معرض " Cairo ICT " ..وسرعة الرقمنة

  •        نبضات

    بقلم " خالد حسن

    تأتى الدورة السادسة والعشرين لمعرض ومؤتمر "  2022Cairo ICT   فى ظروف ، أري أنها رغم ما تحمله من تحديات كبيرة فى ظل ظروف اقصادية صعية الا أنها فى نفس الوقت تتيح فرصة ربما تكون  أفضل بكثير من الدورات الماضية فى ظل تنبى الحكومة المصرية لمفهوم التحول الرقمي بدعم كبير من اعلى القيادات السياسية ممثله فى الرئيس عبد الفتاح السيسيى الذى وضع المعرض تحت رعايته خلال 7 دورات ماضية مع رعايته ايضا هذا العام للدورة الاولى لمؤتمر مينى تيك " ManuTech" والتى تقام بالتزامن مع المعرض .

    حيث يعد المعرض هو المرآة التى تكشف حجم الانجازات التى تمت على مدار عام فى تطبيق التحول الرقمي وتكشف ايضا عن ثمرة التوظيف الايجابي للحلول التكنولوجية فى مختلف قطاعات الدولة فى مجال رقمنة خدماتها التى تقدمها للمواطنيين والشركات كما يسلط المعرض الضوء على  مدي اهتمامنا بزيادة القاعدة المحلية من الكوادر البشرية التى تم تأهيلها فى احدث التخصصات بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتركيز على كيفية دعم الابداع والابتكار لأصحاب الأفكار والشركات الناشئه والشركات الصغيرة والمتوسطة . 

    كذلك مع استمرار صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في النمو والتطور، يبرز " كايرو آى سى تى"  كأهم حدث سنوي متجدد ومتفاعل مع الابتكارات الجديدة كما يقدم تجربة عرض غير معتادة تستوعب أحدث التقنيات الجديدة ويعمل على ربط أطراف الصناعة وتمكين العارضين من النمو في مصر والمنطقة عبر تطوير شراكات تجارية وإيصال منتجاتهم لأكثر من مليون زائر اهتموا بالمعرض خلال دوراته الماضية.

    ولاستيضاح الصورة يجب ان نشير الى انه وفقا للتقارير مؤسسة "جارتنر" للأبحاث العالمية ، ورغم التحديات الاقتصادية الحالية، فانه  إجمالي الإنفاق العالمى على تكنولوجيا المعلومات وصل 4.5 تريليون دولار خلال عام 2022  بزيادة 5.5 % عن 2021 ، حيث شمل الإنفاق على أجهزة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبرمجيات وخدمات تقنية المعلومات ومراكز البيانات وخدمات الاتصالات الخلوية والثابتة والإنترنت وبالنسبة لحجم الانفاق التكنولوحي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تجاوز 220 مليار دولار  وبالتالى في ظلّ التحديات التي تركتها جائحة ، كوفيد _19 " على مدار السنتين الأخيرتين أُطلقت عدّة حلول رقمية مع تحوّل المؤسسات والشركات إلى الرقمنة إلى جانب تنفيذ المبادرات التي تعزز الابتكارات لتسهيل الخدمات الرقمية وتحسين تجربة العملاء لانجاز الأعمال بمرونة وسرعة فائقة. على الخط نفسه، من المتوقع ارتفاع الإنفاق الحكومي على تقنية المعلومات في مختلف القطاعات باستثناء قطاعي الخدمات الداخلية وخدمات الاتصالات. ويتوقع أن تستأثر البرمجيات بالحصة الأكبر من النمو في العام 2022 مقارنة بالقطاعات الأخرى، لتواصل بذلك توجهها التصاعدي منذ العام 2021.

    ومن المتوقع ان يتزايد الطل العالمى على التكولوجيا خلال عام 2023 خاصة مع تراجع حالة عدم اليقين وتزايد الاعتماد على مفهوم العمل عن بعد والتعليم الالكتروني  ضاعفت الشركات استثماراتها في تكنولوجيا المعلومات لأنها تتوقع نمو الإيرادات ناهيك عن كونها كانت الوسيلة الاكثر امانا للتباعد الاجتماعي لاسيما مع انتشار فيروس " كورونا " .

    وفى أعتقادى أن مثل هذه المؤشرات تدلل بقوة على الفرص المتنوعة التى مازالت تذخر بها منطقة الشرق الاوسط فى جميع القطاعات وبصفة خاصة قطاع تكنولوجبا والاتصالات ، والذى اتحفظ فى مقولة البعض انه سيواجه مشاكل وأزمات اقتصادية كبيرة  ربما تصبه بالشلل التام ، إلا أنه من الضرورى مراعاة العامل النفسى الذى يؤثر بالسلب الان على بيئة ومناخ الحياة الاقتصادية ، اذ علينا استغلال ما لدينا من مقومات تكنولوجية وامكانيات تقنية لتحقيق قفزات نوعية وكمية نحو مستقبل أفضل وتنمية شاملة .

    وإذا كات الغاليية العظمى  تتفق على أن معرض " Cairo ICT " بات أكبر تجمع للعاملين في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات ليس في مصر فقط بل وفى منطقة شمال افريقيا ودول الشام ، ومنصة مهمة توفر لنا فرصاً ممتازة للتفاعل مع العملاء وبناء وتعزيز العلاقات أكثر مع العملاء الحاليين وغيرهم من شركاء الأعمال الجدد أيضاً فان علينا أن نتساءل كيف يمكن أن يتحول المعرض الى الاقليمية ليكون معرض افريقيا للتكنولوجيا ،فى نقله استراتيجية للمعرض، وان يمثل المعرض فرص لكثير من شركات التكنولوجيا والاتصالات الافريقية لتبادل وجهات النظر والخبرات حول أكثر قضايا هذا القطاع أهمية وإلحاحاً والتنمية التكنولوجية المشتركة والقاء الضوء على أحدث التطورات التقنية واتجاهات السوق في القارة والفرص المتاحة للتطور والتوسع فيها . 

    فى تصورى أن المعرض ، وما يتزامن معه من 7 معارض اخرى و مؤتمر ، سيكون له دور ايجابى  في تقديم الحلول التكنولوجية التى تتناسب مع عملية التحول الرقمي لجميع القطاعات الاقتصادية فى مصر و منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اذ بحلول عام 2023 اكدت مؤسسة " IDC " ان حجم الانفاق على عمليات التحول الرقمي بالمنطقة سيترتفع بنحو 38 مليار دولار ، وتعد مصر هي رابع أكبر دولة إنفاقا على تكنولوجيا المعلومات في المنطقة، بعد الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، كما تعد مصر الأسرع نمواً في المنطقة بنسبة 6٪.".

     

    ولعله نتفق انه ليس من المتوقع أن يحمل " كايرو اى سى تى " عصا سحرية لكل التحديات التى تواجه قطاع " CIT " ولكن على الاقل يؤكد رسالة اننا نمتلك صناعة للتكنولوجيا ولدينا فرص على الجميع  " بالشراكة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص " وتعزيزالتعاون والتنسيق الامثل لاستغلالها  لاسيما واننا فى حاجة ماسة الأن لمعرفة المعلومات الصحيحة التى تساعدنا على اتخاذ قرارات سليمة بعيدا عن مفهوم المجازفة والمخاطرة غير المحسوبة ، حيث يمكننا مضاعفة سرعة التحرك نحو اقتصاد المعرفة .

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن