ثقافة الابتكار التكنولوجيا المتوقعة لعام 2020 التي ستشكل المستقبل القادم

  • §       بقلم : أ.د. غادة عامر

    §       أستاذ هندسة الطاقة الكهربائية

    §       زميل أكاديمية ناصر العسكرية

     

    مع وجود الثورة الصناعية الرابعة ومع الوتيرة السريعة في التقدم التكنولوجي، أصبح التنبؤ بشكل التكنولوجيا المستقبلية صعبا، لذلك بذلت الشركات والمراكز البحثية العديد من الأبحاث لمعرفة أفضل الاتجاهات التكنولوجية في عام 2020 والتي ستؤدي إلى حدوث اضطراب وخلق أكبر الفرص في السوق على مدى السنوات الخمسة إلى العشر القادمة، وذلك لإعداد مؤسساتهم لأي شيء قد يحمله المستقبل، ولأنهم أصبحوا جميعا متأكدين أن الحكومات والشركات والأفراد الذين لن يواكبون الاتجاهات التكنولوجية الرئيسية سوف يتعرضون لخطر التخلف عن الركب وربما الاندثار. إن فهم الاتجاهات الرئيسية سيسمح للجميع بمعرفة الفرص والإعداد لاستغلالها. ومن أهم- وليس كل- الاتجاهات التكنولوجية التي تم التأكيد عليها:

    1.   تكنولوجيا أتمتة العمليات الآلية (RPA)، التي ستوفر الوقت لجهود التحول الرقمي، حيث ستمكن هذه التكنولوجيا من زيادة العمليات الخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات التي يحتاجها الذكاء الاصطناعي، وكذلك سوف تقلل المهام الزائدة التي كانت موجودة في السابق، وبالتالي يمكن استخدام هذه الميزة الإضافية لتعزيز المهارات اللازمة لدفع المزيد من التحول الرقمي.

    2.   تكنولوجيا الجيل الخامس في الاتصالات (5G)، التي ستغير طريقة تعاملنا مع البيانات، بفضل قلة زمن الوصول للمعلومات والسرعات العالية في التعامل مع الإنترنت، حيث من المتوقع أن تضيف تريليونات للاقتصاد العالمي بمنتجات وخدمات ونماذج وصناعات تجارية جديدة. سيكون تأثيرها على العالم غير مسبوق - بدءًا من خلق أجهزة تكنولوجية جديدة، إلى التغييرات في كيفية عرض البيانات وتلقيها والتطور الذي سوف تحدثه في الحوسبة السحابية المتطورة. كما أنها سوف تزيد من أجهزة إنترنت الأشياء في المدن الذكية والمركبات المستقلة.

    3.   الحوسبة الكمومية، التي سوف تستمر في التقدم، ومن المتوقع أن يظهر التطبيق العملي للحوسبة الكمومية في عام 2020. صحيح أن هناك بعض الشركات زعمت أنها حققت تفوقًا كموميًا عام 2019، إلا أننا لم نر بعد هذه التكنولوجيا تعرض قوتها الحاسوبية لحل مشاكل العالم الحقيقية.

    4.   تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، سوف تزيد من الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ستوفر المزيد والمزيد من التقنيات المتقدمة في هذا المجال دون أي تكلفة تذكر، ويمكن أن تكون خوارزميات الذكاء الاصطناعي فعالة مع مجموعات البيانات الصغيرة، أي لا تحتاج بيانات كثيرة للتعلم. وبالتالي يُمكّن إنشاء أدوات الذكاء الاصطناعي الأصغر والأكثر تخصصًا - لم يكن ذلك ممكنًا من قبل، إما بسبب عدم وجود بيانات كافية أو أن المشكلة لم تكن تستحق الاستثمار الضخم الذي ستحتاجه لحلها. نتيجة لذلك، سنبدأ في رؤية تنوع أكبر في الأدوات التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي. سنرى أيضًا أن الذكاء الاصطناعي يصبح مكونًا، حتى لو كان صغيرًا جدًا، لمجموعة واسعة من المنتجات - على سبيل المثال، تحسين جودة الصورة للكاميرات وأجهزة التليفزيون أو مساعدة الأجهزة لتصبح أكثر كفاءة.

    5.   تكنولوجيا الرسائل النصية عن طريق التفكير، سوف توفر الهواتف الآن خيار الرسائل النصية بواسطة قوة التفكير وحدها. من خلال مزيج من تقنية تتبع العين وسماعة رأس محمولة على المستشعر يرتديها المستخدم. تحتوي سماعات الرأس على واجهة لاسلكية لآلة الدماغ، والتي تكتشف موجات الدماغ الكهربائية وتحولها إلى إشارات رقمية، ثم تعرض الحروف الناتجة على الشاشة. يمكن استخدام بعض الطرز الراقية مع النظارات أو الأقنعة التي تتميز بوجود شاشات مضمّنة في عدساتها. وهذا يتيح الرسائل النصية خالية اليدين تماما، وخلق شكل من التخاطر الظاهري.

    6.   رؤية الحاسوب، تتضمن "الرؤيا" أنظمة قادرة على تحديد العناصر أو الأماكن أو الأشياء أو الأشخاص من الصور المرئية - تلك التي تجمعها الكاميرا أو المستشعر- إنها التقنية التي تسمح لكاميرا الهاتف الذكي الخاصة بك بالتعرف وجهك من خلال الصورة التي تلتقطها، ومثل تقنية بحث الصور من Google. سوف تساعد هذه التقنية السيارات ذاتية التحكم في رؤية الاخطار او الكائنات الحية والابتعاد عنها. وستستخدم خطوط الإنتاج كاميرات رؤية الحاسوب لمشاهدة المنتجات المعيبة أو تعطل المعدات، وسوف تكون كاميرات الأمن قادرة على تنبيهنا إلى أي شيء خارج عن المألوف، دون الحاجة إلى مراقبة. وسوف تتيح أيضًا التعرف على الوجوه، والذي سنسمع عنه الكثير في عام 2020. لقد رأينا بالفعل مدى فائدة هذه التقنية في التحكم في الوصول إلى هواتفنا الذكية في حالة جهاز FaceID والذي يستخدم في المطارات الان لتسهيل انهاء الجوازات، مثل ما في مطار دبي.

    والان بالنسبة لجميع الحكومات والشركات التي تريد أن تلحق بالركب حتى لا تندثر، إن الطريقة الوحيدة للاستفادة من هذه التقنيات هي الاختبار والتعلم لامتلاك المعرفة التي تقوم عليها. ليس فقط بكتابة الأوراق العلمية أو بالمؤتمرات. أنما بناء نماذج أولية ووضعها للعمل على مشاكل المجتمع الحقيقية. لذا، بينما نواجه موجة من التقنيات الناشئة الجديدة، فإن أفضل طريقة لتحديد المستقبل هي أن نكون جزءا من منظومة انتاج التكنولوجيا.  



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن