10 نصائح ذهبية لأي موظف " 1- 2 "

  •    بقلم : د . ياسر بهاء الدين

     

    "حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب" عبارة قالها الممثل أحمد حلمي في أحد أفلامه وكانت محورا أساسيا في سياق الدراما .. ولكن بعد التعمق في هذه الجملة فأكاد أجزم أنها تستحق كتبا وليس مقالا واحدا لتوضيح ما فيها من أُطر فكرية ومناهج علمية وتوجيهات نفسية لتطوير أي شخصية، فإذا كنت موظفاً وترى أن الوظيفة مسار غير مُحبب فهذا المقال لك!

     

    الكثير من الموظفين إما ناقمين على وضعهم الوظيفي لأسباب مختلفة مثل ضعف الراتب أو تأخير الترقية أو سوء بيئة العمل أو عدم التقدير أو غيرها وإما يعتقدون أن العمل الحر هو الحل لحياة أفضل وبالتالي يكون شعورهم تجاه وظائفهم أنها فترة مؤقتة ولكن هل فعلاً يسعون للعمل الحر بالجدية اللازمة؟

     

    مؤخراً كلما تعرضت لموقف يشتكي فيه أحد الموظفين من الفئة الأولى - والتي هي محور مقالي هذا - تكون نصيحتي المباشرة، والصادمة، لماذا لا تستقيل؟ فتكون الإجابة المنطقية بالطبع لا أستطيع بسبب المسئوليات وقلة الوظائف والحصول على الراتب الحالي أفضل من لا شيء فتكون النصيحة التالية "لماذا إذاً لا تبحث عن وظيفة أخرى؟" فتكون الإجابات الأكثر شيوعاً إما عدم وجود وقت أو قلة الفرص أو عدم وجود الوساطة أو بذلت كل ما أستطيع أو غيرها من الأعذار التي تعني عدم السعي لإحداث أي تغيير!

     

    ومن ثم تكون النصيحة التالية "لماذا لا تسعى لتطوير مهاراتك وعلاقاتك حتى تستحق الراتب الأعلى أو الترقية؟" فتكون الإجابات متمحورة حول قلة الوقت بعد يوم العمل المرهق والطويل بالإضافة إلى المسئوليات العائلية التي لا تنتهي والرغبة في الترويح عن النفس لشحن الطاقة لمواجهة تلك المنغصات العملية والأسرية اليومية أو غيرها من الأعذار التي تعني أيضاً عدم السعي لإحداث أي تغيير! فما هو الحل إذاً؟

     

    في وجهة نظري المتواضعة يوجد العديد من الاختيارات التي تؤدي إلى نتائج إيجابية ويمكن تحقيقها بأخذ النقاط التالية بعين الاعتبار والتي أثرت في مجريات حياتي الشخصية:

     

    ١- الشكوى فقط من الوضع الحالي لم تدفعني إلى القيام بأي فعل إيجابي، فالشكوى لا يتبعها إلا شكاوى أخرى مصحوبة بالاستسلام للوضع الحالي وانهزامية وتشاؤم مستمر.

     

    ٢- عندما كنت ألقي اللوم على الظروف والأشخاص والمدير والزملاء وكل ما يحيط بي كان دائماً ما يزداد الوضع سوءاً ولم تتغير النتائج إلا بعد أن انضممت بنفسي كأول سبب في قائمة المعوقات لتحقيق حياة أفضل.

     

    ٣- "قليلٌ مستمر خيرٌ من كثيرٍ منقطع" فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة تتبعها أخرى وليس قفزة فعندما أخذتني حماسة التغيير ووضعت خطة عمل قاسية، لم استطع الاستمرار طويلاً ولكن خطوات بسيطة مستمرة دائماً ما تأتي بنجاحات متتالية ومبهرة ومحفزة ومستدامة.

     

    ٤- "الصحبة الصالحة" ولا أقصد هنا فقط الابتعاد عمن ليسوا على نفس تردد قناة أهدافي من أصدقاء وزملاء عمل وجيران وغيرهم ولكن أيضاً الكتب التي أقرأها والصفحات التي أتابعها على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيوب وكل ما أتعرض له من حولي فكلما تعرضت لمن يدفعني للأمام سواء بالتحفيز أو التجهيز كلما حققت الكثير في وقت قليل.

     

    ٥- "العادات" والتي أعتبرها من أهم النقاط إن لم تكن أهمها فقدرتي على بناء عادات جيدة والتخلص من بعض عاداتي السيئة كان هو السبيل الأسرع للتوقف عن الشكوى وتحمل المسئولية والاستمرارية في تنفيذ ما تم التخطيط له وهنا تجدر الإشارة إلى إعطاء الأولوية - في وجهة نظر الكثير - إلى البدء بالتخلص من العادات السلبية قبل الشروع في بناء عادات جيدة حيث إنه غالباً ما يصحب التخلص من العادات السيئة استبدالها بعادات مفيدة وبالتالي يتضاعف التأثير.

     

     للحديث بقية ....



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن