كتب : رشا حجاج 

 كشفت مجموعة من الباحثين في جامعة جنوب كاليفورنيا عن ابتكار طبي جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتشخيص اضطرابات العين من خلال الهاتف الذكي، في خطوة ثورية قد تغير مفاهيم الكشف المبكر وأسلوب التعامل مع أمراض العيون حول العالم.

وتقوم الأداة الذكية على تحليل فيديو بسيط تُلتقط فيه حركة العين باستخدام كاميرا الهاتف المحمول، ثم يتم رفعه إلى خوادم مخصصة تعتمد على تقنيات التعلم العميق، تقوم بدورها باستخراج مئات النقاط البيانية من الوجه وتتبع حركة العين بدقة فائقة.

وبحسب الباحثين، يمكن للأداة اكتشاف اضطرابات مثل "الرأرأة" (nystagmus)، وهي حالة تؤثر على التوازن والرؤية، عبر تحليل نمط وسرعة حركة العين. كما تُصدر الأداة تقارير مرئية ورسوم بيانية تساعد الأطباء والمتخصصين في تقييم الحالة عن بُعد، دون الحاجة لزيارة المريض للعيادة.

ويأتي هذا التطور في إطار جهود علمية متواصلة لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية، خاصة في المجالات التي تعاني من نقص في عدد الأطباء المتخصصين، مثل طب العيون والأعصاب.

وفي تصريحات صحفية، أوضح الدكتور أرمان هاشمي، أحد الباحثين المشاركين في المشروع، أن التقنية الجديدة "تمنح المستخدمين في المناطق النائية أو ذات البنية الطبية المحدودة فرصة الكشف المبكر دون تكلفة عالية أو تأخير في التشخيص".

ويُنتظر أن تُستخدم الأداة أيضًا في حالات طبية أخرى، كاضطرابات الجهاز الدهليزي وتأثير الأدوية العصبية على العين.

من جهة أخرى، أكدت دراسات أولية أجريت على المرضى في المستشفيات الأمريكية أن معدل دقة الأداة يتجاوز 80% في تشخيص الحالات الأولية، وهي نسبة مبشّرة مقارنة بوسائل الكشف التقليدية.

ورغم التقدم اللافت، شدد الأطباء على ضرورة إجراء المزيد من الاختبارات السريرية واعتماد التقنية من قبل الجهات التنظيمية الصحية، قبل استخدامها على نطاق واسع في المستشفيات أو التطبيقات المنزلية.

ويُتوقع أن يُحدث هذا الابتكار تحولًا كبيرًا في مفاهيم "الرعاية الصحية عن بُعد"، خاصة في بيئات الرعاية الأولية، كما يفتح المجال لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات تشخيصية دقيقة، مثل الأمراض العصبية والعضلية التي تؤثر على العين.