بقلم المهندس / أحمد مشهور
خبير تكنولوجيا المعلومات
الخطر لا يعيش في نظام السحابة، بل خلف لوحة المفاتيح!
لم تعد الحوسبة السحابية رفاهية تقنية، وتظل المؤسسات تتسابق في استخدامها، بل أصبحت العمود الفقري للتحول الرقمي في المؤسسات حول العالم، من تخزين الصور والمعلومات الشخصية إلى تشغيل أنظمة الشركات العملاقة.
لقد أصبحت بياناتنا جميعًا موجودة في فضاء كبير لا نراه وقد لا نعلم مكانه. لكن يظل سؤالي المُلح: هل هذا الفضاء آمن فعلاً؟
الحقيقة أن الأمان في السحابة ليس وعدًا مطلقًا بالخصوصية ومؤكدًا بالأمان بل هو معادلة بين التقنية الحديثة والسلوك البشري، فشركات التكنولوجيا الكبرى مثل آي بي إم وأمازون ومايكروسوفت وجوجل قد تستثمر مليارات الدولارات في عمليات التشفير والمراقبة والحماية لتجعل خوادمها وأجهزتها أكثر أمانًا من الشركات المتوسطة أو الصغيرة.
ومع ذلك يبقى العنصر البشري هو الحلقة الأضعف في هذا النظام، فكلمة مرور ساذجة أو رابط يُفتح دون تفكير قد تهوي بأكبر أنظمة الأمان. فالمشكلة حينها ليست في نظام السحابة نفسه ولا في مُقدم الخدمة، بل في من يستخدمها دون وعي أو تدريب كافٍ.
الحوسبة السحابية في رأيي آمنة بقدر وعي مستخدميها مع الأخذ في الاعتبار أننا لا يمكننا أن نمنع الهجمات تمامًا بكبسة زِر، ولكن يمكننا دائمًا تقليلها والحدُّ منها بالتثقيف المستمر والتوعية والممارسات الصحيحة والرقابة أو ما نُسمّيه بالتدقيق الأمني المُستمر والامتثال الأمني وفقًا لمعيار الامتثال الأمني المناسب أو الملائم بناءً على نوع البيانات.
مفهوم الأمان ففي العصر الحديث لم يعد مجرد جدار تقني ناري، بل ثقافة رقمية يجب أن نزرعها في عقول كل المستخدمين قبل أن نرفع أو نتعامل أو نُحمّل أي ملف أو بيانات من وإلى نظام السحابة.








