الجامعات التكنولوجية … وتأهيل موادرنا البشرية .

  • بقلم / خالد حسن

     

    لعله اصبح من المسلمات أن من أهم مقومات النهضة التكنولوجيا لبلادنا هو الاهتمام بإعداد وتأهيل الكوادر البشرية المحلية بما يتناسب مع احتياجاتنا الحالية والمستقبلية لاسيما وان الاستثمار فى العقول هو استثمار فى القيمة المضافة أو هو استثمار المستقبل كما يطلقون علية فى الدول المتقدمة .

     

    ومؤخرا وافق الرئيس عبد القتاح السيسى على إنشاء 8 جامعات تكنولوجية جديدة موزعة على مناطق الجمهورية، موجها بسرعة البدء فى إنشاء 3 جامعات تكنولوجية كمرحلة أولى، وهى جامعات القاهرة الجديدة، وقويسنا، وبنى سويف، وسيتم استكمال المشروع خلال الفترة المقبلة فى تخصصات عدة، منها التشييد والصيانة ومواد البناء، والعلوم الصحية والتطبيقية، والمصايد واستزراع الأسماك، والترميم، والكهرباء والطاقة، والفندقة والخدمات السياحية، والصناعات الإلكترونية والمعدنية، والجلود، وإنتاج الورق والطباعة، والسيارات والشاحنات.

     

    وسيكون خريج الجامعات التكنولوجية مسماه الوظيفى "تكنولوجى" على حسب تخصصه سواء تكنولوجى كهرباء أو ميكانيكا أو غيره من التخصصات، مؤكدا أهمية الاهتمام بالتعليم الفنى وما يُقدمه للدولة، خاصة فى التخصصات التى تحتاجها الدولة وستعمل هذه النوعية من الجامعات على تاهيل وتقدم الخريج الذى يحتاجه السوق بالفعل .

     

    ورغم ان الحديث عن الجامعات التكنولوجية ليس بجديد وتم فتح هذا الملف منذ عام 2002 ، فى عهد حكومة الدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء وتم إنشاء لجنة تتولى دراسة إقامة أول جامعة للتكنولوجيا التطبيقية بمحافظة الإسكندرية بمشاركة القطاع الخاص ومساهمات رجال الأعمال ، الا للاسف ظل الموضوع حبيس الادارج حتى عام 2018 مع قناعة القيادة السياسية الحالية أنه لابد من التوسع فى هذه الجامعات التكنولوجية بشكل أكبر من الجامعات التقليدية التى تخرج تخصصات لا يحتاجها السوق، اذ ان مثل هذه الجامعات الجديدة تحل أزمة أخرى فى بحث المصريين عن شهادة عليا "بكالوريوس" وهو ما افتقده طلاب المعاهد العليا والكليات التكنولوجية الحالية .

     

    ونحن بدورنا نرى أن هذه الخطوة مهمة جدا نظرا لطبيعة المجالات التى ستعمل من خلالها الجامعة فكلنا نعمل مدى احتياج الأسواق المحلية للعنصر البشرية المدربة والمؤهلة فى مجالى التكنولوجيا والإدارة ولكن المهم ألا تتوسع الجامعة الجديدة فيما بعد " جريا وراء الربح " لادخار علوم جديدة نعانى من حالة تشبع منها فى السوق المحلى !

     

    كذلك نتصور أن هناك بعض المعايير التى يجب التركيز عليها عند إنشاء مثل هذه الجامعات الجديدة للتكنولوجيا أولها هو ضرورة أن يكون لهذه الجامعة خط واضح فى نقل التكنولوجيا الحديثة والمتطورة ومساعدة طلابها على متابعة احدث التطورات فى هذا المجال وذلك من أما عن طريق الاعتماد على الإنترنت أو البعثات أو استقدام الخبراء مع فتح قنوات اتصال مع كافة الشركات العالمية والمحلية العاملة فى مجال التكنولوجيا بشكل عام .

     

    كما انه من الضرورى أن تضع هذه الجامعة فى اعتبارها احتياجات السوق المصرى من الموارد البشرية للسنوات القادمة والمستقبل المتوسط والبعيد بعيدا عن التركيز على الأنماط التقليدية فى التعليم أيضا من المهم ألا تركز تلك الجامعة على عنصر تحقيق الربح بشكل أساسى وبالتالى يهون عليها اى شئ وتكون بابا خلفيا لمن لدية الأموال فقط بل يجب أن تكون هناك معايير جادة للالتحاق بتلك الجامعة حتى يمكن لخريجها أن يكون لهم قيمة مضافة عالية فى الأسواق المحلية والعالمية .

     

    اعتقد أيضا أن إقامة مثل هذه الجامعات يمكنها أن تلعب دورا أساسيا لتلبية متطلبات منطقة الشرق الأوسط فى مجالى الإدارة والتكنولوجيا والعمالة الفنية والتقنية وسد حاجة المؤسسات الإقليمية من تلك النوعية من الكوادر بدلا من الاعتماد على الأسواق الخارجية وتحمل مبالغ مالية باهظة التكاليف نريد أيضا من الجامعة الجديدة أن تحاول الاستفادة من الجانب التطبيقى لطلابها إذ ليس المهم أن يحصل الطالب على أعلى التقديرات فى الاختبارات النظرية والورقية وإنما المهم أن يكون لديه الخبرة العملية من خلال الدورات التدريبية التى يحصل عليها أثناء فترة الدراسة فالجانب العملى سيكون له دوره فى ثقل خبرات طلاب الجامعة بشكل أسرع واسهل .

     

    فى النهاية نأمل أن يتحقق هذا المشروع لاقامة جامعة متخصصة للتكنولوجيا التطبيقية   والإلكترونيات وان تمثل إضافة حقيقية للعديد من الكليات والمعاهد التعليمية الموجود حاليا والتى تركز على مجال إعداد الكوادر البشرية المحلية وإلا تكون مجرد جامعة ..! 

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن