جاءت تصريحات ميدفيديف عقب الاحتجاجات الجماهيرية التي اجتاحت أكثر من 100 مدينة روسية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، على خلفية اعتقال المعارض البارز أليكسي نافالني.
الإعلان الروسي الأخير أعاد للأذهان، أوضاع الإنترنت في الصين، الذي تسيطر عليه الحكومة الصينية بشكل مذهل، وأثارت التساؤلات بشأن النهج الذي سوف تتبعه روسيا مستقبلًا في استخدام الإنترنت.
فعندما قررت الصين الانفتاح على العالم في مطلع الثمانينيات، عبَّر الزعيم الصيني السابق دينغ شياو بينغ -مهندس الانفتاح والنهضة- عن قلقه حينها وشبه الأمر بأن من يفتح نافذة سعيًا وراء الهواء المنعش، لا بدَّ أن يتوقَّع دخول بعض الذبابات".
ومع تنامي دور الإنترنت في العالم، لم تتحمل الصين الذباب، فقررت في عام 2000 إغلاق النافذة، وطرد الذباب، بعد إطلاق مشروع "جدار الصين الناري العظيم"، أو ما يعرف أيضًا بالدرع الذهبي، الذي تشغله وزارة الأمن العام بشكل وتوظف ما يقل عن 50 ألف شخص لفرض الرقابة وتصفية المحتوى الضار من محركات البحث، بحسب وكالة بلومبيرغ.
فهل أصبحت روسيا قريبة إلى الدرجة التي تستطيع معها السيطرة على الإنترنت وإغلاق النافذة، كما هو الوضع في الصين حاليًا، موقع سكاي نيوز عربية استطلع آراء خبراء ومختصين للإجابة عن التساؤل الشائك.
احتمال وارد
فادي رمزي، خبير الإعلام الرقمي، والمحاضر بالجامعة الأميركية في القاهرة، يؤكد أنه بإمكان روسيا الانعزال عن شبكة الإنترنت العالمي، وحدوث ذلك سيكون في صورة انغلاق؛ إذ ستعمل شبكة الإنترنت داخل روسيا، لكنها ستكون محجوبة عن العالم الداخلي.
ويضيف خبير الإعلام الرقمي لموقع سكاي نيوز عربية، أن روسيا سلكت طريق التضييق والتحكم في المحتوى والتوجهات على الإنترنت منذ عدة سنوات، وتوجت المساعي الروسية في هذا الشأن بتوقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مايو عام 2019 على قانون الإنترنت السيادي، الذي يسمح بعزل روسيا عن الشبكة العالمية.
وأوضح "تقوم فلسفة قانون الإنترنت السيادي تقوم على إبعاد الخوادم الأجنبية، بمعنى أن يتم إلزام جميع شركات الإتصالات بموجب هذا القانون، أن يكون الاتصال بالإنترنت يكون من خلال خوادم على الأراضي الروسية، وبالتالي يسهل الانفصال عن الشبكة العالمية بسهولة".
ولفت رمزي إلى أن هذا القانون، يشبه ما يحدث في الصين، من حيث المراقبة العميقة للأشخاص، ففي عام 2019 أيضًا أطلقت روسيا عدة تشريعات تتيح السلطات بموجبها ملاحقة الأشخاص، بسبب المحتوى والتوجهات السياسية على الإنترنت.