الإنترنت الفضائي .. وداعا للعزلة الرقمية " 2- 2 "

  •  

     

    بقلم : فريد شوقي

    استمرارا لحديثنا ، الذي بدأناه في هذا المكان نفسه " حول تزايد استخدام الإنترنت والهواتف المحمولة على مستوى العالم وفقا لما ذكره تقرير حديث بعنوان "الرقمية 2022: المشهد العالمي" ، والذي أعدته مؤسسة جلوبال ويب إندكس" ، فإنه من المتوقع تزايد قاعدة المستخدمين بجانب قفزة نوعية في طبيعة استخدام الإنترنت في كل نواحي الحياة مع تغلغل عمليات التجول الرقمي في حياة البشر .

    لذلك، في حين أن الأمم المتحدة حددت الوصول إلى الإنترنت على أنه "حق أساسي من حقوق الإنسان"، فلا يزال هناك طريق طويل يتعين قطعه لضمان حصول الجميع على إمكانية متساوية للوصول إلى ما يمكن القول إنه أهم ابتكار في عصرنا.

    ومن ثمة سنتناول في السطور التالية الإشارة إلى كيفية إتاحة وصول الإنترنت إلى المحرومين منها لاسيما في الدول النامية والأماكن الجغرافية بالدول المتقدمة  المحرومة من البنية الأساسية للاتصالات والإنترنت ويأتي على رأس هذه الحلول ما بات يعرف " الإنترنت الفضائي " والذي يتيح تقديم خدمات الإنترنت " مجانا " للدول النامية ومن خلال اشتراكات شهرية في الأماكن البعيدة المحرومة من الإنترنت .

    ويعتبر " إنترنت الفضاء " أحد طرق الاتصال بالإنترنت باستخدام الأقمار الصناعية التي لا تحتاج لاتصال بالكوابل أو الأسلاك، فأطباق إرسال الإشارات كفيلة بإرسال الإشارات إلى الأقمار الصناعية واستقبالها للوصول إلى شبكة الإنترنت.

     

    ولعل من أهم الحلول للإنترنت الفضائي في الوقت الحالي يأتي مشروع " Starlink " ، التابع لشركة "  SpaceX إذ أطلقت في 23 مايو 2019، صاروخاً من طراز «فالكون» بحمولة ضخمة، مكونة من 60 قمراً صناعياً ضمن هذا المشروع، في الخطوة الأولى في مجموعة خطوات  وصلت إلى نحو 1450 قمرا اصطناعيال وتهدف الشركة إلى إطلاق قرابة 12 ألف قمر صناعي خلال عدّة أعوام بمدارات قريبة من الأرض، وذلك بهدف تقديم خدمة إنترنت نوعية جديدة، توفر الاتصال الفضائي بالإنترنت على مليارات الكيلومترات في العالم، وتصل أيضاً إلى تلك الأماكن التي لا تصلها خدمة الإنترنت غالباً، أو لديها اتصال تقليدي بالإنترنت.

    هذا المشروع وصفه الخبراء بمشروع إنترنت الفضاء المتاح للجميع، حيث سيتمكن من إتاحة الاتصال للإنترنت عن طريق الأقمار الصناعية وإيصاله إلى مناطق جغرافية دقيقة.

    وبحسب الموقع الرسمي للمشروع على شبكة الإنترنت فإن المشروع سيُغطي الكرة الأرضية باتصال ذي جودة أعلى من الاتصال الفضائي التقليدي، وبالاعتماد على أجهزة استقبال أصغر حجماً، وأقل كلفة؛ والسبب هو أن أقمار Starlink الصناعية ستُحلق في مدارات مُنخفضة فوق الأرض، وهذا يعني أن الإشارات ستصل بقوة أعلى إلى مساحات أكثر، مُقارنة بتلك التي يُغطيها قمر الاتصالات التقليدية ومن المتوقع أن يخدم هذا المشروع أكثر من نصف سكان العالم بنهاية 2021.

    بالإضافة لإشارات الاتصال القوية، يساهم مشروع Starlink في تقليص زمن الاستجابة في الإنترنت بشكل كبير، وتقليص استهلاك الطاقة في أجهزة الاستقبال، وتقليل حجمها، وكلفتها كما ستستفيد شبكات الهاتف المحمول حول العالم بشكل كبير من هذه التقنية، فهي ستمكنها من سد الثغرات الموجودة في خدماتها بشكل كبير، وستوفر هذه التقنية أيضاً اتصالاً سريعاً وغير مكلف في الأماكن النائية والمعزولة.

     

    فى النهاية نؤكد ان " إنترنت الفضاء "  ستشكل فى القريب طفرة نوعية فى تقديم خدمات الانترنت وأن الإنترنت الفضائي سيلعب دوراً رئيسياً في مُستقبل عالم الاتصالات، حيث إن " Starlink  " لن نكون وحدها في هذا المجال، إذ أعلنت شركة "  OneWeb" ، المملوكة لشركتي " Airbus  "الأوروبية ، و" Softbank " اليابانية عن مشروع مماثل ، إضافة إلى مشاريع مُشابهة من"   Telesat  " الكندية و "LeoSat  " المدعومة من ممولين من اليابان، وأمريكا اللاتينية و"Iridium  " الأمريكية". 

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن