بقلم : جورج بافل
مدير عام Naga.com منطقة الشرق الاوسط
تواصل عقود النفط الخام الآجلة تراجعها تحت وطأة ضغوط بيعية، متأثرة سلبا بتصاعد حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر اقتصادين في العالم. وقد أسهمت التطورات الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية في تعزيز المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، في وقت تتزايد فيه التقديرات بأن يؤدي شبح الركود المحتمل إلى تراجع الطلب العالمي على الوقود.
علاوة على ذلك، تسهم توقعات العرض بشكل كبير في تعزيز الضغوط على السوق، في ظل مؤشرات على ارتفاع الإنتاج العالمي، بما في ذلك الزيادة المرتقبة في إنتاج تحالف أوبك+. وكان التحالف قد أعلن في وقت سابق عن رفع الإنتاج بواقع 411 ألف برميل يوميًا بدءًا من مايو. يعكس هذا القرار، إلى جانب قيام المملكة العربية السعودية مؤخرًا بخفض أسعار تصدير النفط إلى آسيا، مؤشرات واضحة على تنامي توقعات سلبية محتملة للسوق.
رغم ذلك، قد يؤدي تراجع السوق إلى إعادة رسم ملامح العرض، لا سيما مع سعي المنتجين للتكيف مع الضغوط الناجمة عن انخفاض الأسعار. وفي ظل اشتراط منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة تحقيق مستويات سعرية تفوق 65 دولار للبرميل لضمان استمرارية الربحية، فقد يتقلص الإنتاج، مما يُقدم بعض الدعم للسوق. وفي ظل المستويات السعرية الحالية، قد يُجبر العديد من المنتجين على خفض وتيرة إنتاجهم، لا سيما في ظل تصاعد تكاليف التشغيل، والتي تفاقمت نتيجة فرض الرسوم الجمركية على الصلب والمعدات، ومن المتوقع أن يؤدي هذا الوضع إلى ضغط مباشر على الربحية.