تهدف خطة مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لميتا إلى جعل الشركة رائدة في سوق الذكاء الاصطناعي، ويرغب المستثمرون في معرفة كيف ستؤثر سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية، التي تفرض رسومًا جمركية باهظة، على هذه الاستراتيجية.
قد تبدأ هذه الإجابات بالظهور في وقت قريب، ربما هذا الأسبوع، حيث تتصدر استراتيجية ميتا للذكاء الاصطناعي المشهد عندما تستضيف الشركة يوم الثلاثاء أول مؤتمر لها تحت العلامة التجارية لنماذجها للذكاء الاصطناعي "Llama" لمطوري الذكاء الاصطناعي.
بدأت شركات التكنولوجيا بالفعل بالحديث عن التأثير المحتمل الذي تستعد له نتيجة رسوم ترامب الجمركية الجديدة، بحسب تقرير لشبكة "CNBC"، اطلعت عليه "العربية Business".
توقعات المحللين
في الوقت الحالي، يتوقع المحللون أن تحافظ "ميتا" على خطتها لإنفاق ما يصل إلى 65 مليار دولار من النفقات الرأسمالية على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي هذا العام عند إعلان أرباحها يوم الأربعاء. ويعتقد بعض المحللين أن "ميتا" قد ترفع هذا الرقم لأن الذكاء الاصطناعي يُمثل أولوية أساسية للشركة.
وكتب محللو شركة نيدهام للأبحاث في مذكرة بحثية نُشرت يوم الأربعاء: "لا نتوقع أن تُخفّض ميتا توجيهها لنفقات رأسمالية (CapEx) بقيمة 60-65 مليار دولار في 2025، لبنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي التوليدي، لأنهم يرون هذا استثمارًا مهمًا على مدى 10 سنوات، كما نعتقد".
وأضافوا: "مع ذلك، تزيد الرسوم الجمركية مخاطر رفع التكاليف".
سيتابع المستثمرون أيضًا الحدث الذي ستستضيفه "ميتا" وهو "LlamaCon"، بحثًا عن أي مؤشرات على أن استثماراتها في الذكاء الاصطناعي لها تأثير مباشر على الأعمال.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها "ميتا" مؤتمرًا للمطورين مخصصًا لنماذج الذكاء الاصطناعي التي تطورها "لاما" (Llama).
قال يوسف سكوالي، المحلل في شركة ترويست سيكيوريتيز للأوراق المالية، لشبكة "CNBC": "يريد المستثمرون رؤية عائد على الاستثمار لجميع استثمارات الذكاء الاصطناعي هذه، ورغم أن ميتا أظهرت فوائد واضحة من تعزيز الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لتحسين منتجاتها وتسريع نمو الإيرادات، كان من الصعب قياس هذه الفوائد".
أصدرت "ميتا" في أبريل عائلة نماذج ذكاء اصطناعي جديدة هي "Llama 4"، وقال رئيس المنتجات في الشركة كريس كوكس، إنها قادرة على دعم ما يُسمى بوكلاء الذكاء الاصطناعي الذين يمكنهم تنفيذ مهام للمستخدمين عبر متصفحات الويب وواجهات الإنترنت الأخرى.
وقال رالف شاكارت، محلل الأبحاث في ويليام بلير لإدارة الاستثمارات، إنه من الضروري أن تواصل "ميتا" تحسين نماذج "لاما" لإنشاء أعمال رئيسية تشمل وكلاء الذكاء الاصطناعي، بحيث يمكن للشركات استخدامها للتفاعل مع عملائها داخل تطبيقات مثل "فيسبوك" و"واتساب".
وقال شاكارت في رسالة بريد إلكتروني: "لدى ميتا ميزة الانطلاق المبكر على نطاق واسع في سوق ضخم بتريليونات الدولارات"، مضيفًا: "نعتقد أن ميتا في موقع جيد للغاية للاستفادة من المليارات من مستخدميها حول العالم عبر منصات متعددة".
وقال كين جاورلسكي، المدير الإداري لأبحاث الأسهم في شركة ويلز فارغو للخدمات المالية، إنه من غير المرجح أن تُقلص "ميتا" استثمارها في "لاما" قريبًا، ولكن ينبغي عليها في النهاية التفكير في ذلك إذا لم تُحقق ما يكفي من المال لتبرير تكاليفها.
"Meta AI" والمستهلكون
يتابع المحللون أيضًا المساعد الذكي الذي طورته "ميتا" وهو "Meta AI"، لأنه منافس لروبوت الدردشة الشهير "شات جي بي تي" و يُمثل الركيزة الثانية في استراتيجية زوكربيرغ للذكاء الاصطناعي.
وقال زوكربيرغ في يناير إنه يعتقد أن عام 2025 "سيكون العام الذي يصل فيه مساعد ذكاء اصطناعي فائق الذكاء والتخصيص إلى أكثر من مليار شخص، وأتوقع أن يكون Meta AI هو المساعد الرائد في هذا المجال".
في فبراير، ذُكِر أن "ميتا" تخطط لإطلاق تطبيق مستقل للمساعد الذكي "Meta AI" خلال الربع الثاني من العام، واختبار خدمة اشتراك مدفوعة، حيث يمكن للمستخدمين دفع رسوم شهرية للوصول إلى النسخة الأعلى قدرة، كما هو الحال مع "شات جي بي تي".
وعلى الرغم من أن قاعدة مستخدمي "ميتا" الضخمة عبر مجموعة تطبيقاتها تمنح "Meta AI" ميزة على منافسيها مثل "شات جي بي تي" من حيث الوصول، إلا أنهم قد لا يتفاعلون مع "Meta AI" بالطريقة نفسها التي يتفاعلون بها مع تطبيقات روبوتات الدردشة المنافسة، وفقًا لديباك ماثيفانان، المحلل في شركة كانتور فيتزجيرالد.
أشار غاورلسكي إلى أن الناس قد لا ترغب في استخدام "Meta AI" داخل فيسبوك وإنستغرام إذا كان كل ما يريدونه هو مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة التي توصي بها "ميتا" خوارزميًا.
لهذا السبب، قال غاورلسكي إنه قد يكون من المفيد وجود تطبيق مستقل لـ"Meta AI"، حيث يُمكن لميتا توضيح حالات استخدامه والقيمة التي يقدمها بوضوح.
وقالت ديبرا أهو ويليامسون، المؤسسة وكبيرة المحللين في شركة سوناتا إنسايتس للأبحاث التي تركز على الذكاء الاصطناعي، إن تطبيق "Meta AI" المُستقل يُمكن أن يُساعد الشركة على تسويق المساعد الذكي بشكل أفضل وتمييزه عن منافسيه.