فرصة كبيرة لأندية السعودية والإمارات وقطر والبحرين للاستفادة من التجارب العالمية

  • كشف تقرير حديث صادر عن شركة "آرثر دي ليتل" عن تحول جذري تشهده الأندية الرياضية في منطقة الخليج، يؤهلها لتولي زمام المبادرة في المرحلة المقبلة من الابتكار التجاري في قطاع الرياضة، الذي تقدر قيمته عالمياً بنحو 507.6 مليار دولار.

    وبحسب التقرير، سجلت إيرادات كرة القدم في الشرق الأوسط نمواً لافتاً بلغ 13.5%، متجاوزة بأكثر من الضعف معدل النمو في أوروبا الذي لم يتعد 5.3%، ما يعكس حجم الاستثمارات الضخمة التي تتدفق على المنطقة، إلى جانب التطوير السريع للبنية التحتية الرياضية.

    ورغم أن حقوق البث لا تزال تشكل نحو 50% من إيرادات الأندية الكبرى، إلا أن التقرير الذي حمل عنوان "أكثر من مجرد لعبة: تعظيم النجاح التجاري في القطاع الرياضي"، أشار إلى أن الأندية باتت تتجه نحو تنويع مصادر دخلها، مع ارتفاع الإيرادات التجارية لتصل إلى 48% من دخل أكبر 10 أندية في العالم. مما يشير إلى التحول الاستراتيجي نحو تحقيق النمو بالاعتماد على العلامة التجارية للنادي وتحقيق الإيرادات التجارية منها.

     

    وترى "آرثر دي ليتل" أن رؤوس الأموال الخاصة، والصناديق السيادية، والاستثمارات المؤسسية طويلة الأجل سرعت من مشهد التحول الرياضي وحفزت الابتكار التجاري كركيزة أساسية لتحقيق الاستدامة المالية.

    وقال الشريك ورئيس مركز الكفاءة العالمي لقطاعي الضيافة والسياحة في شركة "آرثر دي ليتل"، نيكولاس نحاس: "لم تعد زيادة الدخل تعتمد على مواكبة التغيرات فحسب، بل تشمل استشراف توجهات الجماهير والمستثمرين، وسيكون النجاح التجاري حليف تلك الأندية التي تتجاوز اعتمادها على مصادر الدخل التقليدية كالتذاكر وحقوق البث، لتبني هيكلية إيرادات متعددة الأبعاد بالاستفادة من تطلعات جماهير اليوم مع الاستعداد والتحضير لمتطلبات سوق الغد".

    أبرز الأرقام الواردة في التقرير:

    • قيمة قطاع الرياضة عالمياً: نحو 507.69 مليار دولار أمريكي.
    • حقوق البث: لا تزال تشكل 50% من إيرادات أندية الدوريات الكبرى.
    • الإيرادات التجارية: وصلت إلى 48% من دخل أكبر 10 أندية في العالم.
    • الرعاية: تمثل ما بين 70% إلى 80% من الإيرادات التجارية، لكنها لا تُستغل بالشكل الأمثل.
    • نمو إيرادات يوم المباراة: بمعدل سنوي مركب بلغ 11.9% بين 2022 و2024.

    حدد التقرير 12 مجالاً للنمو التجاري موزعة على ثلاث فئات لضمان نجاح الأندية الخليجية في مواصلة النمو وتحقيق الاستدامة المالية.

    وشدد التقرير على ضرورة تنظيم حزم الرعاية على مستوى الدوري ككل كوسيلة لتعظيم الفائدة من المخزون غير المستخدم.

    كما أشار التقرير إلى حقيقة عدم استغلال حقوق تسمية الاستادات في العديد من الأسواق بسبب محدودية الملكية، وهو العامل الذي يمكن معالجته في منطقة الخليج العربي حيث تتمتع الأندية في الغالب بسيطرة أكبر على بنيتها التحتية.

    كما أشار التقرير إلى نمو إيرادات "يوم المباراة" بمعدل سنوي مركب 11.9% من 2022 وحتى 2024، مدفوعاً في المقام الأول بمبيعات التذاكر، مع ظهور خدمات الضيافة الفاخرة والتسعير المرن وعروض الأطعمة والمشروبات المحسنة كمسرعات رئيسية للنمو.

    وقال الشريك في "آرثر دي ليتل"، سمير عمران، إن مصادر الدخل مثل خدمات الضيافة في يوم المباراة، ومنصات الجماهير الرقمية، وأكاديميات الشباب لم تعد هامشية، وأضحت جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية طويلة المدى لأي نادي رياضي يسعى للحفاظ على تنافسيته واستدامته المالية. كما تتمتع أندية المنطقة بالموارد وبعد النظر اللازمين للتحرك بشكل أسرع من المؤسسات الرياضية العريقة في أسواقها الأكثر نضجاً. وأضاف "حان أوان إعادة النظر في الخطط التجارية للأندية".

    أثبتت الأندية الرياضية الأوروبية مقدرة القرارات التجارية الاستراتيجية على تحقيق عوائد ملموسة، ففي إيطاليا، حققت أكاديمية "أتالانتا" للشباب أكثر من 100 مليون دولار من عائدات انتقالات اللاعبين، متجاوزة بذلك متوسط أندية الدوري الإيطالي بنسبة 245%، مما يثبت أن تنمية المواهب يمكن أن تكون محركاً رياضياً ومالياً في آن واحد.

    وفي ألمانيا، نجح نادي "آر بي لايبزيغ" في تحقيق معدل إشغال للملاعب بنسبة 96%، بفضل تجربة يوم المباراة التي أعيد تصميمها لتجمع بين التسعير المرن وخدمات الضيافة الفاخرة، والتصميم متعدد الاستخدامات للملعب مما يجعله خياراً مناسباً لاستضافة فعاليات أخرى بخلاف كرة القدم.

     

    كرة القدم (تعبيرية- آيستوك)

    كما اعتمد نادي "ريال سوسيداد" في إسبانيا، على التفاعل الرقمي، حيث يستخدم 70% من مشجعيه تطبيق "ريالزالي"، مما ساهم في زيادة إيرادات التجارة الإلكترونية بمعدل 85%.

    وترى "آرثر دي ليتل" أنه بالنظر إلى الوضع الراهن في أسواق الخليج، فإنها تمتلك الآن فرصة سانحة للاستفادة من هذه التجارب، في ظل توسع الأندية في تحقيق مصادر جديدة للإيرادات؛ كالعضوية الرقمية ومناطق المشجعين والرياضات الإلكترونية والمواقع متعددة الاستخدامات، التي أصبحت جميعها أدوات استراتيجية لإضفاء طابع مميز على تجربة المشجعين وتحقيق إيرادات إضافية.

    وبفضل هياكل الملكية طويلة الأمد، والقاعدة الجماهيرية المتزايدة عالمياً، مع امتلاكها لبعض من أحدث المرافق الرياضية في العالم، تتمتع أندية السعودية والإمارات وقطر والبحرين بمكانة مميزة تسمح لها بتطبيق هذه الأساليب والتوسع فيها على النطاق المحلي، بحسب التقرير.

    هذا ويكتسب تنويع الإيرادات في المنطقة زخماً متزايداً من خلال الاستثمار في الرياضات الإلكترونية والتفاعل الرقمي مع المشجعين وأنماط الضيافة المرنة ودمج مفاهيم الصحة ومواقع العمل المشترك في تصميم الملاعب والاستادات.

     

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن