استخدام الهواتف..والاضرار الصحية المستقبلية

  •       بقلم : فريد شوقى

    تخيل كم مرة يوميا تضطر الى فتح  هاتفك المحمول ، سواء للرد على مكاملة او تصفح ايميل او قراءة رسالة او دردشة مع احد الأصدقاء او متابعتك صفحتك على الفيس او توتير ، الامر بالتأكيد سيكون مربعا لاسيما ان بعض الدراسات الحديثة اكدت انه متوسط تعامل الانسان مع هاتفه المحمول هو 85 مرة وكل مرة لا تقل عن دقيقتين اى انك تقضى 3 ساعات يوميا من وقتك مع هاتفك المحمول !!

    وفى الحقيقة فان هذا الجهاز السحرى بما يقدمة من قيمة مضافة حقيقية ، وفورية ، لمستخدميه اصبح يعد اهم صديق للإنسان لاسيما مع تزايد عدد تطبيقات المحمول التي تستهدف تسهيل الخدمات التي يحتاج اليها مستخدمى المحمول سواء في مجال العمل او الاحتياجات الشخصية ولكن يظل السؤال الاهم هل هناك مخاطر صحية للافراط المبالغ فيه فى استخدام الهواتف المحمولة .

    ومؤخرا أكدت دراسة حديثة أن الشباب ربما يصابون بنتوءات تشبه القرون في جماجمهم، نتيجة للاستخدام المطول للتكنولوجيا مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية حيث توصل باحثان من جامعة صن شاين كوست في أستراليا إلى هذا الاكتشاف الغريب، أثناء فحص 218 من فحوصات الأشعة السينية، لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاماً. ووجد الباحثون أن أكثر من 40 % منهم طوروا نتوءات غريبة في قاعدة جماجمهم.

    ويقول الدكتور ديفيد شاهار والأستاذ المشارك مارك سايرز إن إمالة الرأس للأمام بشكل مستمر، والناجمة بشكل خاص عن زيادة استخدام الهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة المحمولة، يمكن أن تؤدي إلى تشكيل نتوءات في المنطقة من الجمجمة الواقعة فوق العنق مباشرة، وبحجم يتراوح ما بين 10 حتى 31 ملليمتر.

    وعادةً ما تُرى هذه الأنواع من النتوءات لدى كبار السن، وتنتج عن سوء وضعية الجلوس على المدى الطويل وتحمل إجهاد كبير على عظامهم. لكن البحث أظهر أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاماً كانوا أكثر عرضة للإصابة بالنتوءات من الأشخاص في الثلاثينيات أو الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر.

    وقال شاهار أثناء استخدامنا للهواتف والأجهزة المحمولة تنحني أعناقنا وتكون أيدينا ثابتة إلى الأمام، وهذا يشكل ضغطاً كبيراً، لأن وزن الدماغ يبلغ حوالي 5 كيلوجرام، أي بوزن بطيخة".

    وفى نفس السياق أكد الأطباء أن الاستخدام المفرط للهواتف التي تعمل باللمس والأجهزة اللوحية، يعمل على خنق تطور عضلات أصابع الأطفال، مما يصعّب عليهم الإمساك بالقلم بشكل صحيح كما أشاروا إلى أن استبدال الأهالي الألعاب التقليدية لأطفالهم مقابل الأجهزة اللوحية، قد يعرقل نموهم في سنواتهم الأولى.

    وتقول سالي باين، من مؤسسة القلب في إنجلترا، "إنه من الأسهل منح الطفل جهاز "آيباد" بدلا من تشجيعه على لعب ألعاب تسهم في بناء عضلاته مثل المكعبات، ولكن هذا لا يطور من المهارات التي يحتاجون إليها من أجل مسك قلم موضحه أن الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة في الفترة الحالية، ليس لديهم مهارة الإمساك بالقلم قبل بلوغهم 10 سنوات.

    وينصح اطباء الأطفال الآباء في المقابل بتشجيع أطفالهم في المشاركة في ألعاب ترفيهية وتعليمية خارج المنزل بعيدًا عن الأجهزة الإلكترونية قدر الإمكان، لاسيما الأطفال في السنوات الأولى كما يجب حثتهم على تشجيع أولادهم من خلال مشاركتهم اللعب داخل المنزل، باستخدام اليد كألعاب التركيب وغيرها من الألعاب التي تتطلب مهارات يدوية، لتقوية قبضة اليد.

    فى النهاية نؤكد ان التوعية بالاستخدام الرشيد للهواتف المحمولة ، لاسيما من جانب الاطفال والشباب ، بات امر ضرورى حتى يتم التوازن بين القيمة المضافة للهواتف وبين الاضرار الصحية ، سواء امراض نفسية او عضلية او جسمانية ، التى يمكن ان يتعرض لها ابناءنا فى المستقبل جراء الاستخدام المفرط لهذه الاجهزة الالكترونية .



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن