المنتدى في يومه الثاني يركز على العلاقات التجارية والاقتصادية الجديدة المحتملة بين البرازيل والدول العربية خلال مرحلة ما بعد كورونا
· الصادرات البرازيلية تحقق نمواً قوياً في ظل الجائحة حيث تجاوزت الأعمال الزراعية 5 مليارات دولار أمريكي في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020
كتب : محمد شوقي
افتتح م إرنستو أراوجو وزير الشؤون الخارجية البرازيلي اليوم الثاني للمنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي، الذي يشكل أول اجتماع افتراضي يجمع كبار الشخصيات وقادة الأعمال من البرازيل والدول العربية، بتنظيم الغرفة التجارية العربية البرازيلية بالشراكة مع جامعة الدول العربية واتحاد الغرف العربية.
وتشكل النسخة الافتراضية من الحدث، الذي يستمر لغاية 22 أكتوبر 2020، فرصة هامة لتسليط الضوء على الاتجاهات الناشئة في الأعمال التجارية الدولية وكيفية اتخاذ البرازيل والدول العربية تدابير وخطوات فاعلة تعزز العمل المشترك خلال حقبة ما بعد كورونا.
وركزت الجلسة النقاشية خلال اليوم الثاني، والتي جاءت تحت عنوان "النظام الجديد للأعمال التجارية الدولية"، على مستقبل العلاقات التجارية والاقتصادية بين البرازيل والدول العربية، والتي من المتوقع أن تأخذ منحى استراتيجياً أكبر في ظل ظهور سلاسل إنتاج جديدة بالتزامن مع تعاون المزيد من الشركاء الرئيسيين، لبناء علاقات تجارية وثيقة مشتركة.
وشدد أراوجو خلال كلمته الافتتاحية، على الدور الأساسي للبرازيل والدول العربية في إعادة رسم ملامح الأعمال التجارية الدولية واستئناف النمو الاقتصادي. قائلاً: "من المتوقع أن تصل عائدات التجارة بين البرازيل والدول العربية إلى 12 مليار دولار في نهاية عام 2020، الأمر الذي يعتبر مشجعاً للغاية، نظراً لأهمية دور البرازيل في أداء مهامها المتعلقة بالأمن الغذائي، خاصة تجاه المجتمع العربي، الذي تفتخر البرازيل بشراكتها معه وتعمل على توطيد تلك الشراكة في مختلف السبل المتاحة."
وكانت أحدث الإحصائيات الاقتصادية قد كشفت مؤخراً أن الصادرات البرازيلية من المنتجات الزراعية قد تجاوزت قيمتها الـ5 مليارات دولار أمريكي خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2020، مسجلةً تجاوزاً ملحوظاً لإيرادات العام الماضي.
كما أشار وزير الخارجية البرازيلي إلى أن وباء كورونا قد شكل قوة دفع بالنسبة للعلاقات البرازيلية العربية، من خلال إظهار الحاجة لتعزيز التعاون على المستوى التجاري. مؤكداً على إمكانية استكشاف المزيد من فرص الاستثمار في الاقتصاد البرازيلي، مع الأخذ بعين الاعتبار الإمكانات القوية للصناديق السيادية العربية بمشاركة الصناديق العالمية، لمواصلة استكشاف المزيد من مشاريع التجارة والشراكة.
من جهته قال روبنز حنون، رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، عن مواصلة العمل على تعزيز العلاقات التجارية بين البرازيل والدول العربية وسط التحديات غير المسبوقة التي نتجت عن فيروس كورونا. وقال: "يواصل شركاء البرازيل من الدول العربية تقدير هذه العلاقة، التي توفر تعاوناً وشراكةً حقيقيين، وقدرة مشتركة على تنبؤ مستقبل الأعمال، في حين يؤكدون جميعاً على أهمية هذه العلاقة في تحقيق مستهدفات الآمن الغذائي لملايين السكان في المنطقة العربية".
وتطرق حنون إلى الطلبات الكثيرة التي سجلتها الغرفة خلال الأشهر القليلة الماضية، من عدد من المستوردين الساعين للعثور على موردين برازيليين لتلبية احتياجاتهم من الاستيراد، كجزء من الجهود المبذولة لضمان استمرار الإمداد الغذائي في العالم العربي. ويأتي ذلك وسط التحديات الجديدة التي تشهدها التجارة والأعمال الدولية، لا سيما فيما يتعلق بالخدمات اللوجستية وعمليات التفتيش الصحية وعمليات التفاوض والأدوات التكنولوجية وغيرها.
وشملت الجلسات، نقاشات حول تأثير انتشار الوباء في تسريع عملية التحول إلى نموذج جديد من الأعمال، وتغيير كيفية تفاعل الناس وعمليات الإنتاج والشراء والتعلم الخاصة بهم. كما تم عرض العديد من الحلول المبتكرة الأخرى، بما في ذلك توسيع وتطوير المنصات الرقمية كالتجارة الإلكترونية وغيرها.
وأكد معالي ماركوس بونتيس وزير العلوم والتكنولوجيا والابتكار في جمهورية البرازيل، خلال المناقشة على أهمية الاستثمار في تطوير التكنولوجيا في البرازيل من خلال الشراكة مع البلدان الأخرى للتغلب على التحديات العالمية، مشيراً إلى بعض المشاريع الرئيسية التي لا تزال قيد التطوير اليوم.
وقال بونتيس: "يتطلب الوباء حلولاً إضافية تتمثل بالمزيد من الفرص للشركات الصغيرة، حيث لا تزال البرازيل تكافح في تعليم المتخصصين في مجال التكنولوجيا. وستزداد أهمية التكنولوجيا في تكوين الناتج المحلي الإجمالي للدولة، كما هو الحال مع قطاعات الزراعة والرعاية الصحية والتعليم وغيرها من القطاعات الأخرى."
كما تخلل اليوم الثاني من المنتدى مناقشات حول وضع سيدات الأعمال في ظل جائحة فيروس كورونا، وذلك خلال محاضرة استضافتها لجنة "وحي - النساء الملهمات" التابعة للغرفة التجارية العربية البرازيلية، برئاسة الشيخة حصة سعد العبد الله الصباح، رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب.