الإنترنت والبحث عن فرص العمل

  •       بقلم د/ محمد عدلى

     

    مما لا شك فيه أن الإنترنت أصبحت جزءً أساسياً من حياتنا وبخاصة من حياة الشباب ذوى الفئات العمرية التى تبدأ من الخامسة والأربعين فأقل، فقد استطاعت الإنترنت وبعد عشرين عاماً فقط من ظهورها فى مصر أن تؤثر بشكل ملموس على شتى مناحى الحياة من تعليم وثقافة وفن وكذلك تحولت إلى الوسيلة الأساسية للاتصال والتواصل بين العديد من المصريين كما ساهمت بشكل كبير فى إتاحة المجال أم الكثيرين للتعبير عن أنفسهم كما اشرنا سابقاً .

    ودعونا اليوم نتناول منحى جديد فى الحياة والذى يعد واحداً من أهمها وخاصة بالنسبة للشباب المتعلم والذى يسعى لإيجاد مصدر شريف للرزق من خلال البحث عن فرصة عمل، ومما لا شك فيه أن الإنترنت قد أصبحت الآن هى الوسيلة الأولى التى يستخدمها الشباب للبحث عن فرصة العمل المناسبة لهم وللتقديم فيها عبر إرسال سيرتهم الشخصية لصاحب العمل تمهيداً لإجراء المقابلة الشخصية وما يليها من خطوات الالتحاق بالعمل المعروفة.

    ليس ذلك فحسب فقد توفر للشباب من خلال الإنترنت العديد من المواقع التى تسعى لتوظيف الباحثين عن العمل وخلق حلقة ربط بينهم وبين أصحاب الأعمال، وتعمل هذه المواقع على السماح لهؤلاء الباحثين بنشر سيرتهم الذاتية مع توضيح ما فيها من مؤهلات ومهارات يتميزون بها الأمر الذى يساعد أصحاب الأعمال على اختيار المناسب منهم لعمله والتواصل معه سواء أكان واحداً أو أكثر من واحد وهو ما يتيح لصاحب العمل فرصة أوسع للاختيار. ومن أشهر تلك المواقع عالمياً موقع LinkedIn الشهير والذى ساهم بشكل كبير على تحقيق هذا الهدف بين مرتاديه فى مصر والعالم. وعلى مستوى عالمنا العربى فإنه يوجد العديد من المواقع الشبيهة التى تسعى للقيام بنفي المهمة والتى نجح القائمين عليها فى تحقيق مكانة مرموقة لهم بين مصاف المواقع العربية وذلك نظراً لضخامة عدد زوار تلك المواقع ولمدى النجاح والذيوع الذى تحقق لهم جراء توفير العديد والعديد من فرص العمل للباحثين عنها.

    ولم يقتصر دور شبكة الإنترنت على ذلك ولكنها ساعدت على إتاحة المجال للعمل الحر فيما يعرف بالـ Freelancing والذى يقوم على نشر عدد من الأعمال المطلوبة من أصحابها فى أى مكان فى العالم والتى يمكن للباحثين عن عمل فى نفس المجال أن يقوموا بها ويتلقوا الأجر المناسب عنها عن بعد وذلك فقط من خلال التواصل عبر تلك المواقع، ومن أشهر المواقع العالمية التى تقوم بتلك المهمة موقع www.upwork.com، والذى يوجد كذلك له العديد من المواقع الشبيهة فى عالمنا العربى وباللغة العربية لخدمة سكان المنطقة العربية بالكامل.

    بقى أن نقارن بين ما هو قائم حالياً وبين ما كان يحدث قبل ظهور الإنترنت وبين الصعوبات والمشاق التى كان يلاقيها الباحث عن عمل فى سبيل التعريف بنفسه وبمؤهلاته ومهاراته وفى سبيل التواصل مع أصحاب الأعمال بأعداد كبيرة وإرسال السيرة الذاتية الخاصة به لهم جميعاً حتى يتمكنوا من الاطلاع عليها تمهيداً للاتصال به لاستكمال إجراءات الالتحاق بالعمل، لقد كانت حقاً مهمة شاقة تحتاج للكثير من الوقت والجهد وربما أدت بصاحبها للإحباط واليأس من الالتحاق بالعمل المناسب نتيجة لمرور فترة طويلة عليه دون عمل.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن