كتب : محمد الخولي
توصل علماء من جامعة سانت أندروز، بقيادة مالتي جاذر (أستاذ بكلية الفيزياء وعلم الفلك)، إلى طريقة جديدة لصنع أخف المصابيح وأرقها وأطولها عمرًا، متطلعين إلى أجيال جديدة من الشاشات وتقنيات العلوم.
واعتمد الفريق على جزيئاتِ ضيائية كهربائية عضوية، وأكسيد معدني، وطبقات حماية بوليمرية متوافقة حيويًّا؛ وفصّل بحثه في ورقتين نُشرتا الأسبوع الماضي في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز.
ومع أن هذه ليست أول مرة يحاوَل فيها هذا، فالمحاولات السابقة انتهت إلى مصابيح غير مستقرة في الماء والبيئات الرطبة؛ وأما هذا المصباح فيتحمل الماء والمذيبات والبلازما الغازية فترة طويلة، وقابل للطي واللّف حول أدوات حادة كالشفرات بلا تضرُّر، على رغم من رقته الشديدة.
وهذا يجعل له تطبيقات محتملة عديدة، منها الشاشات القابلة للطي، والمنتجات القابلة للبس – ولا سيما تحت الماء –، والغرسات الجراحية وما شابه.
وله أيضًا تطبيقات في علوم الأعصاب وطبّها، وبالفعل تعاون العلماء في دراسة منفصلة مع الدكتور ستيفان بُلفير من كلية علم النفس والأعصاب، فاستعملوا ضوء مصابيح مصغرة من مصباحهم العضوي، وأسلوبًا من أساليب علم البصريات الوراثي، لتوجيه حركة يرقات الذباب.
فوصَّلوا الضوء إلى أجزاء معينة من أجسام اليرقات الزاحفة، لتحفيز خلايا عصبية حسية وتثبيطها، فتمكنوا من التحكم في اتجاه حركتها وسرعتها؛ ممهِّدين سبيل التعمق في دراستها وتوجيهها، وساعين إلى مصادر ضوئية قابلة للزرع في أدمغة الفقاريات، لتطوير أساليب دراستها وتقليل توغُّليتها.
ويتطلع الفريق أن تفتح تقنيته أبواب بحث جديدة، وأن تحسِّن العلاجات العياديّة، بأن تكُون أساسًا لواجهات بصرية ترسل المعلومات مباشرة إلى دماغ مَن فقدَ سمعه أو بصره أو لمْسه.