جامعة حمدان بن محمد الذكية تمثل مؤسسات التعليم العالي على مستوى الوطن العربي وتشارك في دعم الجهود الدولية لتطوير مهنة التدريس
رئيس "جامعة حمدان بن محمد الذكية": "ملتزمون بوضع تصوّرات جديدة للارتقاء بقدرة الكوادر التعليمية على مواكبة وقيادة ركب التغيير في المستقبل"
كتب : محمد شوقي
ممثلةً مؤسسات التعليم العالي على مستوى الوطن العربي، شاركت "جامعة حمدان بن محمد الذكية" في الاحتفال بـ "اليوم العالمي للمعلمين 2020" الذي حمل شعار "المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات ووضع تصوّر جديد للمستقبل". وانضمّ سعادة الدكتور منصور العور، رئيس الجامعة، إلى كوكبة من الشخصيات البارزة المشاركة في الجلسة الحوارية الافتراضية التي عقدتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، على هامش جدول أعمال أسبوع الفعليات من أجل حشد الجهود الدولية للارتقاء بقدرة الكوادر التعليمية على مواكبة وقيادة ركب التغيير في المستقبل.
وقدم عرضاً تفصيلياً بعنوان "هل أساتذة التعليم العالي قادة في العمل؟"، طرحَ خلاله وجهات نظر جديدة لمدرسي التعليم العالي، داعياً دول العالم إلى الاستثمار على نطاق واسع في تطوير المهارات القيادية والمهنية للمعلمين كونهم الدعامة الأساسية لضمان استمرارية التعليم في ظل التحديات الناشئة، لا سيّما مع الانتشار العالمي لوباء "كوفيد-19".
وشدّد على أهمية الشراكات العالمية في تفعيل دور المعلمين في بناء القدرة على الصمود ورسم ملامح مستقبل التعليم، مستعرضاً قصة نجاح "جامعة حمدان بن محمد الذكية" في تمكين الكوادر التدريسية والأكاديمية في دولة الإمارات والعالم، من اكتساب المهارات اللازمة للانتقال بكفاءة تامة إلى نموذج "التعلّم عن بعد"، عبر إطلاق الدورة التدريبية الإلكترونية "كيف تُصبح معلماً عن بُعد في 24 ساعة" بـ 5 لغات عالمية، هي الروسية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية والعربية، وذلك بالتعاون مع "معهد اليونسكو لتقنيات المعلومات في التعليم".
واستقطبت الجلسة الافتراضية بإشراف الدكتور منصور العور مداخلات قيّمة ومناقشات هامة حول سبل تعزيز القدرة القيادية للمعلمين، في ضوء التحديات المصاحبة لانتشار فيروس "كورونا" المستجد.
وأكّد العور بأنّ المرحلة الاستثنائية التي يمر بها العالم اليوم تحتّم ضرورة إحداث تغيير جذري في المنظومة التعليمية، الأمر الذي لا يمكن تحقيقة دون رفد المعلمين بالمهارات القيادية الأساسية وبناء القدرات ذات الصلة بالتكنولوجيا الحديثة لإدارة وتشغيل الفصول الدراسية عبر الإنترنت باقتدار وكفاءة، في الوقت الذي أثبت فيه التعليم الذكي والتعلم عن بُعد بأنّهما الرهان الأقوى والضمانة الأساسية لاستمرارية العملية التعليمية خلال الأزمات. وأضاف العور: "فرضت جائحة "كوفيد-19" معوّقات جديدة أثقلت كاهل النظم التعليمية التي وقفت عاجزةً، في معظم دول العالم، عن الاستمرار في توفير الحق بالتعليم للجميع بالتزامن مع تبنّي إجراءات وقائية واحترازية واسعة النطاق للحد من الوباء.
ودخلت المنظومة التعليمية العالمية اليوم مرحلة مفصلية تتطلب توحيد الجهود لتفعيل الدور القيادي للمعلمين ليكونوا على أتمّ الجاهزية والاستعداد لتوفير التعلّم عن بعد، فضلاً عن إعادة فتح المدارس وسدّ الثغرات التعليمية ودعم الفئات الضعيفة، دعماً لأهداف التنمية المستدامة للعام 2030 في ضمان التعليم الجيّد وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع".
وقال الدكتور منصور العور: "عملاً بتوجيهات سيدي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الرئيس الأعلى للجامعة، نلتزم في "جامعة حمدان بن محمد الذكية" بدعم مساعي "اليونسكو" في الارتقاء بكفاءة المعلمين في تبنّي أحدث الأساليب التربوية وأفضل الممارسات التي توظف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الارتقاء بجودة التعليم في العالم، مجدّدين عزمنا على تعميم تجربتنا الرائدة في تحويل المعلمين من مدرسين مُلقّنين إلى ميسرين للتعلم وناشرين للمعرفة، تماشياً مع توجهنا الاستراتيجي نحو إشراك الدارسين باعتبارهم شركاء في العملية التعليمية وليس مجرد متلقين، لتخريج أجيال جديدة من المبتكرين ورواد الأعمال وصناع القرار وبناة المستقبل."
تشرّفني المشاركة في "اليوم العالمي للمعلمين"، في خطوة تؤكّد حرصنا على دعم المساعي الوطنية والدولية لتوفير السبل الضامنة للارتقاء بمهنة التعليم بالاستفادة من التطور التكنولوجي، بما يضمن إتاحة التعليم الجيد والمُنصف للجميع. ونثمّن بدورنا دور المعلم في دفع مسيرة الاستثمار البشري، استلهاماً من كلمات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، الذي قال: "تقدير المعلمين هو تقدير لروّاد النهضة وصنّاع التغيير الحقيقي". ونتطلّع قدماً إلى وضع خبراتنا التراكمية وإمكاناتنا التكنولوجية ومواردنا المعرفية والأكاديمية في خدمة المجتمع التعليمي العالمي في مساعيه لرفد المعلمين بالإمكانات القيادية المؤهلة لإعادة تشكيل مستقبل التعليم، مع وضع الأسس الضامنة للتخفيف من الآثار الناجمة عن الأزمات والكوارث."
يجدر الذكر بأنّ الجلسة الافتراضية تندرج في إطار الأسبوع الذي نظمته "اليونسكو" للاحتفال بـ "اليوم العالمي للمعلمين"، والذي يأتي بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للمعلمين. ويُنظَّم "اليوم العالمي للمعلمين" سنوياً في الخامس من أكتوبر، منذ العام 1994 لإحياء ذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين، فضلاً عن إبراز إنجازاتهم ومناقشة التحديات والفرص ذات الصلة بتعزيز مهنة التدريس، بما يصب في خدمة أهداف جدول الأعمال العالمي للتعليم حتى عام 2030.