كتب : محمد عصام
شهدت شركات مثل «أوبن إيه آي» و«إنفيديا» قفزات هائلة في قيمتها السوقية، لكن وراء هذا الصعود السريع يكمن نموذج اقتصادي غير تقليدي، حيث يسهم عمالقة التكنولوجيا في استثمارات متبادلة مع الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يخلق دورة اقتصادية مغلقة.
وفقاً لتقرير صحيفة «لوموند» الفرنسية، يشتري الجميع من الجميع في هذه العلاقات المعقدة، وتدور الأموال بين الشركات دون وجود عميل نهائي. فهل هذه العلاقات علامة على ازدهار اقتصادي مستدام أم فقاعة قد تنفجر قريباً؟.
في قلب هذه الثورة التكنولوجية يبرز اسم جينسن هوانغ، المدير التنفيذي لـ«إنفيديا»، وسام ألتمان، المدير التنفيذي لـ«أوبن إيه آي»، حيث تهيمن «إنفيديا» على سوق الرقائق الرسومية التي تُعد العمود الفقري للذكاء الاصطناعي، وتُقدر قيمتها السوقية حالياً بـ4,4 تريليون دولار.
أما «أوبن إيه آي»، التي يقودها ألتمان، فتم تقييمها بـ500 مليار دولار رغم أن إيراداتها السنوية لا تتجاوز 13 مليار دولار.
ويعود هذا التقييم الضخم إلى الطلب المتزايد على القوة الحسابية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، التي تُزوَّد أساساً من «إنفيديا».
ومع مرور الوقت، أصبح هناك تعاون وثيق بين الشركتين؛ «إنفيديا» تمد «أوبن إيه آي» بالرقائق، بينما تعيد الأخيرة ضخ الأموال في «إنفيديا» لشراء المزيد من الرقائق المتطورة.
وأعلنت «إنفيديا» في 22 سبتمبر 2025 عن استثمار ضخم بقيمة 100 مليار دولار في «أوبن إيه آي» لدعم تطوير الخوادم التي تستخدم رقائق «إنفيديا» الجديدة التي يُتوقع أن تكون أكثر قوة بمقدار الضعف مقارنة بالجيل الحالي.
لكن «إنفيديا» ليست اللاعب الوحيد في هذه الدائرة المغلقة؛ بعد اتفاقه مع «إنفيديا»، لجأ ألتمان إلى «إيه إم دي»، منافس «إنفيديا» في صناعة الرقائق، لتوقيع عقد شراكة يمنح «أوبن إيه آي» حصة تصل إلى 10% في الشركة، ما يعادل 40 مليار دولار من قيمتها السوقية الحالية.
وأصبح هذا النوع من الاتفاقات شائعاً بين شركات الذكاء الاصطناعي مثل «أنثروبيك» و«xAI» و«ميسترال إيه آي»، التي تميل إلى إبرام صفقات مماثلة مع موردي الرقائق وعمالقة السحابة مثل «أمازون» و«غوغل»، ما يضمن استمرارية دورة الاستثمارات.
تعد الحاجة إلى البنية التحتية السحابية إحدى السمات البارزة لهذا الاقتصاد الدائري، على سبيل المثال، تخطط «أوبن إيه آي» لدفع 300 مليار دولار على مدار خمس سنوات لاستئجار خوادم من شركة «أوراكل»، ما يعزز من استمرارية حركة الأموال بين الشركات.
وأحد الأمثلة على هذا هو شركة «كورويف»، التي تحولت من شركة متخصصة في العملات الرقمية إلى مزود خدمات سحابية، وتم إدراجها مؤخراً في البورصة بقيمة 60 مليار دولار.








