(سالبي القيم 1)

  •  

     

     

    بقلم : د . ياسر بهاء

    ها أنت قد قمت بإلقاء النظرة على الأشخاص الذين يمنحونك أكبر قيمة في حياتك، دعنا ننظر للجهة الأخرى. أريدك أن تنظر للأشخاص الذين يقومون بإرهاقك؛ السلبيون. هؤلاء هم الأشخاص الذين يمتصون مواردك أو يبددون طاقتك أو يحطمون معنوياتك.

     

    هؤلاء هم الأشخاص الذين يخبرونك أنك لن تنجح، الأشخاص المتطلبون دائماً، الأشخاص الذين تمر بهم الحياة دون أن يقوموا بفعل أي شيء ذي قيمة. هؤلاء هم المشتكون الذين ينقلون إليك طاقتهم السلبية حتى تقوم بالاستسلام.

     

    قد يفعلون ذلك عن عمد أو دون قصد. فبعض الأشخاص قد ظهروا في حياة الناس ليفعلوا ذلك فقط. والبعض الآخر حقود، فهم لا يحتملون رؤية غيرهم ينجحون لأن ذلك سيفضح عيوبهم.

     

    أياً ما كان الأمر، فعليك الابتعاد عن سالبي القيمة. ربما يوجد بعض منهم ليس بمقدورك الابتعاد عنهم (سنتحدث عنهم عاجلاً) ولكن عليك التخلص من أي شخص يسلبك القيمة وقتما أمكنك ذلك. فهم يقومون بإعاقتك ويسلبونك طاقتك النفيسة ويحبطونك ما لم تنتبه لذلك.

     

    سنتحدث في هذا المقال عن النوع الأول وسنتناول في المقالات القادمة باقي الأنواع الأربعة كما يلي:

     

    1)   الشكاؤون

     

    هناك بعض الأشخاص السلبيين جداً ولا يوجد هناك حداً لسلبيتهم.  فلا يوجد هناك شيء جيد بالدرجة الكافية بالنسبة لهم. دائماً يريدون المزيد وينتقدون القليل حتى وإن كان كافيا، فإن لم يطلبوا المزيد فإنهم يريدون كل شيء بطريقة أسهل. فهم لا يقدرون العمل الجاد وهناك دائماً شخصاً يلقون عليه اللوم أن حياتهم بتلك الصعوبة.

     

    فهؤلاء الأشخاص يعملون بالكاد ليحصلوا على القليل من الأموال ثم يغضبون على أنهم لم يحصلوا على المزيد. فهم يريدون المنزل، والسيارة والكمبيوتر ونظام الصوت المحيطي وتلفاز 4k ولكنهم مع هذا لا يريدون فعل أي شيء للحصول على تلك الأشياء. لايريدون أن يعملوا بجد أكبر. فهم لا يريدون وضع الأهداف ولا تحمل المخاطر. في الواقع ربما هم لا يريدون حتى تلك الأشياء التي يدعون أنهم يرغبون بها. ربما يريدون فقط أن يشتكوا.

     

    مشكلة الشكَّائين لا تقتصرعلى جلب الطاقة السلبية فحسب، ولكن هم أيضاً يريدونك أن تشترك معهم في الشكوى.

     

    في إحدى المرات كنت في مطعم للوجبات السريعة، أقف خلف امرأة والتي بدأ صبرها في النفاد. قامت بالاستهزاء ثم مشت بضع خطوات ونظرت في ساعتها. كان الطابور طويلًا وكان السبب واضحًا، فقد كان المطعم به القليل من العمال وكان بامكاني رؤية العمال يهرولون ويعملون بكل جد حتى يلبوا طلبات زبائنهم.

     

    تلفتت ثم نظرت إلي، هل تتخيل ماذا قالت لي؟ قالت:"لا أصدق أن هذا يأخذ منهم كل هذا الوقت ما خطب هؤلاء الناس؟"

     

    لقد صُدِمت. نظرت إلى العمال المساكين الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل تحضير طلبات الزبائن، ثم نظرت إليها وقلت "لا يوجد شيء خطأ بهم" "هم يبذلون قصارى جهدهم وودتُ لو أضفت "ربما المشكلة بك أنتِ."

     

    زاد ردي هذا من غضب تلك المرأة فبالنسبة لها لا مشكلة في التشكي من أمر لا يمكن لأحد فعل أي شيء حياله. أرادتني أن أشارك معها في سلبيتها. بل ربما أكثر أرادتني أن أغضب على العمال الذين كانوا يبذلون قصارى جهدهم.

     

    وعندما وجدتني لن أشارك معها غضبت أكثر. لا بأس بهذا، يمكنها أن تصبح غَضْبَى، فهذا من حقها ولكن من حقي أيضاً ألا أشارك في غضبها. لا يتحتم عليِّ الشكوى فأنا بإمكاني رؤية الموقف، وكان بإمكاني الانتظار في الطابور أوالذهاب ببساطة لأي مطعم آخر.

     

    وعليك أنت أيضاً التوقف عن السماح للمشتكين بإملاء ما عليك أن تشعر به حيال موقف ما، كما لا تسمح لطاقتهم السلبية بأن تحبطك.

     

    سنتحدث في المقال القادم عن تنابلة السلطان والكارهون وأخيراً المستغلون، فاستعد.

     

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن