وقال البراندينج: الجوازة دى مش لازم تتم " 4 - 7 "

  •      بقلم : محمد حنفى

    استمرارا لرصدنا لتفاصيل سيناريو الاجتماع الأول لأعضاء حملة التسويق لـ بيوريجي" Purigy "  قالت فريدة في 185 ألف حالة طلاق في البلد السنة اللى فاتت، تفتكر دول اتجوزوا جواز صالونات!!! بالعكس.

    - أولاً ممكن خالد يتغير، وممكن مي تتغير، وممكن يكون فيه فتور، بس الموضوع مايوصلش للطلاق.

    - أنا بقالى أسبوعين عماله أدرس بمنهجية الموضوع ده، درست أرقام الحملة لكل شريحة من العملاء وردود فعل كل شريحة من الجمهور، وعملت تحليل دقيق لكل فئة، ومتنساش إن إحدى الشخصيات المثالية للبراند كانت مي المطلقة، فاتصاحبت واتكلمت مع كتير منهم، وفي كتير منهم كنت شايفة مي.

    - والحل؟

    - الحل إن مي وخالد يسيبوا بعض.

    - مش ممكن .. أنت بتقولي إيه !!! دول كابل couple ممتاز، دى كل الشركة وكل اللى حواليهم فرحانين بيهم، دول بيشعوا سعادة في أى تجمع بيكونوا فيه.

    - أو أن مي تتغير أو خالد يتغير، وده صعب جدًا.

    - أنت مستوعبة .. أنت بتطلبى ايه وليه!!!

    في تلك الأثناء وصل أصحاب القرار من شركة "بيوريجي"، فاستقبلتهم وأنا شارد الذهن، كنت مندهشًا وفي حيرة... أنا مؤمن إيمانًا راسخًا بعلم الإحصاء، وعلم البراندينج، ولكن هل تصل سطوتهما ليحددا من يتزوج من؟؟

    بدأ الاجتماع وقامت فريدة بعرض البريزنتيشن الذي عملنا عليه بروفة سابقًا، ولكن في تلك المرة كان وقعها عليَّ مختلفًا، فظهر على الشاشة صورة واسم لكل شريحة مثالية من عملاء البراند Buyer Persona وقد استخدمت اسم مي وصورتها للتعبير عن شريحة العملاء التي تعبر عنها مي، وبأسفل كل شريحة من العملاء وضعت رقمًا يعبر عن مدى التفاعل مع البراند، مع تحديد أكبر وأقل نسبة تفاعل باللون الأخضر واللون الأحمر، وعند الشرح استخدمت كلمة تجاذب وتنافر بدلاً من كلمة أكبر تفاعل وأقل تفاعل، وباحترافية شديدة ومن خلال التلاعب بالألفاظ أرسلت رسائل خفية لـمي وخالد اللذين كانا حاضرين في الاجتماع.

    وصلت رسالة فريدة إلى خالد ومي، وقد رسمت الصدمة خطوطها على وجهيهما، وكان خالد جالسًا مكتوف اليدين؛ مما يدل على رفضه لما يقال، بعكس اهتمام مي وتركيزها الشديد لكلمات فريدة.

    وانتهى الاجتماع وقمت بتوصيل العملاء؛ لأعود إلى غرفة الاجتماع مرة أخرى فإذا بمي وخالد وفريدة في حوار ساخن جدًا، ترددت في الدخول فإذا بخالد يقول لي: لو سمحت يا أستاذ أحمد، ممكن حضرتك تدخل؛ محتاجينك جدًا في الحوار ده.

    أنا: تحت أمرك.

    خالد موجهًا كلامه إلى فريدة: مش معنى إن أنا بحب الهزار والألش والسخرية، وأنتم بترسموا شخصية البراند عليا، ثم تعملوا بوستات البراند اللى فيها ألش متعجبش فئة من العملاء بين قوسين... اللى هي شبه مي بعد الجواز والفئة دى يقولوا عليها استظراف أو سخافة، ويكون الفيدباك بتاعهم زى الزفت، يبقى أنا مش مناسب لمي.

    مي وهي تنقل نظرها من خالد إلى فريدة: ده حقيقى؛ أولاً خالد حيتغير بعد الزواج وأسلوب كلامه أكيد حيتغير، ثانيًا أكيد مع الوقت والمسئوليات الألش والسخرية حتقل.

    فريدة وهي تنظر لمي: أنت عارفة يا مي كويس جدًا إن بوستات الألش دى كانت في المرحلة الأولى، واستمرت أسبوع بس، ومكملناش بالطريقة دى مع الفئة دى من العملاء، ثانيًا شخصية البراند كان فيها تفاصيل كتير، بدءًا من اللايف استايل إلى الصفات النفسية زى الطموح والغرور وضبط النفس والضمير ومدى التعاون ومساعدة الآخرين والقابلية للتعرض للضغوط النفسية والثّقة بالآخرين وحسن المعاملة، كل ده كنا استخدمناه علشان نخلق شخصية البراند، وكل ده ظهر واضح في بوستات البراند.

    أنا: عاوز أفكركم يا شباب أن احنا اتناقشنا كتير في الأول، هل نخلى شخصية البراند محايدة مفيهاش تفاصيل نفسية، ولا تعبر عن نفسها في كل الأمور بشفافيه، وبالتالى الصفات النفسية للشخصية تكون ظاهره للجمهور، والنهاية أخدنا قرار إن بوستات ورسائل البراند تعبر عن الشخصية اللى رسمناها للبراند بسماتها النفسية، واتفقنا إن ده حيخلينا نفقد جزء من الجمهور، ولكن باقى الجمهور حيكون فيه بينه وبين البراند روابط صداقة ومشاعر قوية نقدر نبنى عليها براند قوى.

    فريدة: لو تفتكروا يا خالد ويا مي إن احنا في الأول حتى عملنا تحليل نفسى لك يا خالد؛ علشان أنت شخصية محبوبة من الجميع، وآراءك وأفكارك تقريبًا عليها اجماع من معظم فئات الجمهور المستهدف، وده كان من الدراسات التسويقية اللى عملناها في الأول.

    خالد: يعنى أنا فأر تجارب، وفي النهاية عاوزين تقضوا عليا...

    للحديث بقية ...

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن