أشار تقرير إرنست ويونغ (EY) للاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى نمو قيمة صفقات الاكتتابات العامة في المنطقة بنسبة 222.6٪ لتصل إلى 2,822.5 مليون دولار أمريكي في الربع الثاني من عام 2019، مقارنة مع 874.9 مليون دولار أمريكي في الفترة نفسها من العام السابق. وشهد الربع الثاني من العام تسجيل ست صفقات، بما في ذلك إدراج صندوق استثمار عقاري واحد، بانخفاض قدره 33.3٪ من حيث عدد الصفقات مقارنة مع تسع صفقات في الربع الثاني من عام 2018.

وشهد الربع الثاني من العام تحسناً ملحوظاً في نشاط الاكتتابات، من حيث الحجم والقيمة، مقارنةً بصفقة اكتتاب واحدة بقيمة 57.6 مليون دولار أمريكي في الربع الأول من عام 2019.

وفي هذا السياق، قال غريغوري هيوز، رئيس خدمات الاكتتابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى EY: "لا شك أن زيادة نشاط الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الربع الثاني من هذا العام، والتي تضمنت صفقتي إدراج في بورصة لندن، خير دليل على أن إقبال الشركات لا يزال قوياً على صفقات الاكتتاب وفرص الوصول إلى مجتمع المستثمرين الدولي وأسواق الأسهم. وقد تجاوزت قيمة صفقات الاكتتاب المسجلة في النصف الأول من عام 2019 بالفعل القيمة الإجمالية لجميع الاكتتابات المسجلة في عام 2018".

المملكة العربية السعودية تقود نشاط الاكتتابات في الربع الثاني من عام 2019، وتخطط لعمليات خصخصة جديدة

قادت المملكة العربية السعودية نشاط الاكتتابات العامة في المنطقة بتسجيلها ثلاث صفقات في السوق الرئيسية في الربع الثاني من عام 2019، بلغت عائداتها 1,023.4 مليون دولار أمريكي. ويعد اكتتاب شركة المراكز العربية المحدودة واحداً من أكبر الاكتتابات التي شهدتها المملكة، بعائدات بلغت 658.7 مليون دولار أمريكي، وهو أول اكتتاب عام في المملكة يتاح لمشاركين مؤسسيين مؤهلين من الولايات المتحدة الأمريكية. وحقق اكتتاب شركة مهارة للموارد البشرية عائدات بقيمة 207 مليون دولار أمريكي، بينما حقّق اكتتاب صندوق شعاع ريت عائدات بلغت 157.7 مليون دولار أمريكي.

هذا وتجري عملية انضمام السوق المالية السعودية "تداول" إلى مؤشر MSCI للأسواق الناشئة على مرحلتين، حيث انتهت المرحلة الأولى في يونيو 2019، ومن المقرر أن تنتهي المرحلة الثانية في أغسطس 2019. وقد تم إلى الآن إنجاز ثلاث مراحل من أصل خمس مراحل لانضمام السوق المالية السعودية "تداول" إلى مؤشر فوتسي راسل للأسواق الناشئة، ومن المتوقع إتمام عملية الانضمام هذه بحلول ديسمبر 2019.

هذا وتعتزم الحكومة السعودية، في سياق رؤية المملكة 2030، تنفيذ صفقات خصخصة بقيمة 533.0 مليون دولار أمريكي قبل نهاية العام الحالي. ويركز برنامج الخصخصة على نقل الملكية من خلال الاكتتابات العامة، وبيع الأصول، وإقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص. كما لا تزال الحكومة السعودية ملتزمة بالاكتتاب العام لشركة أرامكو، والمتوقع إتمامه بين عام 2020 ومطلع عام 2021.

الإمارات تشهد صفقتي إدراج في بورصة لندن لشركتي تكنولوجيا

سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة في الربع الثاني من عام 2019 صفقتي إدراج لشركتي تكنولوجيا مالية في الشريحة الممتازة ببورصة لندن، بعائدات صافية حققتها الصفقتان بلغت 1,797.9 مليون دولار أمريكي، حيث حقق اكتتاب "نتورك إنترناشيونال" الذي تم في شهر أبريل الفائت 1,400.0 مليون دولار أمريكي، بينما جمع اكتتاب شركة "فينابلر بي إل سي" الذي تم في شهر مايو 397.9 مليون دولار أمريكي.

وعلاوة على ذلك، نشرت هيئة الأوراق المالية والسلع التعديلات المقترحة في عام 2019 لتسهيل إدراج شركات المناطق الحرة في دولة الإمارات في السوق المحلية. ووفقاً لقواعد الإدراج المقترحة، يجب أن تفي الشركات بشروط معينة منها: ألا يقل رأس مالها المدفوع بالكامل عن 5.4 مليون دولار (20 مليون درهم)، وأن تتراوح الأسهم المطروحة للاكتتاب بين 30٪ إلى 70٪ من رأس المال المصدر، وأن تقتصر عمليات طرح الأسهم للاكتتاب على المستثمرين المؤهلين فقط، وأن تقدم الشركة قوائم مالية مدققة لآخر سنتين ماليتين وشهادات عدم ممانعة من الهيئة التنظيمية للمنطقة الحرة المختصة.

دول مجلس التعاون الخليجي تركز على فرص التداول وجذب المزيد من المستثمرين

من المتوقع أن يجذب السوق الكويتي نحو 10 مليارات دولار أمريكي من التدفقات الاستثمارية من صناديق غير نشطة، وذلك على خلفية إعلان MSCI عن ترقية بورصة الكويت على مؤشرها الرئيسي للأسواق الناشئة في عام 2020.

وكانت قطر قد أعلنت عن خطط لخصخصة بورصتها، مع استهداف ثلاث إلى أربع صفقات إدراج كل عام لضمان تدفقات منتظمة من الاكتتابات، الأمر الذي سيزيد بدوره من أحجام التداول والسيولة، ويوفر فرصاً أكثر للمستثمرين. وتدرس بورصة قطر أيضاً إضافة مؤشر جديد تحت اسم "مؤشر قطاع الطاقة" خلال العام الجاري.

وتماشياً مع قانون الشركات التجارية الجديد، تعتزم حكومة سلطنة عُمان إصدار لوائح جديدة تتعلق بقضايا تشمل إدراج الشركات الجديدة، والصكوك، وصناديق الديون الأخرى. ويهدف القانون الجديد إلى تعزيز استقرار وعمق سوق المال.

واختتم غريغوري قائلاً: "من المتوقع أن يشهد نشاط الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحسناً حذراً، مع نظرة متفائلة بسبب أحداث ومستجدات مهمة مثل الإضافات الجديدة على مؤشري MSCI وفوتسي، وعمليات الخصخصة، والمبادرات الحكومية ذات الصلة".

نشاط الاكتتابات العالمية يزداد في الربع الثاني من عام 2019

واصل نشاط الاكتتابات العالمية ارتفاعه في الربع الثاني من عام 2019، حيث تم تنفيذ 302 صفقة اكتتاب بقيمة إجمالية بلغت 56.8 مليار دولار أمريكي، وبزيادة نسبتها 47.3٪ مقارنة مع عدد الاكتتابات المسجلة في الربع الأول من عام 2019، وذلك رغم التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وحالة عدم التيقن المرتبطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. واستحوذت قطاعات الرعاية الصحية والتكنولوجيا والصناعة على المراكز الثلاثة الأولى من حيث عدد الاكتتابات المسجلة في الربع الثاني من عام 2019.