تمكن فريق من معهد ماساتشوستس للتقنية بالاستناد إلى أبحاث سابقة أجريت في عام 2014 من تطوير مرشح خشبي رخيص لمياه الشرب الملوثة قادر على تنقيتها من البكتيريات الضارة بنسبة 99%، في محاولة للإسهام في توفير إمدادات المياه النظيفة لنحو 790 مليون من سكان العالم يعانون من تلوث المياه التي يشربونها بالبكتيريا.
ويعتمد الحل الذي ابتكره الباحثون على مادة الخشب الطبيعية من الأشجار غير المزهرة، مثل أشجار الصنوبر.
يتضمن المرشح المبتكر لب خشب الأشجار وهو نسيج خشبي يتضمن قنوات مرتبطة بعضها ببعض بأغشية مرشحة وقادرة على سحب الماء ضمن جذع الشجرة ليصل إلى فروعها وأوراقها.
وطور فريق معهد ماساتشوستس للتقنية هذه القدرة على التصفية الطبيعية لابتكار المرشح الجديد. ولوقاية المرشح الخشبي من الجفاف أو الانسداد مع مرور الوقت، عمل الفريق على نقع قطع الخشب في ماء ساخن لمدة ساعة، ثم غمسها في مادة الإيثانول وتركها لتجف، ليحافظ على نفوذية المرشح ويمنع انسداده.
واختبر الفريق نماذج أولية من المرشح على أرض الواقع في الهند، حيث يفتقر أكثر من 160 مليون شخص إلى مياه الشرب النظيفة، وتمكنت مرشحات لب الخشب التي طورها معهد ماساتشوستس للتقنية من إزالة البكتيريا الشائعة مثل الإشريكية القولونية وفيروس الروتا، وهما من أشيع أسباب الإسهال في المجتمعات الفقيرة.
وتمكنت المرشحات الخشبية من إزالة 99 في المئة من تلك الملوثات ما يجعلها تصنف في فئة الحماية الشاملة ذات النجمتين لمنظمة الصحة العالمية.
وصنعت تلك المرشحات على شكل أقراص لتركب ضمن تجهيزات التزود بالمياه التي يستخدمها السكان في الهند. وما زاد من جاذبية هذه المرشحات أنها منخفضة التكلفة لأن مواد صنعها الأولية متوفرة في الأشجار المحلية، واستخدمها فريق التطوير فعلًا خلال مرحلة البحث في الهند.
وحينما اختبرت المرشحات في الهند على مياه الصنبور المحلية نجحت في إزالة البكتيريا وتصفية المياه بمعدل لتر واحد في الساعة، وأنتجت نحو 10 إلى 15 لترًا من الماء النقي يوميًا.
ورغبة من الفريق في مساعدة المجتمعات الفقيرة سريعًا نشر على موقع ويب مفتوح المصدر طريقة تصنيع المرشح الخشبي من نسيج لب الخشب، ما يتيح توفيره لنطاق أوسع من البشر.
وما زال الفريق يسعى إلى إجراء مزيد من الاختبارات والدراسات على أرض الواقع لتحسين كفاءة هذه الطريقة في تحسين جودة مياه الشرب.