بقلم : د . ياسر بهاء
تحدثنا في المقال السابق عن أول نوع من أنواع سالبي القيم وهم الشكاؤون ومدى تأثيرهم على فريقك وفي هذا المقال سنتناول باقي أنواع سالبي القيم في السطور التالية:
1) تَنَابِلَّة السلطان
يختلف تنابلة السلطان عن الشكائين بأنهم لا يقولون أمورا سلبية طوال الوقت. لكن المشكلة أنهم لا يقولون ولا يفعلون أي شيء إيجابي على حدٍ سواء. فهم يستمرون في التذمر فحسب ولا ينجزون شيئاً يُذْكَر.
فتنابلة السلطان هؤلاء لن يحاولوا إحباطك لكنهم لن يشجعوك أيضاً. فهم يعيشون فحسب ولا يضيفون أي قيمة، ويأخذون كلما كان الأمر مضموناً. عليك تجنب هؤلاء الأشخاص، لأن أقل ما يمكن أن يفعلوه بك، هو التأثير عليك للوصول لعدم فعل أي شيء.
فإذا بدأت في الشعور أنه يمكنك أن تستمر على وضعك الحالي ولازمت الأشخاص الذين تخلوا عن أحلامهم، فربما ستظن حينها أن عدم فعل أي شيء هو أمر طبيعي بل ربما أسوأ أن تظن أنه فكرة جيدة. ثق بي هذا غير صحيح. لا تصبح واحداً من تنابلة السلطان وابتعد عنهم.
2) الكارهون
يعد هذا مصطلحاً حديثاً إلى حدٍ ما (على الأقل بالنسبة لي) وفي الحقيقة هو مصطلح رائع. فهؤلاء الكارهون هم أناس يحاولون أن يكرهوا ما تقوم بعمله. كان يطلق على هؤلاء القوم عادة الرافضون. هؤلاء الكارهون يتواجدون فقط لإخبارك أن أهدافك غير ممكن تحقيقها. فهم يريدون إخبار الجميع بأن أحلامهم غبية وعليهم التخلي عنها. هؤلاء القوم هم أكثر الناس سُمِّية في حياتك.
فبخلاف الفئتين السابقتين، هؤلاء سيقومون بشكل مباشر بعدة محاولات من أجل أن تستسلم لأن هذا سيثبت أنهم على صواب.
فهم عند رؤيتهم لشخص يهتم أو شخص يحاول أن يحيا حياة جيدة، فإن هذا الأمر يجبرهم على إدراك أنهم لا يفعلون شيئاً حيال حياتهم. فهم غير سعداء وهم يشعرون بأن على الآخرين ألا يكونوا سعداء أيضاً.
أشفق حقاً على هؤلاء الناس. وأشعر بالأسف على أن هدفهم الأول في هذه الحياة هو أن يصبحوا سلبيين. المؤسف حقاً بخصوص هؤلاء الأشخاص ليس سلبيتهم فحسب، بل قدراتهم المُهْدَرة، فلدى هؤلاء الأشخاص – كأي إنسان - شغف وهم يحاولون بجدية، ولكن وا أسفاه، فإن شغفهم هو إحباط الآخرين. ولكن إن استثمروا تلك الطاقة في الاتجاه الصحيح، فأنا مقتنع تماماً أن بإمكانهم تحقيق أمور عظيمة، ولكنني في الحقيقة لا أحبذ أن أنصحك بأن تخرج معهم وتحاول تغييرهم على الأقل حتى تمتلك القدرات الخارقة بعدم التأثر بأفكارهم وسلوكياتهم.
فإذا كان أحدهم ا بكونه كارها، إذن دعهم يكرهون. اتركهم يكرهون من مسافة بعيدة عنك قدر الإمكان!
3) المُسْتَّغِلُون
أُطلق على هذه الفئة "المستغلون" لأنهم يأخذون كل شيء في طريقهم بدون إعطاء أي شيء في المقابل. ربما المكنسة الكهربائية أفضل منهم لأنها تساعد على التنظيف، ولكن من ينتمون لهذه الفئة فلا يقدمون أي خدمات ولا يمكنك بناء أي علاقة للمنفعة المتبادلة معهم وبدلاً من ذلك فهم متميزون في امتصاص الموارد.
هؤلاء المستغلون يشحذون ويستدينون، يأخذون ولا يسددون أبداً. هم هؤلاء الأشخاص الذين يرفضون أن يقوموا بأي عمل شاق، ويستدينون من الجميع ولا ينتوون القيام بالسداد أبداً.
هؤلاء الأشخاص سيستنفذونك لآخر قطرة، فقط إن سمحت لهم بذلك. فالمستغل هو الصورة النهائية للآخذ فلا تسمح لهؤلاء الأشخاص بالاستمرار في حياتك إن أمكنك ذلك.
ولكن مهلًا ماذا عن الأشخاص الذين أهتم لأمرهم؟
بعد أن سردنا فئات الأشخاص السلبيين، ربما تفكر الآن فيما يمكنك فعله مع أشخاص معينين في حياتك والذين تحبهم و/أو لا يمكنك الابتعاد عنهم لأنهم من ضمن أفراد الأسرة، أو أصدقاء للأسرة أو زملاء عمل. ماذا ستفعل مع هؤلاء الأشخاص؟
الإجابة هي قلل الوقت الذي تمضيه معهم. ابتعد عنهم قدر الامكان، وعندما يكونون بجوارك اجعل الحديث بينكم مقتضباً. قم بالتحدث عن الطقس. أو عن الرياضة، رغم أنهم قد يشتكون من أنها تمطر وأن فريقهم المفضل يخسر. بصفة عامة حاول التحدث في أي شيء لا يعطيهم الفرصة للتحدث عن مدى بشاعة الحياة وحاول الهروب قدر المستطاع.
هؤلاء الأشخاص قد يغيرون رأيهم في الوقت المناسب لهم، ولكن ليست مهمتك أن تفرض ذلك عليهم أو تقم بإصلاحهم. انتبه لنفسك ولسعادتك ولا تسمح لهؤلاء الأشخاص بأن يحبطون بك.
وفي الأخير، "اعلم دائمًا من يمكنك الاعتماد عليهم ومن عليك أن تستبعدهم"
اعلم من سيدفع بفريقك للأمام ومن سيجذبه للخلف.
بعد الانتهاء من أنواع أعضاء الفريق الذي يجب عدم التخلي عنهم واجتذابهم إليك من جانب وأيضاً الأنواع التي يجب البعد عنها قدر الإمكان على الجانب الآخر، فسنتحدث في المقال القادم عن كيفية بناء فريق أحلامك، فاستعد.