كيف تكون فاشلاً

  •    بقلم : د . ياسر بهاء

    هل لديك أدنى شك أن الهدم أسهل وأسرع من البناء؟ بالطبع لا .. فإن ما يمكن بناؤه في شهور وسنوات يمكن هدمه في ثوان سواء كان مادياً ملموساً كناطحة سحاب أو معنوياً كالثقة في شخص ما. وبالتالي ما أصعب أن تتصف بصفات الناجحين بالرغم من أن تلك الصعوبة تصحبها إنجازات ونجاحات تفوق بمراحل ما يتكبده الناجحون من مصاعب ومجهود وانتقاد وخسائر وغيرها.

    سأقوم فيما يلي بعرض بعض النصائح – إذا صح لنا أن نطلق عليها نصائح – والتي تساهم بشكل مباشر في الفشل والبعد تماماً عن تحقيق أي نجاح يُذكر:

    استمر فيما تفعله دون أي تجديد واجعل دائماً يومك مثل أمسك خاصة إن كان الأمس مثل أول أمس مثل كل أيامك العادية السابقة.

    لا تضع لك أهدافاً في أي مجال من مجالات الحياة فالأهداف تحتاج تفكيرا ومجهودا والتزاما وأيضاً هي فقط لمن أراد النجاح وأنت لا ترغب أن تكون منهم.

    من الرائع أن تقوم بما يجب عليك عمله فقط عندما يحين وقته فلا يوجد داع للتخطيط المسبق ولا تحديد أولويات لما تقوم به فما أجمل ألا تشغل بالك أو ترهق ذهنك بمثل هذه الخزعبلات التي يتشدق بها هؤلاء الناجحون.

    لا تتوقف عن الشكوى من كل ما أنت مستاء منه حتى تشعر دائماً بأنك غير مسئول عما أنت فيه وستتفوق في الفشل إذا ما تخطت الشكوى ذلك ووصلت إلى التشكيك حتى فيما يبدو جيدا فمن المؤكد أن هناك شيئا سيئا وراء كل ما هو جيد.

    لا تستمع أبداً لأي أحاديث إيجابية أو فيديوهات تحفيزية فهي تهدر وقتك الثمين وكلها كلام أناس من عالم آخر قد حققوا نجاحات بالصدفة والحظ ويخدعون الناس بكلام معسول وكأنهم هم من أوتوا العلم دون غيرهم.

    كن على يقين بأن القناعة كنزٌ لا يفنى بمعناها المحدود وهي أن ترضى بكل ما أنت فيه وأنت تتقبل كل ما يحدث لك وتناسى دائماً قدرتك على تغيير ما أنت عليه وأيضاً لا تنس أن تشتكي دائماً من حظك العاثر.

    حاول دائماً إرضاء كل من حولك بشتى الطرق ومهما كلفك ذلك.

    كن دائم الانتقاد لكل ما حولك فلا يوجد شيء جيد في هذه الدنيا فإن هناك من كُتِب لهم الثراء وهناك من كٌتِب عليهم الشقاء.

    لا تسع أبداً لاكتساب مهارات جديدة فما تمتلكه يكفيك فأنت كما اتفقنا قانع بما أنت عليه فلماذا التعب والإرهاق؟

    كن مثالاً يُحتذى به في عدم الالتزام بأي شيء ولتذهب إلى عملك متأخراً وغادر مبكراً إن أمكن وتحايل على نظام الحضور كلما أُتيحت لك الفرصة للحصول على قدر أكبر من الراحة بعيداً عن العمل ولا تنس قضاء أطول وقت ممكن في الأحاديث مع الزملاء وتناول المشروبات والأطعمة ولا تنجز في يومك إلا أقل القليل.

    لا تجعل الارتقاء في السلم الوظيفي أحد أهدافك فإنها تأتي بمسئوليات وأعباء لا طاقة لك بها فما أجمل أن تعيش حياتك وفقاً لما أنت معتاد عليه دون تغيير.

    لا تقم بالتركيز على مهمة واحدة في نفس الوقت بل كن على استعداد دائماً أن تكون متعدد المهام وشتت تركيزك بين المهام المختلفة في نفس الوقت فليس المهم جودة النتائج ولكن المهم أن تظهر بمظهر المشغول دائماً فأن تكون مشغولا أفضل ألف مرة من أن تكون منتجاً.

    قل نعم لأي شيء وأي شخص ولا ترفض لأحد طلبا حتى وإن كان على حساب المهام الموكلة إليك.

    لا تهتم بقياس ما تقوم به فالأهم أن تستغل وقتك في إنجاز ما لديك من مهام فلا يوجد داع للتأكد من أنك في الطريق الصحيح وستعلم عند حدوث الخطأ أنك تحتاج إلى التعديل، فلم الاستعجال؟

    لا يوجد داع أن تبدأ أي مهمة والنتيجة في ذهنك حيث إن المهم أن تبدأ وما ستصل إليه أياً كان .. كُن عنه راضياً حتى لو كانت النتيجة مختلفة تماماً عما كنت تسعى إليه.

    حافظ على وظيفتك ولا تسعى للحصول على مصدر دخل آخر أو حتى وظيفة أفضل فما تعرفه خير مما لا تعرفه.

    الأهم هو النتائج قصيرة المدى وما ستحصل عليه الآن حيث إنه من غير المعقول أن تسعى لشيء يحتاج سنوات من الجهد والتخطيط وكما يقال "إحييني النهاردة وموتني بكرة".

    عليك أن تسعى فقط وراء السهل البسيط واترك الصعب لمن يعتقد أنه لابد أن يكون له أثر في الحياة ورسالة يحيا من أجلها، ومثل هذه الشعارات الزائفة.

    تجنب المحاولات الكثيرة والعمل أكثر من اللازم وعليك أن تتبع قاعدة "العمل الكثير يؤدي إلى أخطاء كثيرة بينما العمل القليل يؤدي إلى أخطاء قليلة" فقط قم بما تعرفه وكفى.

    كن على يقين بأن من يستطيعون تغيير العالم هم أناس غير عاديين ولديهم قدرات خارقة يصعب علينا الحصول عليها وبالتالي لا تزعج نفسك بالسعي إلى القمة وكن مع الغالبية العظمي من البشر العاديين.

    هذه بعض النصائح التي إن اتبعتها بدقة لن ترهق نفسك ولن تشغل بالك بما يفعله الآخرون ولن تشعر بالغيرة تجاه من سبقوك في أي مجال من مجالات الحياة وكن على يقين أن الحظ فقط هو ما يجعل الناجح في القمة وأنت في القاع



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن