لقد أصبحت منصة تيك توك اليوم أكثر من مجرد منصة إبداعية، حيث انها تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الاقتصاد الرقمي ودعم ريادة الأعمال في مصر، عبر ربط المجتمعات من خلال المحتوى الأصيل والهادف. تتمكن المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال المنصة من تحويل الإبداع إلى فرص تجارية مستدامة، وهو ما يؤكد ظهور جيل جديد من رواد الأعمال المصريين يعتمد بشكل رئيسي على تيك توك في استعراض منتجاته وخدماته، والتواصل بصورة مباشرة مع جمهوره.
وفي هذا الإطار نظّمت المنصة فعالية "تيك توك لريادة الأعمال" يوم 26 أكتوبر في القاهرة بمشاركة مجموعة من رواد الأعمال وأصحاب المشروعات الصغيرة و المتوسطة الذين تبادلوا تجاربهم الناجحة، وسلطوا الضوء على مساهمة تيك توك في خلق فرص اقتصادية حقيقية في مختلف أنحاء مصر.
ويمكن التعرف على هذا التحول الكبير للمنصة نحو الاقتصاد الإبداعي من خلال رواد الأعمال المشاركين في هذه الفعالية، حيث أظهر الجيل الجديد من رواد الأعمال المصريين أن الإبداع يمكن أن يتحول لنتائج اقتصادية حقيقية وقابلة للقياس في قطاعات متعددة تشمل الأزياء، والعطور، والأطعمة، والتصميم. فمن خلال منصة تيك توك، تمكن العديد من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمصممين المستقلين من تحويل قصصهم وتجاربهم إلى نجاحات ملموسة تدعمها مجتمعات نشطة داخل المنصة.
وأكدت كندا إبراهيم، المدير العام الإقليمي لشؤون العمليات والتسويق لدى منصة تيك توك في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب ووسط آسيا، أن المنصة أصبحت اليوم عنصرًا أساسيًا في تمكين رواد الأعمال بمصر، حيث قالت: "نجحت تيك توك خلال فترة وجيزة في التحوّل من مساحة للإبداع إلى أداة فعّالة لتمكين النمو الاقتصادي في السوق المحلي. فمن خلال الإبداع وقصص النجاح الملهمة، تمكّن تيك توك المشروعات الصغيرة والمتوسطة من بناء حضور قوي، والوصول إلى مجتمعاتهم، وتحقيق تأثير مستدام."
تروي ندى، مؤسسة علامة Euphoria Denims، تجربتها قائلة إن اعتمادها الكامل على التفاعل المباشر عبر تيك توك مكّنها من تحقيق مبيعات تجاوزت مليون جنيه في شهر واحد فقط، مضيفة: "تقوم استراتيجيتي بالكامل على التسويق المباشر. فالنمو الحقيقي يبدأ عندما يتحدث الناس على تيك توك عن علامتي التجارية." وفي السياق نفسه، تؤكد سلمى، مؤسسة Nuit Fragrances، أن السرد القصصي كان مفتاح نجاحها، إذ استخدمت مقاطع مؤثرة تصل مباشرة للجمهور وتحفّز الثقة في علامتها، وتوضح أن "العديد من العملاء يشترون عطوري فقط بسبب الطريقة التي اتفاعل معهم بها على تيك توك."
أما المصممة المستقلة مريم محمود، مؤسسة علامة XHBT، فكانت قد بدأت رحلتها المهنية بالفعل، وجاء تيك توك ليمنحها فرصة للتوسع والوصول إلى جمهورها المستهدف. من خلال مشاركة مراحل عملها وتصميماتها، ساعدها تفاعل المتابعين وملاحظاتهم على تحويل شغفها إلى مشروع مستدام. وتقول: "مجتمع تيك توك يمنحني الدافع للاستمرار، فملاحظاتهم شكلت توجهاتي التصميمية وصقلت هويتي كرائدة أعمال."
ويشاركهم مصطفى، المدير التسويقي و أحد مؤسسين مطعم KAK Squad، تجربته في تحويل مطعمه من وجهة محلية بسيطة إلى علامة تجارية يقودها المجتمع. فمن خلال الفكاهة والشفافية والسرد المتواصل، وصل للجمهور وبنى مجتمع يدعم العلامة داخل المنصة وخارجها، مؤكدًا أن "القصص وليس الإعلانات، كان سر نجاحنا، فقد حوّل تيك توك مطعمنا إلى مجتمع من المحبين، حيث إن ما يقارب ثلثي مبيعاتنا الناتجة عن وسائل التواصل الاجتماعي تأتي من تيك توك وحدها."
كما نجحت ميار شريف، مؤسسة علامة Bakelyn، في الاستفادة من المنصة لتقديم عالم المخبوزات الحرفية بطريقة مبتكرة. فشغفها بالخبز مستلهم من جدتها، لتخلق مشروعًا مزدهرًا، وتشير إلى أنها ابتكرت أول خبز لامع بحجم الميني في العالم لتؤكد أن الألوان المبهجة ليست حكرًا على الحلويات. ومن خلال مقاطع فيديو عن يومياتها مليئة بالتفاصيل الإبداعية، تقدم Bakelyn مجموعة متنوعة تشمل الميني بيتزا والسندويتشات والميني كرواسون بالإضافة لقائمة أخرى بحجم الميني بخيارات من القمح الكامل الغني بالألياف دون التخلي عن المذاق الرائع، وتقول ميار: "ساعدني تيك توك على تحويل شغفي بالخبز إلى عمل تجاري ناجح، وربطني بأشخاص يقدرون الجودة والإبداع."
وتجسد هذه القصص وغيرها تحولاً واسعًا في الاقتصاد الإبداعي المصري، حيث يقود السرد القصصي والمحتوى الرقمي المبتكر موجة جديدة من ريادة الأعمال القائمة على العلاقات المباشرة مع المجتمع. ويؤكد هذا التوجّه أن الإبداع على منصة تيك توك أصبح اليوم طريقًا لتحقيق النمو الحقيقي، إذ يستخدم العديد من رواد الأعمال المصريين المنصة لتوسيع نطاق أعمالهم وزيادة تفاعلهم المباشر مع جمهورهم في مجالات متنوعة تشمل الأزياء والمطاعم العائلية والمشروعات الصغيرة والمصممين المستقلين. ويعتمد هذا النجاح على التفاعل المجتمعي المباشر الذي يتيح لرواد الأعمال مشاركة قصص حقيقية وبناء روابط ثقة قوية بين علاماتهم التجارية والمستهلكين، ما يؤدي إلى تحقيق نتائج ملموسة وقابلة للقياس.
وقد أثبت تأثير تيك توك الاقتصادي قدرته على تحقيق نتائج واضحة وقابلة للقياس. فبحسب دراسة قامت بها تيك توك في 2025، شكّلت حملة Trident في مصر نموذجًا متميزًا للقوة التسويقية للمنصة، إذ حققت أكثر من 70 مليون مشاهدة للفيديوهات بنسبة زيادة بلغت 40% فوق المعدلات المعتادة، وألهمت صنّاع المحتوى لإنتاج أكثر من 12 ألف فيديو جديد. كما أدت الحملة إلى زيادة استثنائية بنسبة 2,377% في عمليات البحث عن كلمة "Trident" على تيك توك، وهو ما يؤكد قدرة المنصة على تعزيز اكتشاف العلامات التجارية وتعميق التفاعل معها داخل المجتمع الرقمي.
ومع تسارع نمو منظومة ريادة الأعمال في مصر بما ينسجم مع رؤية مصر 2030 التي تهدف إلى تمكين المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز الاقتصاد الرقمي، يبرز دور تيك توك كمنصة رئيسية لتحفيز الابتكار وتحويل الترفيه إلى أداة فعالة للتمكين الاقتصادي. وتواصل المنصة تمكين المبدعين وأصحاب المشروعات من الوصول إلى جماهير جديدة وتوسيع فرص أعمالهم، بما يسهم في دعم الاقتصاد الرقمي القائم على الإبداع وريادة الأعمال كمحرّكين أساسيين للنمو المستدام.
واختُتمت الفعالية بتسليط الضوء على التزام تيك توك المستمر بدعم الاقتصاد الإبداعي في مصر، حيث تحتفي المنصة برواد الأعمال المصريين الذين يعرّفون النجاح من جديد من خلال الإبداع والتعاون المجتمعي. ويتماشى هذا التوجّه مع ما ورد في تقرير الاتجاهات “What’s Next 2025” الذي يسلّط الضوء على مفهوم “اندماج العلامة التجارية” كنقطة التقاء بين الإبداع والمجتمع والتجارة، ومسار أساسي لتطوّر ونمو العلامات في المستقبل.








