في الغطاء الجليدي القطبي الشمالي.

    وفي الوقت نفسه، جُمِّع التسلسل المتحرك من الصور لعاصفة مختلفة التقطتها كاميرا المراقبة المرئية على مدى 70 دقيقة في 29 مايو. بدأت هذه العاصفة بالذات في 28 مايو واستمرت حتى نحو 1 يونيو، إذ تحركت نحو خط الاستواء خلال تلك الفترة.

    ESA/GCP/UPV/EHU Bilbao

    يُظهر مونتاج الصور ثلاث عواصف مختلفة حدثت في 22 مايو و26 مايو وبين 6 و10 يونيو. وفي الحالة الأخيرة، التقطت الكاميرات حدوث العاصفة لعدة أيام وهي تتحرك في اتجاه خط الاستواء.

    في الوقت ذاته تظهر بقع متناثرة من السحب ذات الألوان الفاتحة على الهامش الخارجي للغطاء القطبي وعلى بعد عدة آلاف من الكيلومترات، بالقرب من البراكين «إليسيوم مونس» و«أوليمبوس مونس».

    لاحظت مارس إكسبريس وكاميرا «أم أي آر سي آي» على متن مركبة «مارس ريكونيسانس أوربيتر» التابعة لوكالة ناسا، أنه عند وصول العواصف الترابية إلى البراكين الكبيرة، كانت الغيوم الضخمة - السحب الجليدية المائية المدفوعة بتأثير انحدار البركان على مسار تدفق الهواء – قد بدأت بالتضخم من قبل لتتبخر نتيجة لتسخين كتلة الهواء بسبب تدفق الغبار.

    تستمر هذه العواصف الترابية المناطقية بضعة أيام فقط؛ وينتقل الغبار المرتفع وينتشر من خلال دورة الهواء الكوكبية ليصبح ضبابًا خفيفًا في الغلاف الجوي السفلي، على ارتفاع نحو 20-40 كم. وبقيت بعض آثار الغبار والغيوم في المنطقة البركانية حتى منتصف يونيو.






    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن