ذكاء اصطناعيّ يصنع وحوشا اكله للبشر

  • صارت الذكاءات الاصطناعية ماهرة في توليد صور وجوه بشرية، وهي مهارة تتعلمها خوارزمياتها بدراسة آلاف وآلاف من صور الوجوه الحقيقية.

     

    ومن أمثلة مهارتها: تلك الصور التي رسمها ذكاء اصطناعيّ، والصور الكاريكاتيرية، ولوحات الأنمي، والصور الواقعية التي تصور أشخاصًا لم يُولدوا قط.

     

    وآخر ما بلغتْه تلك الذكاءات نراه في ورقة بحثية نُشرت على موقع أركايف الأسبوع الماضي وفيها  وصف لخوارزمية جديدة قادرة على معالجة صور بشر منخفضة الدقة قليلة البكسلات جدًّا، وتحويل كل منها إلى صورة أدق تظهر أقرب شكل للشخص الذي كان في الصورة الأصلية.

     

    صمَّم الخوارزمية مهندسون من معهد، لتُحوِّل الصور البشرية المشوَّشة القليلة الدقة إلى صور دقيقة واضحة الملامح، اعتمادًا على تقنية جديدة تُدعى «فيس سوبر-رِزُليوشن؛» ولن نُنوِّه هنا بخطورتها فيما يتعلق بأنظمة تعرُّف الوجوه المُزوَّدة بها كاميرات المراقبة، فهذا من نافلة القول، وإنما سنتكلم عن مثير آخر للرعب والكوابيس.

     

    لاحَظ خبير الذكاءات الاصطناعية جوناثان فلاي أن حجم إيموجيات موقع تويتر هو الأنسب للخوارزمية، فغذَّى الخوارزمية بها، وسجّل النتائج المرعبة في مدونته.

     

    حاولت الخوارزمية تحويل كل إيموجي إلى أقرب وجه بشري، فكانت النتيجة تشكيلة من الصور المرعبة؛ فالصورة إن لم يكن فيها خصائص وجهية بشرية واضحة، تُضطر الخوارزمية إلى الارتجال، فحوَّلت على سبيل المثال قِطع الببروني الموجودة في إيموجي البيتزا إلى أفواه بشرية حمراء صارِخة.

     

     

     

    وأما إيموجي الوجه الحزين فحوّلته إلى وجه رجل مُسنّ أصفر البشرة له فم مفغور وأنياب حادة، وعملت مثل هذا في بقية الإيموجيات الصفراء المستديرة؛ وأما إيموجي العائلة الثلاثية، فحوَّلت كل فرد فيه إلى وحش مخيف مُتغضِّن كأنه يرتدي حلة جِلدية لا تناسب حجمه، وعملت مثل هذا أيضًا في بقية الإيموجيات البشرية.

     

     

     

    الغريب أن نتائج الخوارزمية كانت أفضل عند تغذيتها بإيموجيات موقع تويتش، ربما لأنها أكثر واقعية من إيموجيات تويتر، فكانت بهذا أقرب إلى المُدخَلات التي اعتادت الخوارزمية معالجتها.

     

    لكن تغير الحال حين استعمل فلاي صور شخصيات ألعاب فيديو، فالخوارزمية حوّلت فُطْر الجومبا إلى دوامة فوضوية، وشوّهت شخصيات لعبة «مايك تايسونز بانش آوت» حتى بدت كأنها خرجت توًّا من خِناقة.

     

    ودمجت أحيانًا شخصيات الصور في الأشياء المحيطة بها، كالنظارات والمجوهرات والعِصابات الرياضية؛ وهذا يوضح عجز الخوارزمية عن إدراك ماهية تلك الأشياء.

     

    والقنفذ سُونيك؟ ربما تكون الخوارزمية جعلته أسوأ من صورته في هذا الإعلان الذي تعرض لانتقادات شديدة.

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن