كلية الحاسبات كفر الشيخ تستعرض  مشروعات التخرج لطلابها وتوظيفها  لخدمة قضايا وطنية ومجتمعية حيوية.

  • كتب : سارة نور الدين 

     

    في ظل التحولات الرقمية التي تشهدها الدولة المصرية، تكمن أهمية التعليم التطبيقي والبحث العلمي المرتبط بالواقع. ويشارك قسم تكنولوجيا المعلومات بجامعة كفر الشيخ كنموذج في هذا السياق، إذ لم يكتفِ بتقديم المعرفة الأكاديمية لطلابه، بل حرص على غرس روح الابتكار وتحويل المشروعات الطلابية إلى حلول حقيقية تواكب احتياجات المجتمع وتخدم أهداف الوزارات والمؤسسات الوطنية.

     

    تحت اشراف الأستاذة الدكتورة مي رمضان، رئيس مجلس قسم تكنولوجيا المعلومات ومدير مركز التعلم الإلكتروني، تحوّل القسم إلى بيئة خصبة للإبداع والعمل الموجه نحو خدمة قضايا وطنية ومجتمعية حيوية، حيث ارتبطت مشروعات التخرج الطلابية بعدد من القطاعات الاستراتيجية مثل: الأمن، الصحة، العدالة، ومكافحة الشائعات والتزييف.

     

    تمكين الطلاب وتحقيق الربط المؤسسي :

     

    تبنّى القسم فلسفة واضحة تقوم على تمكين الطلاب من قيادة التغيير، من خلال التدريب العملي على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وربط هذه المهارات بتحديات واقعية تواجهها الوزارات والهيئات المصرية. وقد أثمرت هذه الرؤية عن مشاريع غير مسبوقة، أبرزها:

    • الرسام الجنائي الذكي: مشروع يدعم الجهات الأمنية عبر توليد صور تقريبية لوجوه المشتبه بهم اعتمادًا على الأوصاف النصية، ما يعزز من أدوات التحقيق في غياب التسجيلات المصورة.

    • مساعد جراحي الأذن: حل ذكي يدعم الفرق الطبية في اختيار التقنية الجراحية المثلى بناءً على تحليل الصور الشعاعية، بالتعاون مع استشاريي الأنف والأذن.

    • نظام كشف الشائعات والتزييف الرقمي: مبادرة طلابية تحمل اسم “DeepTrust”، تتيح فحص مصداقية الصور والأخبار المنتشرة، وساهمت في مكافحة الحملات الإعلامية المضللة على المنصات الرقمية. وقد نال هذا المشروع دعمًا تدريبيًا وماليًا من شركة “Robodisk”.

    • أمن المنازل والمدن الذكية: مشروع يستشرف المخاطر السيبرانية مثل هجمات حجب الخدمة (DDoS)، ويقترح حلولًا ذكية لحماية البنية التحتية الرقمية للمنازل الذكية والمرافق العامة.

     

    من التعليم إلى التأثير

     

    لم تعد مشروعات التخرج مجرد تدريب أكاديمي، بل أصبحت وسيلة لتأهيل الطلاب للانخراط في ملفات وطنية ذات أولوية، وهو ما انعكس في إشادات عدة من شركاء صناعيين وجهات تنفيذية أبدت اهتمامًا فعليًا بتحويل هذه المشاريع إلى أدوات معتمدة على أرض الواقع.

     

    قسم تكنولوجيا المعلومات تحت قيادة ا. م. د. مي رمضان نقطة تحول جوهرية في فلسفة القسم، حيث أولت اهتمامًا خاصًا بربط الطلاب بسوق العمل، وتمكينهم من التعبير عن أفكارهم من خلال تجارب تطبيقية حقيقية، والتواصل مع مؤسسات الدولة، وهو ما مهّد الطريق أمام ظهور جيل جديد من المهندسين والمبرمجين القادرين على قيادة التحول الرقمي في مصر.

    أثبت قسم تكنولوجيا المعلومات بجامعة كفر الشيخ أن الجامعات ليست فقط مصانع للعلم، بل هي مصانع للعقول القادرة على صناعة المستقبل، عندما تُمنح الثقة والدعم، ويُفتح أمامها باب التفاعل الحقيقي مع قضايا الوطن.

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن