أطلقت شرطة دبي حديثًا، منصة الابتكار، لتشجيع موظفيها على الإبداع والابتكار، في إطار استراتيجيةٍ راميةٍ لتطوير البيئات الحاضنة للابتكار وتعزيز الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتجسد المنصة منظومة متكاملة، توفر للموظفين المُبتكرين، برامج وورشات وجلسات حوارية ولقاءات مع خبراء ومخترعين عالميين.
وقال إبراهيم المري، مدير إدارة المعرفة في القيادة العامة لشرطة دبي، أن «منصة الابتكار منصة إلكترونية تقدم جميع الخدمات التي يحتاجها المُبتكِر؛ سواء لدراسة الأفكار أو الدعم المادي لتنفيذ الفكرة.»
ويصب المشروع مع التوجه الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، الرامي إلى تعزيز بيئة الابتكار وتنمية الاعتماد على الأتمتة في دوائرها الرسمية، من خلال إطلاق مبادرات متخصصة؛ منها مبادرة مليون مبرمج عربي، التي أطلقتها مؤسسة دبي للمستقبل، في أكتوبر 2017، لتعليم مليون شاب عربي علوم البرمجة مجانًا، وكذلك تعليمها للأطفال في المدارس، وتعمد إلى تشجيع الخبراء من جميع أنحاء العالم على المساعدة في تسريع تطوير التقنيات في الدولة.
وشارك مبرمجون إماراتيون حديثًا، بتطوير تطبيقات للهواتف النقالة، تركز على الدمج المتقن بين الترفيه والتعليم، بالتعاون مع موقع ماشابل الأمريكي، وشركة آبل للتقنية؛ ومن تلك التطبيقات، تطبيق «مكوكي» الذي طورته المُبرمجة الإماراتية سارة عبد الله، ويهدف إلى تشجيع الأطفال على قراءة وتطوير مهارات اللغة العربية.
وفي هذا الإطار أطلقت دولة الإمارات حديثًا، استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي، للتحول إلى مدنٍ ذكية تُحقق التنمية المستدامة لأجيال المستقبل، وتقديم خدمات حكومية للمراجعين عبر القنوات الذكية، وتُطوِّر حكومة دبي كذلك نظامًا متكاملًا لإدخال الذكاء الاصطناعي في مفاصل قطاع الشرطة. وتسعى إمارة دبي للوصول بنسبة رجال الشرطة الآليين إلى 25% من قوى الشرطة بحلول العام 2030، وتستخدم شرطة دبي حاليًا الشرطي الروبوت لتقديم عدد من الخدمات الشرطية، ولديه كذلك القدرة على القيام بدور المرشد السياحي، ويقدم معلومات مفيدة بلغات عدة اعتمادًا على برمجيات خاصة، ويعمد إلى إرشاد الأشخاص عن الخدمات التي يطلبونها، وبإمكان أي شخص استخدام الشرطي الآلي كأداة للتفاعل مع شرطة دبي لطلب المساعدة أو الإبلاغ عن الجرائم أو تقديم الشكاوى أو الإدلاء بالأقوال عن بعد.
وأطلقت الإمارات في فبراير مشروع الباحث القانوني الذكي لتسيير المعاملات عن بعد، في إطار استراتيجيتها الرامية لاحتلال مركز متقدم على مستوى المنطقة العربية والعالم في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الكامل إلى نموذج ذكي لتقديم الخدمات الحكومية وتسيير معاملات المراجعين آليًا وإلغاء المعاملات الورقية بالتدريج.
وأطلقت دولة الإمارات في فبراير مركز التميز الروبوتي لتقديم حلول آلية رقمية مبتكرة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال 70 روبوتًا يعملون على تسيير آلاف المعاملات في قطاع الاتصالات لتحسين الأداء وتوفير الوقت والجهد والاستغناء عن المعاملات الورقية. ودشنت شركة اتصالات من مقرها في العاصمة الإماراتية أبوظبي، المركز بتفعيل عمل ستة روبوتات كمرحلة أولى، لتضاعف العدد ويصل الآن إلى 76 روبوتًا متطورًا يُسيِّرون ذاتيًا 745 ألف معاملة لخدمة المتعاملين في مراكز الشركة.
وتعتزم الإمارات أيضًا، اعتماد مناهج لتعليم تقنيات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي في مدارسها، في محاولة للاستثمار في بناء أجيال من المواطنين المتخصصين في تقنيات الذكاء الاصطناعي، والقادرين على توظيف مخرجاتها بكفاءة في مختلف مجالات العمل، بما يخدم توطين التقنية المتقدمة. وتعزز المبادرة توجه معاهد التعليم المهني والتقني الرامي لتقديم مناهج تعليمية تركز على العلوم الأساسية في مجال التقنية وتطبيقاتها الداخلة في شتى مناحي الحياة العصرية، وفقًا لمواصفات عالمية تتضمن محتوياتها جميع مستجدات العلوم والمعارف والتطبيقات الحديثة.
ودخلت مدينة دبي، منتصف مارس، ضمن قائمة أفضل مدن العالم التي تقدم تجربة إيجابية لقاطنيها من خلال التقنيات الذكية، إلى جانب مدن سنغافورة ولندن ونيويورك وسيؤول وبرشلونة؛ وفق أحدث تقرير للمؤشر العالمي للمدن الذكية.