44 % من المؤسسات في المنطقة ليس لديها مبادرات متكاملة للتحول الرقمي
كتب : محمد الخولى
على الرغم من أن نسبة كبيرة تبلغ 76% من شركات التصنيع في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا إما بدأت أو أوشكت على أن تتبنى برامج رسمية للتحول الرقمي، إلا أن هناك مخاطر كبيرة تحدّ من جهود هذه الشركات في تحقيق ذلك، منها احتمال فشلها في ربط العناصر الرئيسية اللازمة بما في ذلك المبادرات الخاصة بالتحول الرقمي والبيانات والبيئات التكنولوجية المتعلقة بها، وذلك وفقاً لتقرير حديث صادر عن مؤسسة الأبحاث آي دي سي
ويشير التقرير الذي صدر برعاية شركة إنفور، إلى وجود ما يسمى بـ "جُزر الابتكار المنعزلة" والتي تشكل تحدياً رئيسياً أمام عملية التحول الرقمي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على "مبادرات التحول الرقمي المنعزلة" و"البيانات المنعزلة" و"البيئات التكنولوجية المنعزلة" باعتبارها ثلاثة تحديات خاصة بشركات التصنيع والتي يجب الإطلاع عليها والتصدي لها.
من جهته قال خالد الشامي، مدير أول لقسم استشارات الحلول لدى إنفور الشرق الأوسط وإفريقيا: "ما من شك أن شركات التصنيع في المنطقة تواجه العديد من التحديات، لكنها تستطيع تحويل تلك التحديات إلى فرص لو اتبعت الأساليب الصحيحة. وعليه فينبغي على شركات التصنيع التركيز على وضع استراتيجية للتحول الرقمي تُبنى على منصة مركزية متكاملة. يسعدنا أن نعمل على مساعدة شركات التصنيع على الارتقاء بأعمالها والتحول بعملية التصنيع نحو العصر الرقمي".
أضاف وفقا للتقرير الصادر عن إنفور، أشارت 44% من المؤسسات إلى عدم امتلاكها لمبادرات متكاملة للتحول الرقمي، الأمر الذي يقوّض الشعور بعملية التحول الرقمي على أنها مسؤولية تقع على عاتق الجميع، وأن خارطة الطريق الرقمية الخاصة بمؤسساتهم تركز فقط على تحقيق النتائج على المدى القصير، ولا تؤثر على عملية التحول الرقمي على المدى الطويل ضمن قطاعاتهم.
من جهة أخرى، أشارت 51% من المؤسسات إلى أن البيانات المنعزلة تمثل تحدياً بحد ذاتها، خصوصاً مع مستويات الفهم المحدود لأصول البيانات الحالية، والنقص في قدرات إدارة البيانات على مستوى المؤسسة. وغالباً ما تتفاقم مثل هذه التحديات بسبب اتخاذ القرارات على نحو يفتقر للتكامل على مستوى المؤسسة بناءاً على مجموعات مجزأة صغيرة من البيانات وذلك باستخدام نماذج بدائية يتم من خلالها تحليل هذه البيانات.
وفي الوقت ذاته، تشعر 62% من المؤسسات وفقا لإنفور بالقلق إزاء البيئات التكنولوجية المتفرقة. في الواقع، وفي العديد من المؤسسات، هناك بيئات تكنولوجية رقمية متعددة تعمل بشكل منفصل وينقصها بيئة تكنولوجية أساسية وموحدة. كما أشار التقرير إلى أن بعض المؤسسات قامت بدمج هذه البيئات التكنولوجية في بيئتين منفصلتين - بيئة تكنولوجيا المعلومات الأساسية وبيئة الابتكار الرقمي، وهي متصلة عبر واجهات برمجة التطبيقات APIs.
لكن الخبر السار على أية حال هو أنه يمكن للمؤسسات التغلب على هذه التحديات وتحسين فرصها في إنجاح عملية التحول الرقمي الخاصة بها من خلال اعتماد منصة رقمية متكاملة قائمة على السحابة بغية ربط جُزر الابتكار مع بعضها والتخلص من المبادرات المنعزلة.
ووفقاً لمؤسسة الأبحاث آي دي سي، فإن شركات التصنيع بحاجة إلى إعادة هيكلة على نطاق واسع، ووضع البيانات ضمن مركز عملياتها وذلك بغية زيادة سرعة أدائها وتعزيز كفائتها ومستوى الابتكار. كما أن تطبيقات المؤسسات بحاجة إلى أن تكون مدعومة ببنية أساسية ذكية قادرة على تحليل أنواع مختلفة من البيانات من عدد لا يحصى من المصادر.
وفي هذا السياق قال جيبين جورج، مدير البرامج لدى مؤسسة الأبحاث آي دي سي: "من الضروري أن تحقق شركات التصنيع تحولاً رقمياً ناجحاً في ظل التغير السريع في فئات العملاء ومتطلباتهم، ونماذج الأعمال، ومدى انتشار التطبيقات والأجهزة الرقمية واستخدامها بشكل متزايد. فمن خلال اعتماد منصة رقمية متكاملة، يمكن لشركات التصنيع زيادة فرصها في تحقيق تحول رقمي ناجح، والذي بدوره يمكن أن يساعدهم على أتمتة أعمالهم وإضافة قيمة لها وتعزيز ازدهارها في ظل مرحلة الانتقال التي نعيشها اليوم نحو الثورة الصناعية الرابعة".
تبرز تلك المسألة في منطقة الشرق الأوسط على نحو خاص، سيّما أن 75% من السكان هم من مواليد الألفية أو ما يسمى بجيل Z مما يوسّع قاعدة العملاء الرقميين على نحو متسارع. كما أن خطط التطوير الصناعي الوطنية في المنطقة تحرص على التركيز على رقمنة قطاع التصنيع، كما ظهرت أعداد كبيرة من الشركات التي ولدت في العالم الرقمي تسعى إلى إتباع مناهج في أعمالها من شأنها أن توفّر فرصاً جديدة لشركات التصنيع.