قد تظهر في جسم إنسان واحد مئات الطفرات من فيروس كورونا. لكنها لا تزداد خطورة، بل تصبح أكثر صمودا أمام العلاج وأكثر قدرة على الانتشار.
صرح بذلك لوكالة "تاس" الروسية مدير مركز الطب العلمي في جامعة قازان الفدرالية الروسية، ألبرت ريزفانوف، الذي يترأس الفريق المتخصص في وضع اللقاح الجديد ضد فيروس كورونا.
وقال إن وسائل الإعلام كانت قد روت قصة امرأة روسية مصابة بسرطان الغدد الليمفاوية عانت خلال فترة طويلة من "كوفيد – 19". وكشف العلماء في جسمها 18 طفرة من فيروس كورونا. وأشار، ريزفانوف، إلى أن كل الفيروسات تتحور في جسم الإنسان المصاب بـ "كوفيد - 19". ويعود سبب ذلك إلى تلف في الجهاز الوراثي للفيروس الذي يرتكب أخطاء أثناء الاستنساخ، ما يؤدي إلى تغييرات طفيفة تحدث في الشيفرات الوراثية لنسخه.
وأوضح قائلا:" إن جسم الإنسان يشهد نوعا من عملية الانتقاء في حال عاش الفيروس فيه طويلا حيث يتم اختيار الطفرات التي تتكيف أحسن على ظروف الجسم. وعند ذلك تنخفض تدريجيا قدرة الفيروس على البقاء، بل تزداد قدرته على الانتشار والمقاومة للعلاج، إذ أن الغاية من كل فيروس هي سرعة الانتشار والبقاء على قيد الحياة.
وأشار الطبيب إلى أن من يعانون من أمراض السرطان وأمراض مزمنة أخرى هم أقل صمودا في وجه فيروس كورونا لأن جهازهم المناعي ضعيف. ويمكن أن يستغرق بقاء الفيروس لدى هؤلاء فترة طويلة. وعلى سبيل المثال فإن المريضة المذكورة بقي الفيروس في جسمها من أبريل الفائت إلى سبتمبر الماضي.